ad a b
ad ad ad

فرنسا تتأهب لتأمين الأعياد الدينية

الجمعة 08/أبريل/2022 - 05:02 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعد فرنسا من أكثر الدول الأوروبية التي انتهجت استراتيجية مشددة ضد جماعات الإرهاب، على خلفية سلسلة عمليات ضربت البلاد في نهاية 2020، ومنذئذ والدولة تضع قواعد صارمة لتقويض الأنشطة العنيفة على أرضها.


وأعلن وزير داخلية فرنسا جيرالد ديرمانين في مطلع أبريل 2022 تشديد حالة الطوارئ في البلاد لتأمين الأعياد الدينية سواء للمسلمين كشهر رمضان المبارك أو عيد الفطر، وكذلك أعياد المسيحيين كأحد الشعانين، واليهود كعيد الفصح.


وتتخوف الحكومة الفرنسية من استهداف المناسبات الدينية باعتبارها فرص مواتية لجماعات الإرهاب للاستفادة من زيادة أعداد المواطنين بالشوارع والتفافهم على مواقع محددة تخص العبادات، مما يحصد أرواح أكثر للهجمات، وهي الاستراتيجية التي تعتمدها التنظيمات الإرهابية لتسليط الأضواء الإعلامية على عملياتها عبر حصد أكبر عدد ممكن من الأرواح إلى جانب التواجد في المناسبات الكبرى.


إجراءات الحكومة الفرنسية ضد جماعات الإرهاب


اتخذت الحكومة حزمة من القرارات لتقويض الإرهاب، أبرزها مشروع قانون مبادئ الجمهورية والذي يهدف إلى الحفاظ على القيم المجتمعية لفرنسا وحمايتها من الإيدلوجيات الانفصالية، وذلك على اعتبار الحركات الإرهابية تحمل في معتقداتها تمييزا لنفسها ورغبة في بسط النفوذ حين الوقت المناسب.


ويعمل قانون مبادئ الجمهورية على فرض رقابة صارمة على أموال التبرعات التي تتلقاها المراكز الثقافية والدينية ومصارف الأموال التي تنفق من خلالها نقودها، فضلا عن معاينة المحتويات التي يتلقاها الجمهور للتأكد من عدم احتوائها على محتويات تثير العنف والتشدد، كما منعت البلاد استقدام رجال دين من الخارج معتمدة بدلا من ذلك على أئمة فرنسيين مدربين خلال معاهد خصصتها الحكومة لهذا الغرض، حفاظا على الأمن القومي للبلاد.


وحول جدوى هذه الإجراءات في مستقبل العمليات الإرهابية في فرنسا يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، سعيد صادق في تصريح للمرجع إن هذه الخطوات تعد جيدة بشكل عام لحماية فرنسا، ولكن لا يزال أمامها تحديات كبرى في هذا الصدد، لأن منفذي الهجمات المتطرفة لا يتأثرون فقط بالمراكز الثقافية ولكن بأسرهم كما في حالة الإرهاب العائلي، وكذلك أصدقائهم وهو ينطبق على عمليات كثيرة وقعت في المنطقة كحادثة شارلي ابيدو التي نفذها الإخوان كوارشي لصالح تنظيم القاعدة، إلى جانب دور الإنترنت في الترويج للمحتوى العنيف عبر شبكات التواصل الاجتماعي.


الإخوان ومؤسسات الحلال في فرنسا


على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها فرنسا ضد التطرف، فإنها لم تمنع مؤسسات الإخوان بشكل واضح، فتجاوزا للنقاط الخلافية حول الطبيعة الحركية لكل جماعة في الوقت الراهن، فأن جماعة الإخوان تعد المنهل الرئيسي للفكرة الأم لتلك الجماعات.


أن الإجراءات الضعيفة ضد الجماعة تشير إلى الإشكالية الأبرز حول أنشطة الإخوان والتي ترتبط بسرية العلاقة بين الجماعة بشكلها وإيدلوجيتها المعروفة وبين المؤسسات الشريكة لها في أوروبا، وفي ظل قوانين صارمة تحكم الجميع بأوروبا لا تزال المواجهة القانونية لحركات التطرف في المنطقة معقدة.


وتستغل الجماعة هذه الأوضاع لتأسيس إمبراطورية اقتصادية لقواعدها التجارية عبر الأغذية الحلال التي تستهدف جمهور المسلمين في المنطقة، إلى جانب مجموعة من المراكز الثقافية والدينية غير المرتبطة علنا بالجماعة.


المزيد.. حرب أوكرانيا.. بوابة ماكرون للولاية الثانية في حكم فرنسا

"