ردًّا على تشكيل «الرئاسي».. «القاعدة» و«الحوثي» يكثفان التعاون الدامي
أثار تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني برئاسة «رشاد العليمي» في أبريل 2022، تخوفات لدى كل من تنظيم "القاعدة في اليمن" وميليشا الحوثي الانقلابية، ما دفع الاثنين للتنسيق لإحباط أي محاولات من قبل قوات الجيش الوطني اليمني لتوجيه ضربات لتلك الجماعات التي تكبَّدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح خلال الفترة الماضية.
رد القاعدة على تشكل الرئاسي اليمني
واعترف تنظيم "القاعدة" الإرهابي في بيان له على مواقع التواصل الاجتماعي في 20 يونيو 2022، بمقتل أحد قياداته الذي عمل خلال العشر سنوات الماضية في تنفيذ هجمات بمحافظة شبوة، ويُدعى "يونس محمد عوض القشعوري" والمكنى بـ"أبي علي الشبواني"، وذلك أثناء محاولة تنفيذه عملية تستهدف إحدى المنشآت بمدينة عتق مركز محافظة شبوة في مايو الماضي.
وخروج تنظيم القاعدة بعد شهر للاعتراف بمقتل أحد قياداته، ياتي بعد هجوم نفذه مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، على نقطة تفتيش في المدخل الشرقي لمدينة عتق بمحافظة شبوة اليمينة، يتمركز فيها جنود من "قوات دفاع شبوة"، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل خمسة جنود، وإصابة خمسة آخرين على الأقل، في حين تمكنت القوات الأمنية من قتل عنصرين مهاجمين.
ويريد التنظيم الإرهابي الإيحاء بأنه تمكن من الانتقام لمقتل "القشعوري" أهم قيادته في شبوه والمسؤول عن التعاون مع ميليشيا الحوثي في إطار عمليات التنسيق المشتركة التي تحدث بين القاعدة والجماعة الانقلابية.
ولذلك فإن مقتل "القشعوري" يشكل ضربة قوية للتنظيم وللميليشيا، خاصة أن تنظيم القاعدة استهدف شبوة المحافظة الغنية بالنفط والغاز والموقع الاستراتيجي الهام، بعدما تمكنت القوات اليمنية من تحرير جميع مديريات شبوة من قبضة الحوثيين مطلع 2022.
توجه قاعدي إخواني
وحول الظهور الأخير لـ"القاعدة" واعترافه بمقتل أبرز قياداته، يقول الباحث السياسي اليمني، الدكتور عبد الستار الشميري، في تصريحات صحفية إن ظهور التنظيم يؤكد بشكل قطعي أن القاعدة في اليمن هي "قواعد" وليست قاعدة واحدة، وأن هناك أجنحة من التنظيم تتبع أطرافًا سياسية، وبعضها يتبع أطرافًا أو جماعات دينية، خاصة نائب الرئيس الإخواني السابق "علي محسن الأحمر" الذي أقاله الرئيس السابق "عبد ربه منصور هادي"، وأخرجه من المشهد السياسي اليمني، وهو ما شكل ضربة للقاعدة ذات الارتباط له، وأيضًا قيادات حزب الإصلاح الإخواني، ولذلك متوقع أن يحرك "الأحمر" أدواته القوية للعبث بالجنوب خلال الفترة القادمة، لعرقلة عمل المجلس الرئاسي.





