يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

سوريا وأوكرانيا والنووي.. أبرز ملفات القمة الإيرانية الروسية التركية في طهران

الخميس 21/يوليو/2022 - 06:31 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 في خضم الأحداث الجارية على الساحة الدولية والإقليمية، سواء المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو، وعرقلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا مما نجم عنها استمرار العقوبات الأمريكية على إيران، هذا بجانب قلق بعض الدول حيال مساعي تركيا لشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا ضد المقاتلين الأكراد؛ انعقدت اليوم الثلاثاء 19 يوليو 2022، قمة ثلاثية تجمع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بنظيريه الإيراني «إبراهيم رئيسي» والتركي «رجب طيب أردوغان» في العاصمة طهران، لمناقشة هذه الملفات المشتعلة.


سوريا وأوكرانيا والنووي..

الأزمة السورية


جاءت الأزمة السورية التي مر على اندلعها أكثر من 11 عامًا، على رأس تلك الملفات، وهذا في إطار عملية أستانا منذ عام 2017 التي يقودها الدول الثلاث (تركيا، إيران، روسيا) لتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار والتسوية السياسية، ولهذا فإن تلك القمة تأتي بعد تعهد «أردوغان» في أواخر مايو 2022 عن مساعيه لشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا تهدف لإنشاء منطقة آمنة بطول 30 كم على الحدود التركية السورية خاصة في منطقتي منبج وتل رفعت الواقعتين تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية ذراع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» الذين تصنفهم تركيا كإرهابيين، وهذا تمهيدًا لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.

 

وتلك المساعي الأردوغانية، أقلقت كلًا من روسيا وإيران الداعمتين الرئيسيتين للنظام السوري، وزيادة النفوذ التركي يشعرهما بالقلق نظرًا لمصالحهما بالأراضي السورية، وعليه فإن المرشد الإيراني «علي خامنئي» علق على العملية التركية الجديدة قائلًا في اجتماع له مع الرئيس التركي اليوم 19 يوليو 2022، «ذلك سيضر بالمنطقة ويفيد الإرهابيين»، وفقًا للتلفزيون الإيراني.

 

ويريد «أردوغان» الفوز بدعم الرئيس الروسي لمعرفته أن موسكو القوة الرئيسية في شمال غرب سوريا، والتي سبق وأن أبدت اعتراضها على التوسع التركي، ومع ذلك فهي اعتبرت أن العملية التركية تأتي في إطار «المخاوف الأمنية» لأنقرة، وهو ما قد دفع عددًا من المصادر العسكرية التركية تفسير سحب موسكو جزءًا من قوتها مؤخرًا من الأراضي السورية لإرسالهم لقتال أوكرانيا، يسهل من العملية التركية القادمة.


وبالرغم من المخاوف الإيرانية والروسية، فإنه يبدو أن تركيا ماضية في طريقها بشأن العملية العسكرية في شمال سوريا، حيث قال «أردوغان» في كلمته بالقمة، «يجب عدم توقع صمت تركيا إزاء تحركات التنظيمات الإرهابية في سوريا ونريد إبعادها بمسافة كبيرة عن حدودنا».

سوريا وأوكرانيا والنووي..

التعاون الاقتصادي والعسكري

رغم أن التركيز الأكبر للقمة كان على سبل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، فإنه قبل ساعات من انطلاق القمة عقد الرئيسان التركي والإيراني اجتماعًا، تم بموجبه الاتفاق على زيادة التجارة الثنائية بين البلدين لترتفع  إلى 30 مليار دولار بدلًا من 7.5 مليار دولار حاليًا، كما وقعا ثماني اتفاقيات في مجالات مثل الغاز الطبيعي والتجارة وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات.

 

أما فيما يخص التعاون العسكري، فرغم أنه لم يتم الإعلان بشكل علني حتى الآن عن صفقة الطائرات المسيرة التي تريد موسكو الحصول عليها من إيران لاستخدامها في أوكرانيا، والتي كشفت عنها مصادر أمريكية قبل انقعاد القمة، مبدية قلقها حيال تلك الصفقة، ولهذا فإن مصادر مطلعة أفادت أن موسكو وطهران اتفقتا على زيادة التعاون العسكري فيما بينهما خلال زيارة "بويتن" إلى طهران، وأنه تمت مناقشة أيضًا توقف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا خاصة أن الرئيس الروسي قبل أيام من انعقاد القمة، قال إن واشنطن قد تقوم بعمل عسكري ضد إيران في حال رفضت الأخيرة الامتثال للشروط الأمريكية، وهذا بالتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية في دول المنطقة.

 

سوريا وأوكرانيا والنووي..

أزمة الحبوب الأوكرانية


تطرقت المباحثات بين الرئيسين التركي والروسي إلى أزمة نقل الحبوب الأوكرانية من موانئها على البحر الأسود، ومساعي أردوغان للحصول على موافقة بوتين بشأن رفع الحصار البحري الروسي الذي يمنع تصدير الحبوب الأوكرانية خلال أزمة الغذاء العالمية، ولهذا فإن الكرملين أفاد في بيان له 19 يوليو 2022 أن الرئيس الروسي يعلن إحراز تقدم في المحادثات التي أجراها مع نظيره التركي قبل القمة حول تصدير الحبوب الأوكرانية.

 

رسائل القمة 


وتجدر الإشارة إلى أن أهمية تلك القمة تنبع من كونها تأتي في أعقاب الجولة التي قام بها الرئيس الأمريكي «جو بايدن» إلى المنطقة، والتي اختتمها في 16 يوليو 2022 بزيارة المملكة العربية السعودية لحضور "قمة جدة" التي جمعت عددًا من الدول العربية، كما أنها تعد ثاني زيارة خارجية يقوم بها «بوتين» منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، إذ أراد الرئيس الروسي نقل رسالة مفادها أن بلاده ليست معزولة، كما يريد الغرب  أن يصورها، ولذلك فإن اجتماعه مع قادة قوتين إقليميتين كبيرتين يخدم هذا الغرض.


أما فيما يخص إيران، فهي تريد أن تبعث لأمريكا وإسرائيل، رسالة مفادها أن تحركاتهم لعقد قمة مع بلدان القمة لتحجيم النفوذ الإيراني بالمنطقة في محاولة لتشكيل «ناتو شرق أوسطي» لن تنجح، وأن طهران ماضية في مساعيها بإجراء مباحثات مع روسيا المنافس الأكبر لواشنطن، وتركيا العضو الأبرز في حليف الناتو.


 وعلى الجانب التركي، فإن «أردوغان» أكد من خلال تلك القمة أنه ماضٍ في تنفيذ عمليته العسكرية في شمال سوريا لمقاتلة التنظيمات الإرهابية هناك رغم الاعتراضات الروسية والإيرانية والأمريكية.

 

"