عودة العمليات الانتحارية.. بيشاور معقل الإرهاب في باكستان

يدخل المجتمع الباكستاني من جديد في دائرة العنف والدم، بتفجيرات انتحارية في الأماكن الدينية، حيث تأتي تلك العمليات لتكشف أن الإرهاب يضرب بعنف الوضع الأمني في البلاد، فيما يراه البعض عودة لأوائل العقد الماضي، حينما كانت التفجيرات الانتحارية في المناطق الحضرية، قاعدة سائدة.

عودة للعقد الماضي
وقع انفجار أثناء تجمع للمصلين في مسجد «كوتشا ريسالدار» بمدينة بيشاور الباكستانية الواقعة قرب الحدود مع أفغانستان، بينما كانوا يهمون لأداء صلاة الجمعة 5 مارس 2022، ما أسفر عن مقتل 56 شخصًا وإصابة 194 آخرين، فيما أعلن تنظيم «داعش خراسان» الإرهابى مسؤوليته عن الهجوم الانتحارى الذى استهدف المسجد.
وبحسب بيانات الشرطة، فإن انتحاريين اثنين دخلا عنوة إلى المسجد، حيث فجّرا عبوات ناسفة بحوزتهما، وقال الناطق باسم مستشفى «ليدي ريدينغ» في بيشاور محمد عاصم خان: «بالمجموع، قُتل 56 شخصًا، وأصيب 194 آخرون بجروح ومن بين الجرحى 50 حالاتهم حرجة».
ويعتبر هذا الاعتداء الأكثر دموية في البلاد منذ عام 2018، حينما أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، مسؤوليته عن تفجير مشابه أودى بحياة 14 شخصا خلال تجمع انتخابي.
ويرى مسؤولون أمنيون أن تنظيم «داعش»، بات يشكل تهديدًا للأمن الداخلي في باكستان.
وكانت موجة تفجيرات انتحارية بدأت في باكستان في أعقاب العملية العسكرية في يوليو 2007 ضد المسلحين الذين جرى إيواؤهم في مسجد «لال» في إسلام آباد، وكانت تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
وتسارعت وتيرة تلك الموجة من حيث عدد الهجمات في الفترة ما بين عامي 2007 – 2011، حيث وصف محللون غربيون، التفجيرات الانتحارية بأنها أداة استراتيجية للجماعات المتشددة يجري استخدامها لانتزاع تنازلات من الحكومات الديمقراطية.

طالبان تنفي مسئوليتها
في المقابل، سارعت حركة طالبان الباكستانية إلى نفي ارتباطها بالتفجير الانتحاري، الذي استهدفت مسجدا شيعيا في بيشاور.
ولطالما استهدفت بيشاور، الواقعة على مسافة 50 كيلومترًا فقط عن الحدود مع أفغانستان، باعتداءات منذ مطلع العقد الماضي، لكن الوضع الأمني تحسن كثيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تواجه باكستان التي يشكل السنة غالبية سكانها عودة الفرع المحلي لطالبان (حركة طالبان باكستان) إلى الواجهة.
للمزيد: لا مكان لهم .. «الصدري» يتعهد بإنهاء زمن الميليشيات العراقية وإخماد الاقتتال الشيعي الشيعي