المشهد الليبي.. اشتباكات طرابلس والعودة للمربع صفر
منذ إعلان البرلمان الليبي سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة في سبتمبر الماضي، ورفض الدبيبة تسليم السلطة، والتمسك بمنصبه، بدأت مؤشرات العودة للمربع صفر مرة أخرى وبدأت المواجهات السياسية تتفاقم بصورة متسارعة خلال يونيه ويوليو 2022م، وصلت مؤخرًا إلى منطقة الاشتباكات المسلحة في كل من طرابلس ومصراتة مما يعيد للأذهان ما كانت عليه البلاد من قبل من مواجهات عسكرية بين الفصائل المسلحة في ظل وجود طرف لديه استعداد لإشعال البلاد من أجل الاحتفاظ بالسلطة رغم انتهاء شرعيته.
خلفية الصراع
في فبراير
الماضي أعلن البرلمان الليبي انتخاب فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بالإجماع
رئيسًا جديدًا للوزراء، تمهيدًا لتشكيل حكومة مغايرة لحكومة عبدالحميد الدبيبة، في
وقت يرفض الدبيبة خارطة طريق أقرها البرلمان، في وقت سابق، الذي تجاهل الدبيبة التصويت
في البرلمان لاختيار بديل له، وأنه لن يسمح بمراحـل انتقالية جديدة، وأن حكومته
مستمرة في عملها. واعتبر في تصريحات صحفية وقتها أن الحديث عن تسليم مهام حكومته
لحكومة أخرى هو "تضييع للوقت".
وأكد أن الحديث
عن التسليم والتسلم والدخول للعاصمة طرابلس هو «عبث وبيع للوهم» متحديًا قرارات البرلمان في سبتمبر 2021م بسحب الثقة من حكومته، فبراير 2022،
باختيار فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة.
تصعيد عسكري
في التاسع من يوليو الجاري أعلن فتحي باشاغا، رئيس الوزراء الليبي المعين من البرلمان، أنه سيتوّلى مهامه في العاصمة "في الأيام المقبلة". وأوضح في مقابلة صحفية- وفقًا لفرانس 24- من مقرّه الموقت في مدينة سرت شرق البلاد، أن «كل الطرق إلى طرابلس مفتوحة»، مضيفًا «تلقّينا عدّة دعوات إيجابية لدخول العاصمة».
وكان باشاغا أعلن
في منتصف مايو الماضي دخول طرابلس مع حكومته، لكنه انسحب بعد ساعات إثر وقوع اشتباكات في العاصمة بين مجموعتين مسلحتين
مواليتين لكل من رئيسَي الحكومة وأحبطت محاولته. مؤكدًا أن انسحابه جاء من
أجل تجنّب إراقة الدماء من دون أن يتخلّى عن مهامه في طرابلس.
وأكد باشأغا أنه «سيدخل طرابلس من دون إطلاق رصاصة واحدة»، وأن هناك تفاهمات بين بعض
الأطراف داخل العاصمة ستساند دخوله من دون اضطرابات.
اشتباكات
العاصمة
وفي 12 يوليو
الجاري، رصدت وسائل الإعلان دخول أرتال عسكرية كبيرة على مدار يومين للعاصمة
الليبية طرابلس، تزامنًا مع إعلان رئيس الوزراء الليبي فتحي باشأغا أنه سيقوم بعمله
من العاصمة الليبية بعد عيد الأضحى.
بينما تبين أنها كتائب تابعة لميليشيات الردع والنواصي الموالين لرئيس الوزراء
المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة وتنظيم الإخوان.
وبعدها شهدت
العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة ليل الخميس/ الجمعة 22 يوليو 2022م أسفرت
عن مقتل 13 شخصًا بينهم طفل وإصابة 30 آخرين، وشهدت العاصمة تبادل إطلاق نار كثيف
في شرق المدينة قرب حرم جامعة طرابلس ومركز طرابلس الطبي، حيث لجأ الكثير من الناس
خلال الليل هربًا من أعمال العنف، بحسب وسائل الإعلام الليبية.
مصراتة على خط
النار
كما دخلت مدينة
مصراتة المعروفة بانتشار الجماعات المسلحة على خط النار وشهدت هي الأخرى اشتباكات
عنيفة اندلعت السبت 23 يوليو، قرب البوابة الغربية، بين «القوة
المشتركة» الداعمة لحكومة عبدالحميد الدبيبة، و«لواء المحجوب» المؤيد لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا.
وأوضحت مصادر
محلية –وفقًا لأحرار ليبيا- أن الاشتباكات بدأت عند بوابة الدافنية، ثم توسعت إلى
محيط الطريق الساحلي، المؤدي إلى العاصمة طرابلس، حيث حاولت "القوة
المشتركة" مداهمة تمركز "لواء المحجوب" في تقاطع زريق، للسيطرة على
الآليات هناك، والقبض على آمر القوة عبدالله أبوسنينة.
وتثير هذه الأحداث حالة من المخاوف لعودة البلاد مرة أخرى إلى المربع وسط تحذيرات من تصاعد العنف داخل البلاد بصورة أشد مما سبق.





