بعد مقتل متحدثه.. فشل متواصل يلاحق داعش الفلبين
الإثنين 13/يونيو/2022 - 08:19 م
مصطفى كامل
فشل متواصل يلاحق تنظيم داعش الإهابي في شرق آسيا، وتحديدًا الفلبين، والتي كان آخرها مقتل المتحدث باسمه أبو حذيفة، بجانب العمليات والضربات الأمنية الناجحة التي وجهها الجيش الفلبنيي، أدت إلى إضعاف قدرات التنظيم في شرق آسيا التي تفتقر إلى قيادة موحدة، على الرغم من الدعاية وأنشطة التجنيد المستمرة.
مقتل متحدث الفلبين
لقي المتحدث المزعوم باسم داعش في شرق آسيا، المدعو عبد الفتاح عمر علم الدين، والملقب بـأبو حذيفة، مصرعه في عملية خاصة اشتركت في تنفيذها عناصر من لواء المشاة 601، وكتيبة المشاة الأربعين، ووحدات استخباراتية في الفلبين تحديدًا في ماجوينداناو، وفق ما أعلن الجيش الفلبيني.
وبحسب قيادة القوات المسلحة الفلبينية الغربية في مينداناو فقد تأكدت هوية القتيل على أنه عبد الفتاح عمر علم الدين أو أبو حذيفة، حيث صرح الجيش الفلبيني، أن المدعو أبو حذيفة كان مسؤولًا أيضًا عن المعاملات المالية بين داعش شرق آسيا في الفلبين وتنظيم داعش المركزي.
وتأتي العملية الأخيرة ضمن الجهود المتواصلة للجيش الفلبيني في مكافحة تمدد داعش في البلاد، وخصوصًا بعد تخفيف قيود كورونا، والتي ساعدت على تنقل عناصر الجماعات الجهادية عبر الحدود، وخصوصًا ما بين ماليزيا وسنغافورة وتايلاند.
فشل متواصل
وفشل تنظيم «داعش» وهزيمته في الفلبين، كان وراءها العديد من الأسباب التي أنهت حصار التنظيم لمدينة ماراوي، وفشلهم في تكوين إمارة على أرضها، حتى أعلنت حكومة الفلبين رسميا تحرير المدينة، وهو ما جاء على لسان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، عن تحرير ماراوي من قبضة عناصر «داعش»، إذ كان من الأسباب التي أدت إلى فشل التنظيم هناك، حملات الاعتقال الواسعة التي قامت بها قوات الأمن الفلبينية تمكنت خلالها من إلقاء القبض على عدد من قيادات التنظيم الإرهابي متقل العديد منهم.
ويعد تنظيم «داعش» في الفلبين من أقوى أفرع التنظيم المنتشرة في قارة آسيا، حيث يعود تاريخ «داعش» في الفلبين، منذ جماعة أبو سياف، والتي أعلنت مبايعتها رسميًّا للبغدادي في 2015، عقب انشقاقها عن جبهة تحرير موروفي عام 1991، وخاضت حربًا ضد الحكومة الفلبينة رغبة في الحصول على حكم ذاتي لها.
وقبيل خمس سنوات فقط في مايو 2017، حشدت جماعة «أبو سياف» التابعة لداعش، وجماعة «داعش ماوتي» مئات المسلحين من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط للسيطرة على مدينة «ماراوي» وهي عاصمة مقاطعة لاناو ديل سور في جنوب الفلبين، لكن الجيش والشرطة الفلبينيين بعد أن ارتبكا في البداية، حققا النصر في نهاية المطاف في معركة بالأسلحة النارية قتل فيها ما لا يقل عن 1200 عنصر داعشي.
وخلّفت المعارك الشرسة التي دارت بين الجيش الفلبيني وعناصر التنظيم الإرهابي في مدينة ماراوي التي تحصن بها داعش، وسعى لجعلها ولاية له ولكنه فشل في ذلك، المئات من الجثث، في القتال الذي دام أشهر بين الجانبين؛ فعلى الرغم من تواجد التنظيم في الفلبين فإنه لم يحاول عمل هالة إعلامية مصاحبة له كما هو معتاد من قبل التنظيم في المناطق الأخرى، خصوصًا في سوريا والعراق.
وزارة الخارجية الأمريكية، صنفت في 2018، داعش في الفلبين كمجموعة منفصلة على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو العام الذي شهد أيضًا تكثيف الجيش الفلبيني حملته على الجماعات التابعة لداعش.
وتأتي العلامات المبكرة لإحياء ما تسمى بـ«ولاية شرق آسيا» التابعة لداعش في وقت يبدو فيه أن التنظيم يفتقر إلى قائد موحد منذ فترة ليست بالقصيرة، خاصة أن الزعيم «حاطب هاجان سوادجان»الذي قُتل على يد القوات الفلبينية في 2020، حيث يوجد عدة أسباب لافتقار التنظيم هناك لزعيم موحد، أبرزها استمرار تعرض عناصر التنظيم هناك لضغوط قوات الأمن المحلية، إذ شهد عاما 2020 و2021، العمليات المسلحة في المنطقة انخفاضًا حادًّا واضحًا، واجتاحت القوات المسلحة الفلبينية معاقل المسلحين، وقبلت استسلام أعداد كبيرة من المتمردين.





