ad a b
ad ad ad

مخاوف الأفغنة تطفو على السطح.. سيناريوهات المواجهة بين مقديشو و«الشباب»

الجمعة 29/يوليو/2022 - 07:35 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لا تخلو المنصات الإعلامية من أخبار حركة «الشباب» الصومالية المصنفة إرهابية، وما خلفته من دمار وخراب، إثر عمليات لا تنتهي ضد المدنيين، وقوات الجيش الصومالي أو الهجوم على القواعد العسكرية والفنادق والأسواق.


ولم تأت الحلول الأمنية وحيل المواجهة بالسلاح التي اتبعها الرئيس السابق للبلاد محمد عبد الله فرماجو، ثمارها، بل ازداد نشاط الحركة وارتفعت العمليات الإرهابية التي استهدفت الأبرياء والجنود.


ومع انتخاب رئيس جديد للبلاد، وصعود حسن شيخ محمود، تحدث عن إمكانية هزيمة "الشباب" التي تتبع تنظيم القاعدة، إذ أكد أنه يمكن هزيمتها في ظل الظروف المناسبة، في إشارة إلى تنشيط المواجهة العسكرية مع الحركة لزيادة الضغط عليها وتطويق نشاطها في معظم أنحاء البلاد، ثم الدفع نحو إطلاق حوار معها لإلقاء السلاح والاندماج في المجتمع والحياة السياسية الصومالية.


وكانت تصريحات رئيس وزراء الحكومة الفيدرالية الصومالية حمزة عبدي بري، قبل أيام، تبرز أن هناك عزمًا على إيجاد مخرج من الأزمات المتوالية التي سببتها حركة الشباب، مشددًا على أن إحراز أي تقدم في البلاد مرتبط بهزيمة الحركة الإرهابية والعمل على تحرير البلاد من مقاتليها.


حوار أم مواجهة أمنية؟


من المرجح أن توجه الحكومة الصومالية ضغوطًا أمريكية للتخلي عن فكرة الحوار مع حركة الشباب خوفًا من تكرار تجربة حركة طالبان في أفغانستان، وما يرتبط بهذا من زعزعة لأمن واستقرار القرن الأفريقي.


لكن ثمة آراء تؤكد أهمية فتح قنوات اتصال مع قادة حركة "الشباب" لاختبار قبول الدخول في محادثات رسمية، حيث يمكن الاستفادة من وساطة شيوخ القبائل لبناء الثقة بين الجانبين، وذلك بهدف وقف استنزاف مقدرات الدولة الصومالية، وإنهاء حالة الفوضى التي تتسبب فيها حركة الشباب، واستعادة حالة الاستقرار إلى البلاد.


مخاوف الأفغنة


في دراسة بعنوان «مخاوف الأفغنة.. هل تلجأ الصومال إلى إجراء محادثات مع حركة الشباب؟»، قال أحمد عسكر، الباحث المساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، إن الحكومات السابقة للصومال لم  تفلح في هزيمة الحركة عسكريًّا بالرغم من انخراط بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) -التي تغير اسمها إلى بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس)- في مواجهة الحركة.


ولفت الباحث إلى أن الدعم الغربي الذي تقدمه الولايات المتحدة للصومال على الصعيد العسكري في شكل تدريبات عسكرية ودعم لوجستي والضربات الجوية المستمرة منذ سنوات لم تكن كافية هي الأخرى، ومثّل ضعف القوات الصومالية على مستوى الكفاءة والتدريب والولاء عائقًا أمام الدولة في تحقيق انتصار حاسم على عناصر حركة الشباب في المناطق التي تسيطر عليها.


وخلصت الدراسة إلى عامل الوقت يبدو مهمًا بالنسبة لكلا الجانبين؛ إذ إن إخفاق الحكومة الصومالية في تعزيز قدراتها الأمنية وكفاءتها القتالية بهدف تحييد حركة الشباب من شأنه مضاعفة تكلفة الحرب، وتوسيع دائرة العنف والتهديدات الأمنية في البلاد، وهو ما قد يهدد شعبية نظام الرئيس حسن شيخ محمود ويوسع حجم المعارضة السياسية له، الأمر الذي يتطلب نجاح الرئيس شيخ محمود في تجاوز جميع التحديات التي تواجه حكومته من أجل كسر شوكة الحركة بما في ذلك توحيد الجبهة الداخلية وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية والأمنية، وتعزيز قدرات قواته الأمنية والعسكرية، وتوسيع الاستفادة من الدعمين الإقليمي والدولي.


وأضاف «عسكر» أن اهتمام الحركة بالتفاوض مع الحكومة المركزية في هذه المرحلة غير جاد، لإدراكها بأن كسب المزيد من الوقت يمنحها المزيد من النفوذ في الداخل الصومالي وسط استمرار الخلل الحكومي، وأملًا في الوصول للحظة انسحاب القوات الأفريقية من البلاد لكي تنقض على الحكم في مقديشو بعد الإطاحة بالنظام الحاكم. وهو ما قد يكرر تجربة حركة طالبان في أفغانستان التي ربما تمثل سابقة في أفريقيا تفضي إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي والقاري خلال المرحلة المقبلة. 

الكلمات المفتاحية

"