«صياد خدائي».. الأب الروحي للتكنولوجيا الصاروخية الإيرانية

عصر الأحد الموافق 22 مايو 2022، هز حادث نظام الملالي، إذ أعاد إلى الأذهان حادث اغتيال واشنطن، قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني» في يناير 2020، إذ اغتيل الضابط في الحرس الثوري «صياد خدائي» الذى يُعد أبرز وأهم رجال النظام العسكريين، أمام منزله في طهران برصاص مجهولين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية.

من هو؟
«حسن صياد خدائي» والمعروف تنظيميًّا باسم «صياد خداياري» وكان يُعرف أيضًا باسم مستعار «شكاري»، من مواليد طهران، يبلغ من العمر 60 عامًا، وكان يشغل منصب مساعد مدير عام الصناعات الجيوفضائية في وزارة الدفاع، كما أنه من أبرز قيادات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وخلال السنوات الأخيرة كان يعمل في سوريا للقتال ضد تنظيم «داعش»، وكان يشرف على الإيرانيين الذي يقاتلون في سوريا العراق.
وتورط «خدائي» الذي كان يجيد عددًا من اللغات مثل التركية والكردية والعربية؛ في العديد من العمليات القائمة على استهداف إسرائيلين في آسيا وأوروبا وأفريقيا، إذ كانت مهمته الأساسية إجراء مباحثات هاتفية مع المجرمين ورجال العصابات لتنفيذ عمليات لصالح الحرس الثوري في مختلف أنحاء العالم.
وهذه العمليات كانت تتم من خلال «الفرقة 840» في فيلق القدس، بواسطة عناصر من قسم العمليات البرية التابع للحرس الثوري، وتلك الفرقة كانت مسؤولة عن نقل تكنولوجيا تصنيع الصواريخ والأسلحة للجماعات المدعومة من إيران في الخارج.
الأب الروحي للتكنولوجيا الصاروخية
وعرف عن «خدائي» أنه رجل ظل نظرًا لأنه لم يظهر كثيرًا في وسائل الإعلام، وكان في أوقات كثيرة لا يرتدي زي الحرس الثوري الإيراني لعدم لفت الأنظار، ونظرًا لعمله في مجال تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة درون، أطلق عليه الأب الروحي للتكنولوجيا الصاروخية الإيرانية، إذ إن مهمته لم تكن فقط التصنيع بل وتوفير التأمين اللوجستي للبرنامج الصاروخي الإيراني تمهيدًا لنقل تلك الصواريخ والمسيرات إلى الجماعات الموالية لإيران في كل من اليمن، سوريا، العراق وأيضًا إلى حزب الله في لبنان.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية عن علاقة قوية كانت تجمع «خدائي» بقائد فيلق القدس الراحل «قاسم سليماني»، وأن الأخير كان المسؤول عن نقل «خدائي» إلى «فيلق القدس»، وأسند إليه مهمة بناء معامل تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة لميليشا «حزب الله» في كل من سوريا ولبنان.

أعداء إيران
أثار حادث اغتيال خدائي ردود أفعال غاضبة داخل نظام الملالي الذي توعد بالثأر لـ«خدائي»، إذ قال الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»: "أؤكد على الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة من قبل المسؤولين الأمنيين، وليس لدي شك في أن الانتقام لدماء هذا الشهيد العظيم من أيدي المجرمين أمر حتمي".
ومن جانبه، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي: "الحرس الثوري سينتقم لدمه وردنا سيكون قاسيًا"، في حين قال المتحدث باسم الحرس «رمضان شريف»، إن مأجورين للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وراء تلك الواقعة، مشددًا على أن هذه العمليات تزيد رجال الحرس إصرارًا على مواجهة أعداء الأمة الإيرانية، وفقًا لقوله.