تمدد الإرهاب في دول خليج غينيا.. الأسباب والمخاطر
الخميس 16/يونيو/2022 - 01:59 م
محمود البتاكوشي
نجحت الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مؤخرًا في التمدد بدول خليج غينيا في الساحل الجنوبي الغربي لأفريقيا، وظهر ذلك جليًا عندما انتقلت الضربات الإرهابية، إلى توجو عندما هاجم إرهابيون مركزًّا أمنيًّا في قرية سانلواغا الحدودية الشمالية في 9 نوفمبر 2021.
وفي 19 فبراير من العام الجاري، أصدر إرهابيون تعليمات لسكان قرية لالابيجا في منطقة سافانيس للمغادرة خلال 72 ساعة، وذلك وفقًا لوزير الأمن والحماية المدنية في توجو يارك دامهام.
كما نصبت مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» بمالي، في 11 مايو الماضي، كمينًا لنقطة تابعة للجيش في محافظة كبندجال في توجو بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، ما أسفر عن وقوع 8 قتلى و13 جريحًا في صفوف قوات الدفاع والأمن، فضلًا عن صعود نشاط تنظيم «داعش» في بنين، حيث شهد شمال البلاد خمس هجمات إرهابية، لقي فيها ما لا يقل عن 11 شخصًا مصرعهم، بحسب إحصائية أعدها مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وجدير بالذكر أن «بنين» تعد من أكثر دول خليج غينيا تضررًا من وجود جماعات ارهابية تنتمي إلى ما تسمى دعم الإسلام والمسلمين، وداعش بالصحراء الكبرى.
وهاجمت التنظيمات الإرهابية، كوت ديفوار، وأسفرت هجماتهم عن مقتل وإصابة 11 جنديًّا في هجمات متعددة شهدتها البلاد في النصف الأول من عام 2021، كما شهدت نحو 13 هجومًا من قبل الجماعات المتشددة خلال 2021.
تمدد الجماعات الإرهابية إلى خليج غينيا
الخوف من تمدد الجماعات الإرهابية إلى دول خليج غينيا ليس بجديد، فقد سبق وحذر برنارد إيمي، مدير المديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي، في فبراير 2020، من تمدد الجماعات الإرهابية إلى توجو وكوت ديفوار وبنين.
كما حذّر الأدميرال جيمي ساندز، قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا، في مارس من العام الجاري، من استمرار توسع تنظيم «القاعدة» عبر منطقة الساحل مع انتقالها إلى الدول الساحلية.
وأشار منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى أن الهجوم الإرهابي في توجو في مايو الماضي يظهر أن التهديد الإرهابي ينتشر نحو دول خليج غينيا.
التغلغل والانتشار
هشاشة الحدود وسهولة اختراقها سهل على الجماعات الإرهابية، التغلغل والانتشار، وعلى سبيل المثال، تبلغ الحدود بين نيجيريا وبنين نحو 700 كم، كما تنتشر في المناطق الحدودية بين بنين وكوت ديفوار الغطاء النباتي والغابات والمستنقعات، ما يوفر بيئة مناسبة لتنقل الجماعات الإرهابية، فضلًا عن ضعف جيوش بعض الدول.
وكشفت التطورات الأمنية السابقة أن دول خليج غينيا أصبحت جزء لا يتجزأ من مخططات الجماعات الإرهابية، غير أن القدرة الأمنية لدول المنطقة تعد متواضعة، إذ إن توجو وبنين تعتبران الأضعف في هذه الدول، فكلتا الدولتين لا تمتلكان جيشين بحجم غانا وكوت ديفوار المجاورتين، إذ لم يتم تصنيف جيشي بنين وتوجو أصلًا ضمن قائمة أقوى 140 جيشًا في العالم.
ويعد تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية، من أهم أسباب تغلغل وانتشار التنظيمات الإرهابية، كما يتمثل الهدف الرئيسي وراء تمدد الجماعات الإرهابية باتجاه ساحل غينيا في الوصول إلى موارد مالية جديدة، وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن أنصار تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى يديرون أيضًا مستودعات سرية في بنين وغانا وتوجو.
وكشف مسؤولون أمنيون أوروبيون أن كلًا من تنظيم «داعش» وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يستغلان الطرق الرعوية والتهريب في شمال غانا وبنين.





