برعاية «ترامب».. ترشيح مسلم سيناتورًا في «الشيوخ الأمريكي»

 في مايو 2015، استدعى مجلس الشيوخ الأمريكي طبيبًا من أصول تركية؛ وتحددت جلسة استماع حول اتهامات وجهت إليه عبر لجنة حماية المستهلك بسبب مدحه بعض المنتجات الغذائية، ووصفها أحيانًا بـ«السحرية» معتبرين انه يمارس سياسة تسويقية، ما أدى إلى إقبال الناس على شرائها، وبعد محاولات للدفاع عن موقفه، عاد الطبيب إلى الممارسات نفسها من خلال برنامجه «دكتور أوز» متبعًا النهج التسويقي نفسه.

وبعد مرور ثلاث سنوات، أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بيانًا لترشيح  الطبيب المسلم «محمد أوز» لعضوية مجلس الرياضة والصحة والتغذية في البيت الأبيض؛ ليصبح عضوًا لمدة عامين في المجلس المسؤول عن تقديم نصائح للشعب الأمريكي، في موضوعات التغذية والرياضة، لكن الدعم الذي لقيّه «أوز» من «ترامب» لم ينتهِ عند هذا الحد.

عودة من باب أوسع

ومع خسارة الرئيس الأمريكي السابقي دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية، لصالح المنتمي للحزب الديمقراطي جو بايدن، تجدد الحديث عن دور مرتقب للطبيب المسلم «محمدأوز»، إذ تم الإعلان السبت 4 يونيو الجاري، أنه حتى الآن من أبرز المرشحين عن الحزب الجمهوري لمنصب سيناتور في الكونجرس عن ولاية بنسلفانيا، بدعم من الرئيس الأمريكي السابق، إذ يواجه الديمقراطيون موقفًا صعبًا، ويتعين عليهم الحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ، بعد أن  أعلن أكثر من ثلاثين ديمقراطيًّا في مجلس النواب عن عدم خوض الانتخابات مرة أخرى، بينما سيحتاج الجمهوريون إلى خمسة مقاعد فقط للهيمنة على المجلس.

وتنافس «أوز» مع المرشح الجمهوري الآخر ديفيد ماكورميك، المدير التنفيذي السابق لأحد صناديق التحوط، وقال الأخير إنه لا يستطيع تعويض العجز الضئيل في الأصوات بعد إعادة الفرز من تصويت الشهر الماضي، وكان الفارق بين المرشحين في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري أقل من 1000 صوت من بين 1.34 مليون صوت تم الإدلاء بها، وبعد فوزه، سيواجه «أوز» حاليًا المرشح الديمقراطي جون فيترمان، الذي يتعافى من سكتة دماغية.

ووصلت المنافسة الانتخابية بين «ديفيد ماكورميك» و«محمد أوز» إلى طريق مسدود، وانخفض هامش التصويت بينهما إلى حد 0.5% بعد إعادة الفرز التلقائي، وبث الطبيب المسلم مقطع فيديو قبل بدء إعادة فرز الأصوات، واصفًا نفسه فيه بأنه المرشح الجمهوري المفترض، وجاء ذلك بناء على توصيه من الراعي السياسي له دونالد ترامب، الذي  حثه على إعلان النصر أثناء انتظار النتيجة الرسمية. 

نشأته

ولد الدكتور أوز عام 1960 في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية لأبوين تركيين مسلمين، وهو جراح قلب ومؤلف، والده الدكتور مصطفى أوز، ووالدته المؤلفة والمعلمة الريكي ليزا أوز ولديه ثلاثة إخوة، وحصل على درجة جامعية من جامعة هارفارد في عام 1982 ، وبعد أربع سنوات حصل على دكتوراه في الطب المشترك ودرجة ماجستير في إدارة الأعمال من مدرسة الطب جامعة بنسلفانيا ومدرسة وارتون.

ويعمل أستاذًا في جراحة القلب بجامعة كولومبيا، ومؤسس برنامج الطب التكميلي في نيويورك - بمستشفى البرسبتاريان، وتشمل اهتماماته البحثية جراحة استبدال القلب، وجراحة القلب، وسياسة الرعاية الصحية، كما أن  له أكثر من 350 مقالًا وكتابًا، وحصل على العديد من براءات الاختراع.