واشنطن منحتها «قبلة الحياة».. «الحوثي» يتجاهل الرسائل الأمريكية
الخميس 31/مارس/2022 - 04:07 م
محمد شعت
تمثل جماعة الحوثي في اليمن ذراعًا إيرانيًّا تستخدمه طهران كورقة ضغط على دول الجوار، خاصة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الدور الذي تؤديه الجماعة في اليمن لإفشال أي توافق سياسي قد يحدث للوصول إلى تشكيل حكومة لإنهاء الصراع والفوضى.
وتحرص جماعة الحوثي الانقلابية على إطالة أمد الصراع في اليمن فضلًا عن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تنفذها داخل البلاد وخارجها وتهديدها الطاقة العالمية باستهداف منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية.
ترامب
وقبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير 2021 صدر قرار بتصنيف جماعة الحوثي «إرهابية»، وجاء في حيثيات القرار أنه يهدف إلى تعزيز الردع ضد النشاطات الضارة التي يقوم بها النظام الإيراني الداعم لهم في مواجهة حكومة الرئيس اليمنى المعترف به عبد ربه منصور هادي، التي يساندها تحالف عسكري تقوده السعودية.
قُبلة حياة
مثل قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» بتصنيف جماعة الحوثي «إرهابية»، ضربة دبلوماسية للحركة وإيران معًا، إلا أنه قبل مرور شهر من القرار، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد «جو بايدن» النظر في القرار، وقررت رفع الجماعة من قوائم الإرهاب، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في 16 فبراير 2021، أن الولايات المتحدة رفعت حركة أنصار الله «الحوثيون» في اليمن من قائمة الإرهاب بصورة رسمية.
وقالت الوزارة: «ألغت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، 16 فبراير، إدراج أنصار الله في قوائم العقوبات، ونتيجة لذلك لم تعد أنصار الله محظورة بموجب قواعد فرض العقوبات المتعلقة بالإرهاب العالمي، وقواعد العقوبات ضد المنظمات الإرهابية، أو قرار رئيس الجمهورية رقم 13224 بالتوافق مع التعديلات»، ومن الآن فصاعدًا، يتعين على الأفراد والكيانات القانونية الأمريكية عدم الحصول على إذن من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية للدخول في معاملات أو إجراء أعمال تجارية مع جماعة أنصار الله، ما لم يكن هناك أشخاص أو أنشطة أخرى خاضعة للعقوبات.
وجاءت تلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة، بمثابة قُبْلَة حياة للجماعة الحوثية، إذ اعتبرته الجماعة انتصارًا لها وتصحيحًا لخطأ الإدارة الأمريكية السابقة، ما دفعها إلى المزيد من الممارسات الإرهابية والتخريبية، وجاءت الخطة في إطار السياسة المرنة التي اتبعها «بايدن» مع النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة رغم كل التصعيد الذي تمارسه الجماعة، إلا أن الرئيس الجديد أراد توجيه رسالة إلى طهران بحسن النوايا واتباع المسار الدبلوماسي مع إيران ووكلائها، وهي السياسة التي دفعت المنطقة ثمنها ولا تزال.
تخبط الإدارة الجديدة
بعد أقل من عام على قرار الإدارة الأمريكية الجديدة رفع جماعة الحوثي رسميًّا من قوائم الإرهاب، ومع تزايد العمليات الإرهابية للجماعة، بدأت إدارة «بايدن» مناقشة إعادة تصنيف الجماعة إرهابية، خاصة بعد الأعمال الإرهابية التي مارستها ميليشيا الحوثي ضد دولة الإمارات، وذلك وفق ما نقله موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر مطلعة: أن البيت الأبيض ناقش إمكانية إعادة تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية كاشفة أن الإماراتيين طلبوا من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم جماعة إرهابية.
ووفق التصريحات التي نقلها «أكسيوس»، قالت المصادر إن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض يميل إلى إعادة تسمية الحوثيين منظمة إرهابية، بينما تدعم وزارة الخارجية استهداف قادة حوثيين محددين بعقوبات، لكن ليس الحوثيين كمنظمة، وجاءت تلك التصريحات عقب تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال فيها إن إدارة "بايدن" لن تتوانى عن استخدام العقوبات والتصنيفات ضد قادة الحوثيين، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية لن تتأخر في فرض عقوبات على الكيانات المتورطة في هجمات عسكرية ضد المدنيين أو العسكريين.
تجاهل حوثي
رغم التصريحات والمؤشرات الأمريكية بإمكانية إعادة الجماعة على قوائم الإرهاب، إضافة إلى إعلان واشنطن الالتزام بدعم المملكة العربية السعودية، من خلال تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن واشنطن ملتزمة بدعم الرياض في الدفاع عن شعبها وأراضيها من هجمات ميليشيات الحوثي، إلا أن جماعة الحوثي تجاهلت التصريحات الأمريكية وكثفت من أعمالها الإرهابية والعدائية والتخريبية خاصة ضد المملكة العربية السعودية.
وجاء الهجوم الحوثي على المنشآت السعودية، الجمعة 25 مارس 2022، كاشفًا للسلوك الإرهابي والتخريبي الذي تمارسه الجماعة الإرهابية والتي تمثل إحراجًا لإدارة «بايدن» التي أعلنت دعمها لأمن المملكة، حيث أعلنت حركة أنصار الله الحوثية أنها استهدفت منشآت شركة أرامكو في مدينة جدة ومنشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وقصف أهداف حيوية ومهمة في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية.
وجاء رد فعل واشنطن على الهجوم الحوثي في إطار الإدانة فقط، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: «إن واشنطن تندد بشدة بهجمات الحوثي على السعودية ومنها الهجوم على منشأة أرامكو في جدة، مشيرًا إلى أن الحوثيين يواصلون سلوكهم المدمر وهجماتهم الإرهابية المتهورة بضرب بنية تحتية مدنية، متابعًا سنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز دفاعاتهم مع السعي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع وتحسين الحياة وتهيئة المجال لليمنيين لتحديد مستقبلهم بشكل جماعي».





