تناقضات المرشد الإيراني.. تفاؤل بإحياء الاتفاق وهجوم على واشنطن
الثلاثاء 19/أبريل/2022 - 01:22 م
محمد شعت
رغم تعثر المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4 + 1، والولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك بشكل غير مباشر، وذلك بعد ثماني جولات بدأت في أبريل من العام الماضي، فإن التصريحات المتضاربة من الجانب الإيراني لا تتوقف، ما بين تصريحات متفائلة بالقرب من إحياء الاتفاق النووي 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، وتصريحات أخرى تشير إلى أن المفاوضات أصبحت مهددة بسبب القضايا العلاقة.
ورغم تمسك إيران بما أسمته بالقضايا العالقة، والتي يأتي على رأسها إزالة الحرس الثوري من قوائم الإرهاب الأمريكية، وهو الأمر الذي يشكل مأزقًا لإدارة بايدن بسبب جماعات الضغط الرافضة للطلب الإيراني، فإن إيران مازالت تتهم واشنطن بأنها السبب في تعثر المفاوضات، رغم التنازلات التي يعتقد معارضو بايدن أنه قدمها لإيران ولا زال، وجاء خطاب علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ليدور في نفس التناقضات الإيرانية.
تفاؤل بالمفاوضات
وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أنّ محادثات إحياء الاتفاق النووي «تسير على ما يرام»، مشيرًا خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث وجمعًا من كبار المسؤولين في البلاد، في طهران، إلى أن مستقبل إيران يجب ألا يكون مرتبطًا بنجاح المفاوضات النووية أو انهيارها.
ورغم حديث المرشد المتفائل بإتمام الاتفاق النووي، فإنه حاول التأكيد على أن مستقبل البلاد ليس مرهونًا بإتمام الاتفاق، وأن مستقبل إيران لن يتأثر بإتمام الاتفاق، حيث قال المرشد الإيراني إنه يجب عدم تأجيل برامج البلاد وخططها بتاتًا بسبب المفاوضات النووية، ويجب المضي في العمل إلى الأمام، معتبرًا أنه إذا وصلت المفاوضات إلى نتائج إيجابية أو شبه إيجابية أو سلبية فيجب ألا تعرقل عملكم. امضوا قُدُمًا في برنامجكم.
وتطرقت تصريحات المرشد الإيراني إلى تعظيم النموذج الإيراني ومحاولة الترويج لأن إيران رغم التحديات التي واجهتها أصبحت نموذجًا يقتدي به، حيث قال إن اقتدار الجمهورية الإسلامية وإنجازاتها المتعددة في مختلف القطاعات جعلت إيران نموذجًا جذابًا للشعوب والدول، مؤكدًا أن إلقاء اليأس في نفوس أبناء الشعب وإيصالهم إلى الطريق المسدود يُعَدّان ظلمًا للشعب والثورة.
اتهام واشنطن
رغم التصريحات التي أطلقها المرشد الإيراني بشأن سير المفاوضات بشكل إيجابي، وهو ما يشير إلى وجود تفاهمات مع واشنطن قد تحسم التفاوض وإحياء الاتفاق، فإنه عاد لمناقشة نفسه بالهجوم على واشنطن، حيث قال إن أمريكا نكثت بالعهد في الاتفاق النووي، ووصلت إلى طريق مسدود في المحادثات، معتبرًا أنّ الوفد الإيراني المفاوض قاوم حتى الآن أمام تسلط الطرف الآخر، وسيستمر في ذلك.
وتأتي تصريحات المرشد بالتزامن مع حديث الخارجية الإيرانية عن استمرار قضايا عالقة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده: إن هناك أكثر من موضوع عالق في محادثات فيينا، مشددًا على أنّ فرصة الوصول إلى اتفاق نووي في فيينا لن تبقى إلى الأبد.
وقال خطيب زاده، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إنّ أهمّ المواضيع العالقة هي: إلغاء سياسات الضغط الأقصى على إيران من أجل إتاحة المجال لحصول الشعب الإيراني على مصالحه الاقتصادية، مشيرًا إلى أنّ هذا الموضوع ينتظر اتخاذ قرار من الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة بالسعي إلى طرح شروط جديدة خلال محادثات فيينا، من دون مزيد من التفاصيل، كما عبّرت إيران عن شكوكها في إرادة الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي المبرم عام 2015، متحدثة عن خلافات مستمرة بعد عام من المفاوضات بين طهران والقوى العظمى.





