ad a b
ad ad ad

أسباب تصاعد الخلاف بين الفصائل السورية المسلحة.. أحرار الشام والجبهة الشامية

الجمعة 10/يونيو/2022 - 09:02 م
 الفصائل السورية
الفصائل السورية المسلحة
محمد يسري
طباعة

لا تزال الصراعات مستمرة بين الفصائل المسلحة في سوريا، خاصة في مناطق الشمال، والتي تنشط فيها كل من   «أحرار الشام« و«الجبهة الشامية»، ويتمثل الصراع في ثلاثة محاور وهي؛ المال والقيادة ومناطق النفوذ، وهو ما كشفته الحوارات والسجالات القائمة بين قيادات تلك الفصائل.


المنشقون يكشفون الحقائق


تظل هذه الصراعات تجري تحت السطح لا يعلم عنها أحد شيئًا إلا حينما تظهر عوامل تخرجها من مكامنها كالبراكين التي تنفجر فجأة وكأنها بلا أسباب، لكن كما يقول المثل: «إذا تشاجر اللصان ظهر المسروق»، فلا تلبث هذه المشكلات أن تعلن بعد أن كانت طي الكتمان بمجرد الخلافات على المصالح وهو ما فجره قيادي منشق عن «أحرار الشام» في سلسلة تدوينات تم تداولها على نطاق واسع بقنوات المنشقين على تطبيق تليجرام.


أساس الخلافات


يأتي على رأس هذه الخلافات التهميش، فقد ذكر القيادي المنشق إنه بالرغم من انضمام «القاطع الشرقي لأحرار الشام» إلى الجبهة الشامية منذ 2017 باتفاق بين «حسن صوفان» أمير حركة أحرار الشام حينها مع «أبو ياسين» قائد الجبهة الشامية في ذلك الوقت، فإن القاطع لم يندمج بشكل فعلي مع الشامية وظل منعزلًا عنها تقريبًا وشعر بالتهميش.


وأضاف: التهميش الذي كان يشعر به القاطع الشرقي رغم تمثيله في مجلس شورى «الشامية» بعدة قيادات دفعهم لتقديم عدة مطالب لقيادة الشامية تمثلت في «المال وعزل بعض القيادات المهمة»، الأمر الذي رفضته قيادة الجبهة الشامية. 


ورد القاطع الشرقي على رفض مطالبه جاء على شكل عدة خطوات استفزازية تمثلت في محاولة فتح "معبر تجاري خاص"، ومحاولة الانضمام لهيئة ثائرون، الأمر الذي أغضب قيادة الجبهة الشامية ودفعها لإرسال قوة إلى المنطقة فحصل الصدام بين الجانبين.


وكان الطرفان، اتفقا على تفويض «لجنة الإصلاح الوطني» لحل الخلاف الحاصل، وتعهدا خطيًّا بالالتزام بقرارات اللجنة بشكل كامل، وقد حظيت اللجنة بدعم ومباركة كل من فصائل الجيش الوطني والمجلس الإسلامي السوري والجانب التركي.


الرفض والتراجع


وتابع القيادي المنشق عن «أحرار الشام» أنه بعد صدور قرارات لجنة الإصلاح الوطني رفضت قيادة أحرار الشام تلك القرارات بوصفها «مسيسة ومنحازة»، على حد وصف الحركة، وأعلنت عودة القطاع الشرقي إلى صفوف الحركة وانشقاقه عن الجبهة الشامية.


وأشار إلى أن رد أحكام القضاء والنكث في العهود والمواثيق، وما تفعله قيادة حركة أحرار الشام الحالية سابقة خطيرة في تاريخها، فقد كان الالتزام بالحكم الشرعي وأحكام القضاء وبالايفاء بالعهود والمواثيق هو أهم مايميزها عن   «تنظيم داعش وجبهة النصرة»، لكن يبدو أن ارتماء القيادة الحالية لأحرار الشام في حضن الجولاني، والجلوس على موائده، وثني الركب أمامه، قد جعلهم يتطبعون بطباعه، ويتشربون صفاته في الغدر ونكث العهود والمواثيق، وتسفيه أحكام القضاء والشرع .


دور الجولاني


وكشف القيادي المنشق عن دور أبي محمد الجولاني زعيم «هيئة تحرير الشام» في الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة، وقال إن الجولاني حرص على مساندة "الأحرار" في قضيتهم ضد "الشامية" من خلال تحريض قيادة الأحرار، من خلال الرسائل التي بعثها لقيادة الجبهة الشامية، والتي قال فيها: «أي اعتداء على عناصر ومقرات وسلاح القطاع الشرقي للأحرار هو اعتداء على عناصر ومقرات وسلاح هيئة تحرير الشام، رغم تاريخ الجولاني مع أحرار الشام التي عاث فيها قتلًا وأسرًا ونفيًا، وطردهم من مقراتهم، وسلب سلاحهم، وفكك ألويتهم، وسفك دمائهم، أصبح بين ليلة وضحاها حريصًا على أحرار الشام، ومنافحًا عنها، ويريد لها الخير ويرعى مصالحها.


وأضاف: «الحقيقة أن الجولاني بعد فشل مخططه في الدخول إلى الشمال من بوابة «فرقة سليمان شاه» بات يرى في أحرار الشام «حصان طروادة الجديد» لاستكمال مشروعه في السيطرة على كامل المحرر وقيادة «أحرار الشام»، اليوم بين ساذج مصدق لأكاذيبه، ومتواطئ معه خوفًا وطمعًا.


مطامع القيادات


وكشف القيادي المنشق مطامع قيادات الفصائل المسلحة في سوريا، وأنها ما زالت مستمرة وتتحين الفرصة للحصول على أية مساحة من الأرض تحقق من خلالها مصالحها، ومن بينهم حسن صوفان زعيم ما يعرف بـ«جيش الإسلام» وأمير أحرار الشام أبوعبيدة، وقال إن "صوفان" يتبنى نظرية أن مشروع الجولاني هو المشروع الأفضل والأنسب لأهل السنة على حد زعمه، وأنه يمكن "تنقية الأجواء" بين "الهيئة وجيش الإسلام"، أما أمير أحرار الشام الحالي أبوعبيدة فلا يملك من أمره شيئًا، وهو مجرد حاكم صوري لا يعرف من القيادة سوى اللقب، وهذا سهّل تسلط وهيمنة ما سماهم الصبيان والسفهاء على قرارات الحركة أمثال (أبومحمد الشامي) المتفرغ لمناكفة القادة والعلماء في وسائل التواصل، ويحظى بدعم من الجولاني.

الكلمات المفتاحية

"