بعد عام من اختطاف السلطة.. الانقسامات تضرب حركة طالبان في أفغانستان
السبت 16/يوليو/2022 - 11:32 م
أحمد عادل
يبدو أن الانقسامات بدأت تتغلغل داخل أروقة حركة طالبان بعد سنة من توليها الحكم في أفغانستان، فعلى الرغم من سعي الحركة لإظهار موقف موحد خلال اجتماع المجلس الديني في كابل، كبار قادة طالبان ومسؤوليها، فضلًا عن زعماء قبائل إلا أن الإشارات بدت واضحة.
ولعل أولى البوادر التي فضحت هذا الانقسام مسألة تعليم البنات المعلق في البلاد منذ سنة تقريبًا.
فقبل هذا الاجتماع، أكد مقرب من قيادة الحركة، أن لا أحد من كبار المسؤولين في طالبان يعارض تعليم الإناث، مرجحًا أن يُعلن الاجتماع الموسع عودة الفتيات إلى المدارس".
إلا أن هذا لم يحصل، فقد أكد مسؤولو الحركة، السبت 2 يوليو 2022، أن هذا القرار يحتاج مزيدًا من البحث، في مؤشر على اختلاف قادة طالبان حول كيفية تفسير الشريعة الإسلامية، ومدى صرامة تطبيقها، بما في ذلك في المدارس.
إلى جانب تلك الخلافات "المبدئية" إن أمكن وصفها، تتنازع الفصائل ضمن الحركة على المكاسب.
فيما تثير المشاكل الاقتصادية التي غرقت فيها البلاد غضب عناصر الحركة، الذين يكافحون لإطعام عائلاتهم، ما دفع العديد منهم إلى الانشقاق.
فقد ترك الكثير من "العناصر القدامى" الحركة، بسبب "عجزها" عن حل المشاكل التي تغرق فيها أفغانستان.
وفي السياق، قال شيرزاد، القائد السابق لشبكة حقاني، أحد فروع حركة طالبان، البالغ من العمر 28 عامًا، "إنه استقال لأن القيادة لم تفعل ما يكفي لإصلاح اقتصاد البلاد وتوفير الدعم المالي لأعضائها".
كما حذر من أنه إذا لم يستمع قادة طالبان إلى تحذيرات وطلبات مقاتليهم، فسينشق العديد منهم، بل سيقاتلون ضد الحركة أيضًا.
في المقابل، تنفي طالبان وجود أي خلافات أو انقسامات داخل أروقتها، وتصر على أن الحركة لا تزال موحدة بقوة.
إلا أن دعوة زعيم طالبان الأعلى، هبة الله أخوند زاده، الذي نادرًا ما يغادر قندهار، معقل الحركة التقليدي، إلى الوحدة خلال هذا الاجتماع الديني الضخم الذي شهدته العاصمة الأفغانية، ألمح إلى وجود خفايا ومخاوف داخل الحركة.
ففيما لا تزال معظم الفصائل داخل طالبان موالية لـ"الملا الذي تولى قيادة الحركة عام 2016، والذي لا يزال يقبض على مفاصلها بقوة، لكن تشديده على ضرورة تجاوز الخلافات، وقوله "إن بقاءنا يعتمد على وحدتنا" يشي بالكثير.
وفي نوفمبر 2021، خلص تقرير لمجلة "فورين بوليسي" إلى أن الوحدة التي ساعدت طالبان في السيطرة على السلطة في أفغانستان، تواجه تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية التي تضرب الحركة.
وأشارت المجلة إلى أن "هذه الانقسامات تهدد بقاء الحركة"، إذا لم يتمكن قادتها من تجاوز الخلافات.
وأشارت إلى أن الخلاف يتركز بين اثنين من قادة الحركة هما: الزعيم السياسي للحركة، عبد الغني بردار، الذي شارك في تأسيس الجماعة مع الملا محمد عمر وقاعدة نفوذه في قندهار، والإرهابي سراج الدين حقاني، الذي يرأس شبكة حقاني المقربة من القاعدة.
وقالت مصادر أمنية وأكاديمية للمجلة إنه في الوقت الذي تتنافس فيه فصائل طالبان؛ للحصول على أكبر نصيب من "الكعكة"، يستقطب تنظيم داعش الأعضاء، الذين خاب أملهم من الاتجاه السياسي الذي تتخذه الحركة.
وفي خضم الصراع الداخلي على السلطة بين قيادات طالبان، "تدعم المخابرات الباكستانية تحالفا من الجماعات الجهادية الصغيرة غير الراضية على الفصائل التي تسيطر على طالبان"، بحسب وثيقة أعدتها الحكومة الأفغانية السابقة، اطلعت عليها المجلة الأمريكية.





