ad a b
ad ad ad

المربع صفر... حظر سفر «الغنوشي» يحبط جهود «النهضة» للعودة

الأربعاء 01/يونيو/2022 - 04:47 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

 

بعدما تمكنت حركة النهضة التونسية (جناح جماعة الإخوان بتونس)، من إيجاد أرضية لها بين القوى السياسية المعارضة لسياسات الرئيس التونسي، قيس سعيد، وتقديم نفسها في موقع الهجوم على الدول،  تلقت الحركة ضربة موجعة تعيدها إلى مربع الدفاع، وقد تهدمت كل جهود التقرب من القوى السياسية المعارضة خلال الأشهر الأخيرة.


حظر السفر


وكانت محكمة تونسية قد قررت الجمعة الماضي حظر سفر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ضمن 34 متهمًا في قضية اغتيال السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذين لقيا حتفهما في 2013. ويعيد هذا القرار الأنظار إلى ملف الجهاز السري لحركة النهضة التي طالما تنصلت منه، زاعمه أنه إشاعة يروجها معارضوها للنيل منها.


تعامل النهضة


يسيطر الارتباك على الخطاب السياسي لحركة النهضة، إذ زعمت عقب نشر خبر حظر السفر إنه مجرد إشاعة، ثم انتقلت إلى نفي وصول أي إخطار رسمي للغنوشي يعلمه بالقرار، وأخيرًا تبنت قيادات الحركة خطابًا؛ «إن زعيمها يضع نفسه على ذمة القضاء العادل والمستقل»، مؤكدة أن المكتب القانوني للحركة سيتولى الأمر، في إقرار ضمني بقرار الحظر.


انهيار «جبهة الخلاص»


يعتبر اندماج حركة النهضة في ما يعرف بـ«جبهة الخلاص الوطني» النجاح الأكبر لها منذ قرارات 25 يوليو 2021. وتبدو ملامح هذا النجاح في أن وجود الحركة بالجبهة كسر حالة الرفض العامة التي كانت تعاني منها منذ قرارات 25 يوليو 2021، فضلًا عن استغلالها لخلاف بعض القوى الليبرالية مع الرئيس قيس سعيد لتوسعة دائرة المعارضة للرئيس ومن ثم إزعاجه.


ودشنت جبهة الخلاف نهاية أبريل الماضي، عندما أعلن السياسي التونسي ورئيس الهيئة السياسية لحزب «أمل» أحمد نجيب الشابي، تأسيسها من قوى وأحزاب وساسة رافضين لنهج الرئيس قيس سعيد. ولم تعترض القوى السياسية المشكلة للجبهة من انضمام حركة النهضة لهم، مؤكدين أن التقارب مع «النهضة» حراك مؤقت لا ينفي الخلاف والرفض لبرنامج الإسلام السياسي.


 ويبدو أن هذا النفي لم يضر حركة النهضة في شيء، إذ سمح لها الانخراط في الجبهة إزعاج سعيد وتحولها من مربع الدفاع إلى الهجوم.


ويتوقع مراقبون أن قرار إدراج الغنوشي على قوائم المحظورين من السفر في قضية اغتيال البراهمي وبلعيد قد يهدد بقاء «النهضة» في «جبهة الخلاص»، إذ ربما تفضل الجبهة الابتعاد عن «النهضة» حتى لا يتورط اسمها في أي عمل غير قانوني.


انكشاف الوجه الحقيقي لـ«النهضة»


بخلاف الخسارة الداخلية التي قد تطول حركة النهضة على خلفية قرار المحكمة، فالخسائر قد تمتد للخارج. ويحظى جناح الإخوان في تونس تحديدًا بصورة ذهنية جيدة على المستوى الدولي، إذ طالما وُصفت بالحركة الإسلامية صاحبة الوجه المنفتح والتجربة الديمقراطية الأولى للإسلاميين في المنطقة العربية. 


ولهذا السبب لاقى الرئيس التونسي صعوبة في تفسير قراراته باستبعاد حركة النهضة من المشهد السياسي للمجتمع الدولي والأوروبي تحديدًا.  وعلى خلفية مستجدات قضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قد تفقد الحركة الإخوانية التصورات الإيجابية عنها، إذ ستثبت إنها لا تختلف عن باقي تنظيمات الإسلام الحركي في تبني العنف وحمل السلاح ضد الخصوم.


مكاسب قيس سعيد

 

يوفر انكشاف الوجه الحقيقي لحركة النهضة على الرئيس قيس سعيد الكثير من الجهود المطالب ببذلها لاقناع مخالفيه بضرورة استبعاد حركة النهضة ومحاكتها.


 وتدور حول «النهضة شبهات مختلفة، بداية من التورط في اغتيال سياسيين تونسيين، وحتى تسهيل دخول الدواعش التونسيين إلى البلاد ومساعدتهم في إرهاب المجتمع التونسي».


للمزيد.. الرئيس التونسي يحجم نفوذ «اتحاد الشغل» والمؤسسة النقابية تلوح بالإضرابات

https://www.almarjie-paris.com/20021

 

 

"