ad a b
ad ad ad

عندما تنطق التماثيل.. هل تستجيب الأمم المتحدة لليمنيين وتدين انتهاكات الحوثي

الإثنين 09/مايو/2022 - 09:10 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
تعالت نداءات اليمنيين خلال الأيام القليلة الماضية لمطالبة منظمة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية بالأزمة اليمنية، بضرورة إدانة الميليشيا الحوثية لانتهاكها باستمرار القرارات الدولية، ومخالفة الأعراف الإنسانية، وذلك بقمع الشعب اليمني بجميع فئاته وأطيافه، إذ لم يسلم الأطفال الصغار من جرائم الحوثي، ومع ذلك تقوم الأمم المتحدة قبل عدة أسابيع، بتوقيع اتفاق مع الحوثي ينص على منع تجنيد الأطفال في جبهات القتال، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران لم تطبق ذلك مستمرة على قمع اليمنيين.

مطالب يمنية

وهذا ما دفع عدد من الأحزاب اليمنية بمحافظة تعز لإصدار بيان في 6 مايو 2022، لاتهام الأمم المتحدة بالتغطية على الجرائم التي يقوم بها مسلحو الحوثي من قصف لمنازل ومنشآت المدنيين في تعز، وعدد من المحافظات اليمنية الأخرى، والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين، وهذا بالرغم من رعاية  الأمم المتحدة  لـ«هدنة إنسانية» (مر عليها أكثر من شهر) بين الحكومة اليمنية المعترف بها وميليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار، فإن الجماعة المتمردة لم تلتزم بها حتى الآن مستمرة في أعمالها القمعية.

وأدان البيان استمرار المنظمة الأممية في الصمت تجاه جرائم الحوثي الإرهابية، وهو ما تستغله تلك الجماعة بالاستمرار في ارتكاب وتنفيذ مزيد من الجرائم بحق الأطفال والمؤسسات المدنية، وناشدوا المنظمة بفتح المعابر  ورفع يد الحوثي عنها، وإصدار إدانة واضحة لجرائم ميليشيا الملالي بحق المدنيين في اليمن.

جلسة لمجلس الأمن

يأتي هذا تزامنًا مع إعلان مصادر دبلوماسية مطلعة عن جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي في 17 مايو 2022، لمناقشة الأوضاع اليمنية، والتطلع على آخر تطورات جهود المبعوث الأممي ومباحثاته مع أطراف الأزمة في ظل استمرار الهُدنة الإنسانية التي خرقتها الميليشيا المدعومة من إيران.

ولذلك يطرح تساؤل رئيسي هل تستجيب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي هذه المرة لنداءات اليمنيين بإصدار قرارات لمعاقبة الميليشيا الحوثية على جرائمها المستمرة بحق الشعب اليمني أم ستظل تلك الميليشيا في تنفيذ مخطط نظام الملالي الهادف للسيطرة على الأراضي اليمنية بأي وسيلة كانت؟.

مخالفات متكررة

وللإجابة عن هذا التساؤل، أوضح «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أن العاملين مع الأمم المتحدة لم يتكمنوا من تحقيق أي شيء من عملهم في اليمن حتى يقال إنهم نجحوا في كسر حاجز الجليد مع الحوثيين، ولذلك يسعون إلى ارتكاب المخالفات المتكررة مع الحوثيين.

وأفاد «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الحوثي لا يمكن أن يتخلى عن تحشيد الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال، ولكن توقيع الميليشيا مع الأمم المتحدة اتفاقية لحماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم، خطوة خطيرة تقدم عليها الأمم المتحدة، وهي خطوة تأتي في سياق الوعود التي قطعها المبعوث الأممي لهم بانتزاع شرعية دولية للجماعة.

ولفت المحلل السياسي اليمني أنه من المنطق والقانوني أن لا توقع الأمم المتحدة أي اتفاقية مع جماعة خارجة عن النظام والقانون، فكيف بها أن وقع اتفاقية مع جماعة غير معترف بها، وفي نفس الوقت تصنفها إرهابية، بأي منطق، وما هو موقف المجلس الرئاسي اليمني من ذلك؟.

وأضاف أن الحوثي يوقع اتفاقيات مع المنظمة الأممية ليرسل رسائل للداخل والخارج وخصومهم السياسيين، أن تصنيفهم جماعة إرهابية لن يمر، وأنهم من يمثلون الشرعية في اليمن، وأن الأمم المتحدة بدأت تتعامل معهم على اعتبار أنهم حكومة أمر واقع ومقدمة للاعتراف الدولي بهم.
"