مستوطنات شيعية.. تغلغل إيراني جديد في الأراضي السورية
يعمل نظام الملالي -بقيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي»- على التغلغل بشكل أكبر داخل الأراضي السورية، فلم يكتف هذا النظام بإقامة مؤسسات ثقافية واقتصادية داخل سوريا، لنشر فكره الشيعي المتطرف، مستغلًا هجرة آلاف السوريين خلال الفترة الأخيرة من بلدهم، لكنه يسعى حاليًّا، لإقامة «مستوطنات شيعية» على الحدود بين سوريا وإسرائيل، وهو ما لا يمكن أن يمر بسلام من إسرائيل التي ستتصدى بقوة للمخطط الإيراني هذا.
مستوطنات شيعية
يأتي هذا في سياق كشف وسائل إعلام إيرانية معارضة عن قيام نظام الملالي بشراء مئات الهكتارات من الأراضي السورية في درعا والسويداء والقنيطرة، إضافة لمنطقتي قرفا وسعسع، بعد هجرة عدد كبير من سكانها، من أجل بناء مناطق شيعية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، خاصة أن هذه المناطق تحديدًا يعيش بها عدد من الشيعة الذين جاءوا إلى الأراضي السورية قادمين من إيران أو لبنان أو أفغانستان أو العراق، وبعضهم أيضًا من عناصر ميليشيا «حزب الله اللبناني» الموالية لإيران.
وفي إطار محاولات إيران لإقامة هذا المخطط، فقد كشفت تقارير استخباراتية عن قيام فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بسوريا في 2021، بإغراء عدد من الأسر السورية التي تعيش بهذه المنطقة الحدودية، بالأموال، نظير قيامهم بزرع المتفجرات على الجدار الحدودي مع إسرائيل، التي سبق وأعلنت أنها قد تقوم بحرب مع أية قوات عسكرية موالية لإيران في الأراضي السورية تهدد القوات الإسرائيلية.
وتجدر الإشارة أنه منذ تدخل إيران خلال السنوات الماضية في الأراضي السورية والتغلغل فيها بجميع الوسائل الاقتصادية والعسكرية وأيضًا الثقافية، وهناك حالة من المناوشات بين إسرائيل وميليشيا إيران خاصة في المناطق الحدودية بين سوريا وإسرائيل الرافضة بشدة للوجود العسكري الإيراني على حدودها، ولذلك فإن إيران لطالما وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل بمسؤوليتها عن شن عدة غارات جوية على مواقع إيرانية وقوات تابعة لها في سوريا.
وحول ما تقدم، تطرح بعض التساؤلات، هل يمكن لإيران بالفعل المضي قدمًا في إقامة المستوطنات الشيعية على الحدود الشمالية لسوريا.. وإذ وقع ذلك ما هو الرد الإسرائيلي المتوقع؟.
توجه إيراني
وللإجابة على هذا التساؤل أوضح «مصطفى النعيمي» الباحث السوري المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إيران لديها القدرة الكبيرة على التغلغل في المجتمع السوري، حيث بدأ مشروعها في سوريا عبر بوابة الإغاثة ثم إلى بوابة فرز العناصر داخل المجتمع السوري وتوظيفها من خلال عمليات البعثات التعليمية الدينية وصولًا إلى عمليه التهجير التي ساهمت في توسيع المشروع الإيراني، وبات محيط العاصمة السورية دمشق محطة الحزام الأمني من مكون طائفي دائم للنظام، إضافة إلى المكون من ميليشيات فيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني والعراقي، كذلك ميليشيا زينبيون وفاطميون، ولذلك لا يوجد قرار سوري بشكل مطلق في مناطق سيطرة الميليشيا الإيرانية.
ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إيران لديها القدرة أيضًا في عملية نشر ميليشياتها وأذرعها الولائية متعددة الجنسيات في الجنوب السوري، وذلك من خلال عمليات التمويه المستمرة، ولكن ما يقلق الجانب الإسرائيلي أمرًا وهو وجود صواريخ قصيره ومتوسطه وطويلة المدى ذات البُعد في التأثير الاستراتيجي، إضافة إلى مسألة المسيرات التي باتت تؤرق العديد من الدول.
وأضاف أن إسرائيل تدرك تمامًا ما مدى تعاظم القوه العسكرية في المنطقة الجنوبية للميليشيات الولائية وتتعامل معها بكل حزم، لكن لا أعتقد بأنها حاسمة أو تتماشى مع حجم تنامي قدرات سواء من خلال تواجد العنصر البشري أو الخبراء العسكريين، ولذلك ستبقى المنطقة الجنوبية منطقة عمليات لسلاح الجو الإسرائيلي، وستبقى طهران تزلج بالمزيد من مقاتليها وستبقى سوريا تدفع ثمن عدم اتخاذ المجتمع الدولي القرار الحاسم انطلاقًا من تطبيق قرارات مجلس الأمن 2254 والقرارات السابقة ذات الصلة، وستستمر سوريا إرضاء ملالي طهران في ظل ضعف الموقف العربي تجاه القضيه السورية، واستخدام سوريا حديقة خلفية للضغط على المجتمع الدولي في مسارات المفاوضات النووية في فيينا.





