خسائر فادحة ونزيف مستمر.. «القاعدة» في الساحل يعيش كابوس الضربات الأمنية
الجمعة 01/أبريل/2022 - 05:56 م
أحمد عادل
تتعرض التنظيمات الإرهابية لحالة كبيرة ومستمرة من النزيف المستمر، خاصة القيادات في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي ينتشر في منطقة الساحل وبخاصةٍ مالي والجزائر.
بلعور
خسائر فادحة
في الفترة الأخيرة، خسر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مزيدًا من القيادات في صفوفه، بعد الضربات الموجعة التي وجهها له الجيش الجزائري، فضلًا عن ضربات عسكرية فرنسية تلقاها التنظيم في مالي، ووسط نزيف مستمر في صفوف عناصره.
وخلال مارس 2022، أعلن مقتل القيادي في التنظيم، بلال الجزائري، أخيرًا، خلال عملية عسكرية نفذتها طائرة فرنسية في منطقة تقع غرب بئر آنوشجرين، وذلك في الظروف نفسها التي قتل فيها القيادي البارز يحيى جوادي المعروف بـ«أبوعمار الجزائري»، والذي أعلن الجيش الفرنسي في 7 مارس عن تصفيته في عملية ليل 25 و26 فبراير شمال مالي.
وهذان القياديان يعدان من بين أبرز القيادات في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وينشطان في منطقة الساحل وشمال مالي منذ سنوات، تحت إمارة مختار بلمختار المعروف باسم بلعور.
وكان يحيى جوادي يشغل منصب قائد منطقة الساحل والصحراء الكبرى التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، كما قاد «كتيبة طارق بن زياد» التي كانت إحدى مكونات تنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل والصحراء الكبرى.
وفي الثالث من يوليو2021، أعلنت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، إدراج اسم يحيى جوادي في قائمة العقوبات ولائحة الإرهاب الدولي، بسبب نشاطه في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وتمويل أعمال وأنشطة هذا التنظيم.
وفي 17 مارس 2022، أعلن الجيش الجزائري «إلقاء القبض على مفتي القاعدة والجماعات الإرهابية، لسلوس مداني، المكنى باسم الشيخ "عاصم أبوحيان"، والذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1994، وذلك في عملية عسكرية جرت في منطقة العقل بولاية سكيكدة شرقي الجزائر».
وقد تم خلال هذه العملية كذلك «إلقاء القبض على أمير جماعة إرهابية تتبع التنظيم الإرهابي وهو بطيب يوسف، المكنى بأسامة "أبوسفيان النيغاسي"، والذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2007، إضافة إلى خمسة مسلحين»، فيما كان الجيش قد قضى في 19 فبراير على سبعة مسلحين من المجموعة نفسها.
وتؤشر هذه المعطيات إلى نجاح القوات الجزائرية في رصد وتتبع حركة ما تبقى من قيادات ومجموعات "القاعدة"، التي ما زالت تنشط على نطاقات محدودة شرقي الجزائر، وفي المنطقة الجنوبية على تخوم الحدود مع شمال مالي، لتحييدها والقضاء عليها، خاصة أن قيادة الجيش كانت أطلقت منذ نهاية عام 2017، ما عرف بخطة «اجتثاث الإرهاب».
وتستهدف هذه الخطة القضاء التام على أي وجود للمجموعات المتشددة في الجزائر، ودعم الجهود الإقليمية في مكافحة الإرهاب وملاحقة قيادات القاعدة في منطقة الساحل.
وقد أثمر هذا الدعم عن عدد من العمليات النوعية على غرار القضاء في يونيو 2020، على زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» عبدالمالك درودكال، خلال عملية فرنسية جرت في منطقة تلهندك بمدينة تساليت بشمال مالي، القريبة من الحدود مع الجزائر.
وتجري في الوقت الحالي ملاحقة خليفة درودكال، مبارك يزيد، المعروف باسم «أبوعبيدة العنابي»، والذي كان قائدًا في تنظيم «القاعدة»، إذ كان التحق بالجماعات الإرهابية عام 1992، وهو مدرج منذ سبتمبر/أيلول 2015 على لائحة الإرهاب الأمريكية، كما أدرجته لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي على لائحة الإرهاب في فبراير 2016.
ويجري تنسيق جزائري مالي فرنسي بشأن ذلك، من دون الإعلان رسميًّا عن هذا التنسيق وكيفياته، إذ كان الجيش الجزائري قد تصدى في 19 يناير2022، لمجموعة كانت تحاول اختراق الحزام الحدودي في منطقة حاسي تيريرين بولاية إن قزام، على الشريط الحدودي مع مالي.
فقد اشتبكت وحدة من الجيش الجزائري كانت تقوم بعمليات مراقبة في إطار مكافحة الإرهاب وحماية الحدود في تلك المنطقة، مع مجموعة إرهابية، ما أسفر عن القضاء على إرهابيين واسترجاع أسلحة، وفق بيان للجيش.





