ad a b
ad ad ad

بسبب الأزمة الأوكرانية.. شبح الجوع يخيم على الليبيين وتحذير أممي من كارثة

الأربعاء 23/مارس/2022 - 02:10 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
انعكست آثار الحرب الروسية الأوكرانية على الداخل الليبي بشكل مباشر، خاصة مع السياسات المتخبطة للحكومة الليبية، وبات الجوع شبحا يهدد ليبيا إذ يعيش السكان في أزمة غذاء حقيقية قد تضرب قطاعًا كبيرًا من المواطنين الليبيين بسبب الحرب الأوكرانية، وتأثر ليبيا التي تعتمد على أوكرانيا في 40% من احتياجاتها من القمح.
بسبب الأزمة الأوكرانية..
شبح الجوع
بعد توقف دخول الشاحنات المحملة بالدقيق والمنتجات الأخرى، يخيم شيح الجوع على الليبيين في انعكاس صارخ لأزمة أكبر تشهدها البلاد من نقص حاد في مخزون السلع الاستراتيجية، علاوة على حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأثرت على دول عدة.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أحمد حمزة، إن الوضع في الجنوب صعب للغاية، خاصة في ظل غياب السلع الغذائية والدقيق، لافتا في تصريحات صحفية إلى أن وزارة الاقتصاد والحكومة عمومًا للأسف لا تقوم بدورها في ضبط الأسواق، وفرض رقابة مشددة عليها في ظل هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن الأمور تتجه للأسوأ، وستكون في كل المدن الليبية وليس الجنوب فقط.

وشدد المسؤول على ضرورة التزام المسؤولين بأداء واجباتهم، وتنظيم وضبط توزيع السلع الغذائية والدقيق، في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد.

أزمة الجنوب
ويشهد الجنوب الليبي إغلاقًا شبه كامل للمخابز، ونقصًا في السلع الغذائية بشكل كبير، من جراء وقف شحنات الإمداد التي تأتي من الغرب لتزويد المدن بحاجاتها من السلع الغذائية، حيث رفعت المخابز العاملة سعر الخبز لأكثر من 4 أضعاف ثمنه، إلى جانب تسجيل غلاء في أسعار المنتجات الأساسية في محلات البقالة إذا تواجدت أصلًا.
بسبب الأزمة الأوكرانية..
تحذيرات دولية
حذرت منظمات دولية السلطات الليبية من حصول أزمة في الغذاء والمناخ جراء الحرب الروسية على أوكرانيا، والنزاعات المسلحة التي تعيشها البلاد من فترة لأخرى، حيث تستورد ليبيا قرابة نصف حاجياتها من القمح من كييف، بينما يهجر الليبيون أراضيهم بسبب انعدام الأمن.

وكشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن أكثر من 40 في المئة من حاجيات ليبيا من القمح تستوردها من أوكرانيا، حيث قالت في تقرير صادر عنها: ليييا لديها احتياطيات استراتيجية من القمح اللين تكفي لـ6 أشهر، لكنها لا تستطيع منع أزمة توريد الدقيق في مدن ليبية عدة، مضيفة في تقريرها: بعد عقد من النزاعات المسلحة المتقطعة، أصبحت قطاعات كبيرة من السكان بحاجة إلى الدعم وعرضة لانعدام الأمن الغذائي في ليبيا، مشيرة إلى أن 12% من الليبيين بحاجة إلى المساعدة في 2022، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، وذلك قبل اندلاع أزمة أسواق الغذاء الدولية جراء الصراع في أوكرانيا.

تحذير أممي 
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، قالت إن أبعاد الأزمة الراهنة في ليبيا على الأمن الغذائي مدعاةٌ للقلق الشديد لكِل ليبيا والبلدان المُحيطة، نظرًا إلى اعتماد المنطقة على واردات الحبوب وما يمكن أن تسبّبه المضاعفات من إعاقة تدفُّق السلع والخدمات ومن حركة نزوحٍ سكانية، حيث قال «دانييلي دوناتي»، رئيس إدارة عمليات الطوارئ لدى المنظمة، إن الأزمة المستمرة من المحتمل أن تؤثِّر بقوة على أمن ليبيا الغذائي والمناطق القريبة المتأثّرة أيضًا، إذ تقود الأزمةُ الأوضاع إلى عرقلةٍ مفاجئة لحركة الواردات وانهيارِ نظام التوزيع الداخلي، كما أن نفاد الأرصدة من المخزونات الغذائية وفَقد القوى البشرية الريفية كلّها عوامل يمكن في المدى الطويل أن تُستَشعَر خطورتها على الأمن الغذائي للمنطقة.

وفي السياق ذاته، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من إضعاف قدرة البلاد على مواجهة مخاطر تغير المناخ جراء النزاع الدائر في ليبيا، قائلة: إن النزاع أضعف قدرة ليبيا على مواجهة مخاطر تقلبات المناخ، حيث من المرجح أن تتفاقم آثار هذه المخاطر على الإنتاج الزراعي، وبالتالي سبل كسب عيش آلاف الناس وغذائهم وأمنهم الاقتصادي.

"