يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الأفغانيات تحت حكم طالبان.. كتاب أمريكي يكشف المسكوت عنه بين النظرية والتطبيق

الثلاثاء 01/نوفمبر/2022 - 08:14 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تُعَدُّ طبيعة أوضاع المرأة تحت حكم طالبان من أبرز المتغيرات التي ينشغل بها الإعلام والساسة، باعتبارها طرفًا ضعيفًا ومهمشًا في معادلة الحكم الأفغانية، ومع وصول طالبان مرة أخرى للسلطة في أغسطس 2021، باتت قراءة الأطروحات حول الأفغانيات ممتزجة بروايات تاريخية قد تنعكس على المستقبل.

الأفغانيات تحت حكم

وفي كتاب «The Women of Afghanistan Under Taliban» أو «الأفغانيات تحت حكم طالبان» وصفت عالمة الاجتماع الأمريكية، روزماري سكين معيشة نساء البلاد وسط سلطة متشددة، وإلى أي مدى تتبدد حقوقهن.


انعكاس الصراع على الأفغانيات

سلطت روزماري الضوء على تأثير الحرب في أفغانستان على النساء، وذلك منذ قررت القوات السوفيتية احتلال البلاد وما أفرزه ذلك من تنامي النزعة الدينية لصبغ الصراع بمتغيرات جهادية واعتلاء المتشددين لحكم البلاد ما أثر على أوضاع النساء سواء بتهميش أدوارهن أو معاناتهن من الفقر والتدني الاجتماعي.

في بلد بات يتحكم فيها الرجال المتشددون تعاني النساء على أصعدة مختلفة، أبرزها الحرمان من حقوقها الأساسية في استكمال تعليمها واختيار العمل المناسب لقدراتها، فضلًا عن فرض لباس موحد ومخالفته تقتضي الضرب علنًا في الشوارع، مع تهميش دورها القيادي تمامًا لاعتبارات دينية واجتماعية.

فيما تخلق الصراعات المسلحة إنهاكًا للقوى الاقتصادية للدول ما يؤثر مباشرة على أوضاع الجميع، وبالأخص النساء لحرمانهن من الحق في تحسين ظروفهن المعيشية سواء بالعمل أو التعلم لبعض الحرف.

الأفغانيات تحت حكم

تطلعات واهية لمستقبل مُبهم

أنجزت روزماري سكين كتابها قبل اعتلاء طالبان مجددًا للحكم بموجب اتفاق فبراير 2020 المبرم مع الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وكانت تظن في سطور مؤلفها أن تكاتف الدول الكبرى مع واشنطن سيمكنهم من إسقاط طالبان طالما أرادت الدول الكبرى وزعماؤها ذلك.

بينما أظهرت تطورات الأحداث اعتلاء طالبان للسلطة بمباركة هؤلاء الزعماء ما أعاد نساء أفغانستان للمربع صفر، وفتح المجال لمناقشات جدية حول رؤية كتاب أمريكا تجاه إرادة زعمائهم نحو الحرب الأفغانية والجماعات المتشددة في المنطقة.

إذ لفتت الكاتبة الأمريكية إلى أن تعاون طالبان مع الجماعات المتشددة الأخرى في المنطقة كالقاعدة وشبكة حقاني يلقي بظلاله على أبعاد الحرب الغربية في المنطقة، فروزماري كانت ترى أن هذه العلاقات المتطرفة والمتشعبة بين الجماعات المختلفة تعضد من أهداف واشنطن بالتواجد في المنطقة ودحر الحركة والمتعاونين معها.

وبعد سنوات قليلة من صدور الكتاب تعاونت الولايات المتحدة وحلفاؤها مع طالبان وشركائها لتمرير اتفاق سياسي لم يغير من مشهد أفغانستالن المضطرب بل ضاعفه، فواشنطن أفرجت عن عناصر شبكة حقاني وأبرزهم أنس حقاني شقيق سراج الدين حقاني زعيم الحركة لتضمه لفريق التفاوض تمهيدًا لمحاصصة بين الجماعات المتطرفة حول حكم البلاد.

ومن ثم فإن أوضاع النساء عادت لتتشابه مع الفترة الأولى من حكم طالبان، إذ قرر الزعماء منع النساء من السفر دون محرم، وتأجيل خروج الفتيات للمدارس متعللين باضطراب الأمن، ولكنه على الأغلب يعود على عدم استقرار عناصر الطبقات الدنيا من التنظيمات المتطرفة على تفاهمات المرحلة وما تقتضيه من إعادة النظر في طبيعة التعامل مع النساء.

"