ad a b
ad ad ad

أسباب استمرار التوترات على الحدود الأفغانية منذ استيلاء طالبان على السلطة

السبت 23/أبريل/2022 - 08:23 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة بأفغانستان في أغسطس الماضي، زادت التوترات مع دول الجوار الأفغاني رغم تعهدات الحركة  بحفظ الأمن والاستقرار على الحدود، لكن ما حدث غير ذلك تماما خاصة مع باكستان التي تعاني مشكلات ضخمة بسبب الحركة الأفغانية أو جناحها الباكستاني المؤيد من طالبان أفغانستان.

أسباب استمرار التوترات

فراغ أمني

وبعد الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في أغسطس 2021م باتت الحدود الأفغانية مستباحة نظرًا لعدم وجود مخاوف لدى العناصر المسلحة من الملاحقات الأمنية، خاصة عناصر حركة طالبان بجناحيها الأفغاني والباكستاني، والتي كانت تخشى طائرات التحالف وقوات الجيش والشرطة الأفغانية بقيادة الرئيس السابق أشرف غني.


وبدأت الفوضى فور استيلاء الحركة على السلطة، بعبور قيادات كبيرة من الجناح الباكستاني لطالبان عبر الحدود الأفغانية والتجول في المدن الأفغانية بكل حرية على رأسهم مولاي نور ولي محسود ونقلت وكالة فرانس برس في أكتوبر الماضي عن مصدر من حركة «طالبان باكستان» قوله: منذ سقوط كابول، بات بإمكان (مقاتلينا) التحرك بحرية (أكبر) من الجانب الأفغاني. فلم يعد لديهم خوف من طائرات مسيرة أمريكية، وبات باستطاعتهم عقد لقاءات والتواصل بسهولة.


كما نشر زعيم «طالبان باكستان» المفتي نور ولي محسود صورًا، أثناء تنقله علنًا في أفغانستان، ويصافح السكان ويتحدث على الملأ، هذا الأمر كان مستحيلًا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة.


أزمة مع باكستان

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تبنت طالبان أفغانستان خطابًا منحازًا ضد الجارة النووية باكستان، وأبدت الحركة تعاكفها التام مع الجناح الباكستاني لطالبان، واعتبرته جزءًا لا يتجزأ من الحركة، ووصف المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد الحكومة الباكستانية بأنها ليست حكومة إسلامية.

أسباب استمرار التوترات

ومؤخرًا تصاعدت الأزمة مع الجانب الباكستاني بشكل كبير، فبعد أيام قليلة من تولي شهباز شريف رئاسة الحكومة في باكستان خلفًا لحكومة عمران خان، شهدت الحدود الباكستانية الأفغانية توترات جديدة، ربما تكون الأولى من نوعها بهذا الشكل، حيث اتهمت حركة طالبان الأفغانية باكستان بقصف مناطق داخل أفغانستان.


وقد اتهمت كابل القوات الباكستانية بتنفيذ ضربات جوية في ولايتي خوست وكونار شرقي أفغانستان، راح ضحيتها ما يقرب من 47 شخصًا، وفقًا لآخر الإحصاءات الرسمية.


ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن مصادر مطلعة في إسلام آباد إن باكستان حثت طالبان أكثر من مرة على منع ما وصفتها بالهجمات الإرهابية التي تستهدف القوات الباكستانية في المناطق الحدودية بين البلدين.


وكانت باكستان أعلنت الجمعة 15 أبريل الجاري أن 7 من جنودها قتلوا في هجوم بمنطقة شمال وزيرستان، على حدود إقليم خوست شرقي أفغانستان.


وتقول باكستان إن الهجمات التي يتم تنفيذها ضد القوات الباكستانية مصدرها أفغانستان، حيث تتهم حركة «طالبان باكستان» المناهضة للحكومة في إسلام آباد بتنفيذها.


وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الباكستانية: باكستان، مرة أخرى، تدين بشدّة الإرهابيين الذين ينشطون مع تمتّعهم بحصانة من التراب الأفغاني، للقيام بأنشطة في باكستان.


وكان المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد أصدر بيانًا شديد اللهجة، حذر فيه باكستان من عواقب وخيمة إذا تكرر الأمر.

"