انتخاب برلمان الصومال.. هل ينهي حالة الانسداد السياسي بالبلد المأزوم اقتصاديًّا؟

ونفى مساعدون للرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبدالله «فرماجو»، انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية الجديدة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن فريق حملته الانتخابية أنه لم يترك السباق الرئاسي، ونفى الفريق شائعات تداولت بهذا الخصوص، بعد فوز المعارضة بقيادة مجلسي البرلمان، وانتخاب الشيخ نور، المعروف باسم مادوبي (66 عامًا)، رئيسًا لمجلس النواب بغالبية 163 من 252 صوتًا بعد جولتين من التصويت، كخطوة مهمة نحو تشكيل الحكومة الجديدة الذي يجب أن يتم بحلول 17 مايو 2022 حتى يستمر الصومال في تلقي دعم للميزانية من صندوق النقد الدولي.

ويمهد انتخاب رئيسي مجلس الشعب والشيوخ، الطريق لبدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في البلاد وتحديد موعد نهائي لها.

وتشهد البلاد في الفترة المقبلة، الدخول على مرحلة انفراجة سياسية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية العصيبة، التى كانت في يد المجلس التشاوري الوطني.

وتعد خطوة انتخاب رئيس للبرلمان، جيدة، إذ تعمل على طي صفحة المرحلة الانتقالية التي خلفت أحداثًا سياسيًّة وأمنيّة كادت أن تعيد البلاد إلى مربع عدم الاستقرار الأمني والسياسي.

وينهي انتخاب رئيس البرلمان مرحلة الفراغ الدستوري كونه أكبر مؤسسات البلاد، بعد إن عانى الصومال انسدادًا انتخابيًّا سياسيًّا وصراعًا في أعلى هرم السلطة كاد يطيح باستقرار بلد يتعافى من تداعيات حرب أهلية.

وتقوم العملية الانتخابية في الصومال على اختيار مجالس المناطق مع مندوبين من العشائر، النواب الذين يعيّنون بدورهم رئيس البلاد.

واستغرقت انتخابات البرلمان أكثر من عام، وشهدت فوضى اتسمت بالعنف وصراعات بين رئيس البلاد المنتهية ولايته محمد عبدالله «فرماجو» ورئيس الوزراء حسن روبلي، وأخرى بين الحكومة المركزية وبعض محافظات البلاد.

ورسميًّا، بدأت هذه الانتخابات في التاسع والعشرين من سبتمبر 2021، واستمرت حتى أبريل 2022.

وجرى انتخاب 307 أعضاء من أصل 329 يتكون منهم البرلمان بمجلسيه الشعب والشيوخ، ومن المتوقع استكمال انتخاب 22 عضوًا في الفترة المقبلة.

وبعد انتخابات تأجلت أكثر من خمس مرات، أدى النواب اليمين الدستورية في الخامس عشر من أبريل 2022، وعقدوا خلال أبريل 2022 أول جلسة برلمانية.

وفي فبراير 2021 انتهت ولاية «فرماجو» الرئاسية دون التمكن من إجراء انتخابات. ولم يتحدد بعد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية.

ومن أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة، «فرماجو»، الرئيس السابق حسن شيخ محمود، والرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق والرئيس السابق لمحافظة جلمدغ (وسط) عبدالكريم حسين جوليد، ورئيس الوزراء الأسبق‎ حسن علي خيري.