حجب المواقع الإخبارية.. وسيلة الحوثي لتجريف الهوية اليمنية
على غرار النهج المتبع في الجمهورية الإيرانية بإغلاق جميع وسائل التواصل الخارجية واستبدالها بأخرى محلية، لمنع المجتمع الخارجي من معرفة ما يدور داخل أروقة إيران من قمع وإرهاب بحق المواطنين؛ فإن الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران تتبع النهج ذاته منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية، حيث لا تكف عن إغلاق المواقع الإخبارية بالداخل والخارج، وقمع الصحفيين لإخراس أي صوت من شأنه كشف جرائم هذه الجماعة.
تضييق إعلامي
ووفقًا لتقرير
أصدرته منظمة "سام" للحقوق والحريات في 1 يوليو 2022، فإن الجماعة
الحوثية حجبت أكثر من 200 موقع إخباري محلي وخارجي عن المتابعين في اليمن، بل
وأوقفت نحو 80 صحيفة ومجلة وإذاعة منذ انقلابها في 2014، لافتة إلى أن هذه الإجراءات
الهدف منها انتهاك حق الوصول إلى المعلومة، والتضييق على الرسالة الإعلامية التي
تكشف جرائم تلك الميليشيا وعزل اليمنيين عن العالم الخارجي في نهاية الأمر.
انهيار وانحدار
وكشفت المنظمة
الحوقية في تقريرها، أنه منذ انقلاب الجماعة المتمردة والحريات الإعلامية في
الأراضي اليمنية شهدت انهيارًا وانحدارًا بشكل
كبير، وهو ما جعل اليمن تحتل المرتبة الـ169 في مؤشر الصحافة العالمية، وهذا ما
دفع المنظمة لمطالبة الحوثي بضرورة إلغاء حجب المواقع الإخبارية، وإزالة عمليات
القيود حول الوصول إلى الإنترنت أو فرض رقابة على المحتوى الإخباري بأي حال، بل
طالبت "سام" منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المعنية بالضغط على
الحوثيين لوضع يدها من على ملف الاتصالات بل ومناقشة العراقيل التي تواجه هذا
الملف ضمن أجندة أي مفاوضات قادمة بين أطراف الصراع في اليمن، لعدم استخدام هذا
الملف كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
قمع حوثي
ولم يقتصر
الأمر على ما ذكرته "سام"، بل إن الميليشيا الحوثية ارتكبت جرائم عدة
بحق الصحافة بجميع صورها في الأراضي اليمنية، فضًلا عن أنها منذ الحرب اعتقلت بل
وقتلت أعدادًا كبيرة من الصحفيين الذين تعرضوا لأبشع أدوات التعذيب في سجون الحوثي، لدرجة
أن المنظمات الحقوقية المعنية أكدت أن الإعلان والصحافة في اليمن تعرض لأكبر موجة قمع
وتنكيل في العصر الحديث لم يسبق لها مثيل منذ الانقلاب الحوثي، هذا بالإضافة إلى نهب
تلك الميليشيا لجميع المؤسسات الإعلامية الرسمية والأهلية في اليمن، وهو ما يؤكد
حقيقة تلك الجماعة المدعومة من إيران وأهدافها الرئيسية لنشر فكرها المتطرف فقط.
تجريف الهوية اليمنية
وحول ذلك، أوضح
الباحث السياسي اليمني «محمود الطاهر» أن سيطرة ميليشيا الحوثي على قطاع الاتصالات ساهم
في تحويل هذا القطاع لأداة حرب، وجاسوسية على الشعب اليمني، وعمل على قطع المواقع الإلكترونية
لمواجهة توعية اليمنيين بخطورة جرائم تلك الميليشيا، ومعرفة المجتمع الغربي عما
يحدث من إرهاب داخل الأراضي اليمنية على يد هذه الجماعة المدعومة من إيران.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن توجه الحوثي تسخير خدمات الاتصالات كأداة من أدوات خطابها الإعلامي من خلال حجب المواقع والتطبيقات، وإجبار المواطنين على متابعه المواقع والأخبار التابعة للميليشيا بغرض تجريف الهوية اليمنية، وشحن المجتمع بمعتقدات وأفكارها الهدامة القادمة من الخارج.





