ad a b
ad ad ad

قصف أربيل.. هل يعجل بنهاية نظام الملالي في بلاد الرافدين؟

الأربعاء 23/مارس/2022 - 06:36 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 في الساعات الأولي من صباح 13 مارس 2022، وقعت عدة انفجارات متتالية قرب محيط مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، مستهدفة قاعدة حرير الأمريكية، ليخرج الحرس الثوري الإيراني بعدها بساعات قليلة معلنًا مسؤوليته عن هذا القصف الصاروخي، مؤكدًا أنه استهدف مركزًا استراتيجيًّا اسرائيليًّا في شمال العراق، وذلك ردًا على قتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق، لتخرج الإدانات العراقية من كل اتجاه رافضة هذا القصف نظرًا لأنه انتهاك للسيادة العراقية واستهدافًا لأمن العراق واستقرار شعبه.

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر
مطالب عراقية

وتصاعدت الإدانات العراقية للقصف الإيراني، إذ دعا «مقتدى الصدر» رجل الدين العراقي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر،  في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وعد إعلان إيران مسؤوليته عن هجوم أربيل، إلى ضرورة رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فورا، مشددًا على رفضه لجميع الأعمال التي تستهدف دول الجوار داخل العراق وأي قصف خارجي للأراضي العراقية، ومؤكدًا أن المحافظة العراقية تحت مرمي نيران الخسران والخذلان وتحت طائلة التجويع، ومضيفًا، أن الكرد هم رئة العراق وجزؤه الذي لا يتجزأ وأنها لن تركع أبدًا.

وأثارت تغريدة «الصدر» تفاعل عدد كبير من الناشطين سواء من العراقيين أو الإيرانيين الذين انتقدوا رجل الدين العراقي مشيدين بالقصف الصاروخي على أربيل دون مراعاة لأية جوانب إنسانية، في حين قوبل كلام «الصدر » بتأييد من قبل العراقيين الذين أكدوا أن نظام الملالي الخائن لا يمتلك الجرأة الكافية لإطلاق صاروخ ضد إسرائيل بداخلها، ولذلك يحاول تبرير ضعفه هذا باستهداف العراق، ودعوا لضرورة قيام الحكومة العراقية بطرد السفير الإيراني من أراضيهم بشكل عاجل بل وقطع يد الملالي من بلاد الرافدين.

ورغم هذه الإدانات لن تخرج الحكومة العراقية حتى الآن بأي إجراء ضد النظام الإيراني المتحكم بنسبة كبيرة في أجهزة صنع القرار ببلاد الرافدين من خلال ميليشياته الشيعية الموجودة هناك، ولذلك تساءل أحد الناشطين العراقيين في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، عن مواقف بقية القيادات السياسية والزعماء وخاصة قيادات الإطار التنسيقي بالحكومة.
الدكتور «محمد عبادي»
الدكتور «محمد عبادي»

حفظ ماء الوجه

وحول دلالة تصريحات رجل الدين العراقي «مقتدي الصدر»، أوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور «محمد عبادي»، أن هذه التصريحات الهدف منها «حفظ ماء الوجه»، حيث لا يستطيع أحد محاسبة النظام الإيراني على ما قام به، نظرًا لأن العراق يعد محافظة تابعة لإيران بالنسبة لنظام الملالي، ولكن مطلوب من الصدر صاحب الكتلة الأكبر بالبرلمان العراقي والمخول بتشكيل الحكومة أن يتخذ موقفًا يتماشي مع القطاع الجماهيري بالعراق والقول أن هذا الهجوم هو اعتداء على السيادة العراقية.

 

ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»،  أن ما قام به «الصدر» هو تصرف سياسي بامتياز، والدليل على ذلك أنه لم يحدث أي شيء ضد إيران حتى الآن، وحتى لو وجهت مذكرة احتجاج ضد السفير الإيراني فلن يحدث شيء، وطهران التي ما زالت تتفاخر بهذا الهجوم؛ ستظل تتعامل مع العراق على أنه ساحة خلفية لها، وستوجه ضربات متي شاءت ولن تتعامل مع بغداد على أنها دولة ذات سيادة.
"