ad a b
ad ad ad

حرق المصحف يضع القيم الأوروبية في اختبار لجدية مواجهتها للتطرف

الأحد 24/أبريل/2022 - 08:54 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أسهمت واقعة حرق المصحف بالسويد في تسليط الضوء على تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وقدرته على الحشد، إلى جانب إثارة الجدال حول مدى مصداقية الحكومات الأوروبية في التعامل مع ملف التطرف بغض النظر عن العقائد الدينية والعرقية التي يمثلها.


إذ أقدم متطرف يدعى راسموس بالودان يتزعم حزب الخط المتشدد الدنماركي على إحراق نسخة من القرآن الكريم في 15 أبريل 2022 بمدينة لينشوبينغ جنوب السويد في وجود قوات الشرطة، ما أثار موجات عنف ولغط بالبلاد، فوفقًا لموقع «روسيا اليوم» فأن راسموس جاء إلى مدينة يعيش بها مسلمون وأشعل النار في نسخة المصحف وسط حراسة الشرطة ما أدى إلى أعمال شغب.


أدت حراسة الشرطة لراسموس وهو يحرق القرآن لحوادث عنف، إذ طالب المواطنون، ممن صادف وجودهم في المنطقة، من الشرطة منع المتطرف من حرق المصحف ولكن الشرطة لم تستجب لهم.


 عنف متعدد يضرب السويد


أعلنت الشرطة السويدية في 15 أبريل 2022 إصابة 3 من عناصرها في احتجاجات مع مؤيدين ورافضن لحرق المصاحف، وقد وصفت الحكومة الاحتجاجات بالعنيفة والتي وصلت إلى حد التشابك والعراك.


خلقت مرافقة الشرطة للمتطرف مدخلًا لمزيد من العنف والعنف المضاد، ففي الوقت الذي تدافع فيه الحكومات ومنظمات المجتمع المدني عن حرية الاعتقاد وعدم التعدي على حقوق الغير في ذلك، فهي سمحت لمتطرف بحرق رمز من رموز الدين الإسلامي بدعوى الحرية ما فتح المجال لعنف مضاد من الرافضين لهذا الموقف.


حكومات ورموز دينية تواجه التطرف


أعلن الأزهر الشريف رفضه لواقعة حرق المصحف، مدينًا في بيان رسمي إقدام راسموس على إهانة رمز مهم للعقيدة الإسلامية، وأشار إلى أن إهانة الأديان ليست حرية شخصية بل ردة حضارية وتراجع ثقافي، مطالبًا بسن قانون دولي يفرض على الجميع احترام المعتقدات الدينية وعدم انتهاك حرمتها.


ومن جانبها أعلنت الحكومة المصرية في بيان رسمي رفضها لإهانة الثوابت الدينية أيًا كانت، وإدانتها لإقدام متطرف على حرق نسخة من المصحف، وكذلك أدانت الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية والأردن الفعل المشين لراسموس، فيما أعربت رابطة العالم الإسلامي إدانتها لحرق نسخة من القران الكريم مؤكدة أن هذه الأفعال تزيد المسلمين إيمانًا بعقيدتهم.


فيما اتفقت الدول والمنظمات الإسلامية على أن التصرفات المتطرفة ضد الأديان تزيد من مشاعر الكراهية، وبالتالي تخلق تيارات من العنف والعنف المضاد، ومن ثم فأن الحكومات الغربية تتحمل جزءًا من المسؤولية إزاء الملف الشائك.


التواصل الالكتروني وقدرات الحشد لدى اليمين المتطرف


تمنح منصات التواصل الاجتماعي قدرات أوسع لليمين المتطرف وغيره من الجماعات الإرهابية للتوسع إلكترونيًّا في التواصل بين المجموعات صاحبة العقيدة المتشابهة، وهو ما رصدته بعض الدول الأوروبية التي قررت مواجهة مخاطر التيار مثل ألمانيا.


إذ رصدت الحكومة الألمانية وجود مجموعات دردشة بين عناصر اليمين المتطرف معلنة تخوفها من تضمن تلك المجموعات لعناصر من الأمن والعاملين في الجهات الاستخبارية، ومن ثم أعلنت رسميًّا استبعاد العاملين في الجهات الأمنية ممن انخرطوا في مجموعات اليمين المتطرف لخطورتهم على الأمن العام وإنفاذ القانون في البلاد.


ومن جانبها أعربت كندا عن مخاوفها من تنامي التواصل إلكترونيًّا بين المنتمين لتيارات اليمين المتطرف، معلنة تسمية جماعة «براود بويز» إرهابية، وهي الجماعة المتورطة في الحشد لإحداث اقتحام الكابيتول هيل في يناير 2021.

المزيدأوجه استفادة الإخوان من إشكالية قوانين مكافحة الإرهاب في أوروبا ...

"