باكستان.. أطروحات الإرهاب والتصفية السياسية حول محاولة اغتيال عمران خان
كشفت إدارة مكافحة الإرهاب في الشرطة الباكستانية عن مخطط إرهابي لاغتيال رئيس الوزراء السابق عمران خان، موضحة عبر بيان رسمي نشرته في 21 يونيو 2022 أن الإرهابيين اتفقوا مع قاتل محترف لاستهداف «خان».
وأكدت السلطات الباكستانية أنها ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لتأمين حياة رئيس الوزراء السابق، وسط تسريبات إعلامية حول رغبة سابقة لدى الجهات المختصة بإبقاء معلومة الاغتيال سرية دون نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
خان والإرهاب بين باكستان وأفغانستان
يشير المخطط الأخير إلى متغيرات مختلفة حول مشهد الإرهاب في المنطقة، أبرزها الأسباب التي تقف وراء رغبة الإرهابيين في اغتيال عمران خان، فالرجل لم يعد مسؤولًا، وأُقصي من منصبه في أبريل 2022 عقب تصويت برلماني لسحب الثقة من حكومته، ما يطرح التساؤلات حول توقيت الاستهداف، وهل هو مخطط إرهابي بشكل حقيقي أم استهداف سياسي تحت ستار دعاية متطرفة.
وتقلصت قدرات عمران خان لتصفية الإرهابيين أو مواجهتهم عسكريًّا تقلصت لابتعاده عن السلطة واتخاذ القرار، إلا إذا كانت الجماعات الإرهابية تتخوف من عودته مرة أخرى للسلطة وهو ما يحيلنا إلى الأطروحة الأهم، وهي التى تتمحور حول الإنجازات التي حققها «خان» على صعيد مكافحة الإرهاب وإلى أي مدى حاصر المتطرفين ليخشوا عودته.
وحول عودته للسلطة، يُصدر «خان» دوريًا خطابات ورؤى حول نيته العودة للسلطة، وأن الشعب الباكستاني كان معجبًا بما حققه من ديمقراطية، وذلك غير خطابات شعبوية حول التآمر للإطاحة به من الحكم، إذ يقول «خان» إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقف وراء إقصائه عن السلطة لانعدام التوافق بين الطرفين في الكثير من الملفات.
ومن المتغيرات المهمة في المشهد هو تعاون الإرهابيين في باكستان وأفغانستان لتصفية «خان» وفقًا للرواية الأمنية، ما يعكس التأثيرات السلبية لتفشي الإرهاب في أفغانستان واضطراب الأوضاع الأمنية على استقرار المنطقة بشكل عام وكذلك البقاع المجاورة.
الاستقرار السياسي وتفشي التطرف
يلقي الاضطراب السياسي بظلاله على الاستقرار الأمني في أي من البقاع الجغرافية، ومن ثم فإن النزاع القائم حول السلطة في باكستان يحتمل أن يؤثر على الأوضاع الداخلية وكذلك الخارجية، فإقليميا تواجه البلاد تحديات أمنية تتمثل في محاولات التغلب على الآثار السلبية لاضطرابات أفغانستان المجاورة على أمن «إسلام آباد» وتقويض التعاون بين الإرهابيين إقليميًّا سواء على مستوى التمويل أو المساعدات اللوجستية أو تهريب العناصر.
فيما تواجه باكستان تحديًا كبيرًا بإقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، فهو في حد ذاته مثالًا على التأثيرات الناتجة عن الصراع السياسي على الأوضاع الأمنية، إذ أنتج الخلاف حول تبعيته انتشارًا لجماعات التطرف بداخله كما منحهم غطاءً إيديولوجيًّا، حيث يروج تنظيم «القاعدة» إلى ضرورة القتال من أجل كشمير لتنضم إلى «داعش» باكستان وليس الهند، ما يخلق صورة ذهنية حول الأزمة كصراع ديني.
والأوضح بملف كشمير هو الأبعاد السياسية والمصالح الاستراتيجية والاقتصادية المختلف عليها بين البلدين وما يريدان التحصل عليه من حيازة الإقليم، ومن الجدير بالذكر أن عمران خان كان صاحب خطاب واضح حيال تلك النقطة إذ دعا للتوقف عن تغليف الصراع حول كشمير بغلاف ديني.





