يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

كفاح بـ«الجرافيتي».. ناشطات أفغانيات يواجهن «طالبان» بالجداريات

الثلاثاء 15/فبراير/2022 - 05:34 م
دعاء إمام
طباعة

أثارت سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، ريبة النساء الأفغانيات، إذ كن الأكثر معاناة خلال العهد الوحشي للحركة في تسعينيات القرن الماضي، لكن ثمة رموز نسوية أبت أن تستسلم لسياسة الحركة المعتمدة على قمع المرأة، ورفضن أن يعدن لبرقع «طالبان»، حيث نظمت الناشطات تظاهراة مناهضة لطالبان برسم جرافيتي في الشارع يطالب بالحرية التي تقلصت مع عودتهم للحكم.


وعلى إثر التظاهرة التي قادتها الناشطات الأفغانيات ومطالبة الأمم المتحدة بالإفراج عن من تم اعتقالهن مسبقًا، أعلنت وكالة الأنباء الأفغانية السبت 12 فبراير الجاري، إطلاق سراح باروانا إبراهيم خيل وتامانا زارياب بارياني وامرأة أخرى، لكن التقارير بشأن السيدة الأخيرة، لم يتم تأكيدها بعد، حسب ما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية.


كسر الخوف


ورغم التوقعات المسبقة عن مخاطر النشاط المعارض الذي تقوده بعض الأفغانيات، سواء بتنظيم وقفات احتجاجية أو رسم الجرافيتي، فإن خطوة الإفراج عن الناشطات المحتجزات من الممكن أن تقود لكسر حاجز الخوف من سطوة الحركة، والبحث عن طرق جديدة لمواجهتها مجتمعيًّا من قبل السيدات اللاتي يرفضن التضييق والقمع أو العودة للحقب الماضية.


 قلق أممي


استجاب المسؤولون في الحركة وتم إطلاق سراح النساء، بعد تنظيم مظاهرات مناهضة لـ«طالبان» ومؤيدة للمرأة في كابل، بعد أن أثارت القضية قلق الأمم المتحدة بشكل بالغ ودعت إلى الإفراج عن الناشطات، فيما يسود تخوف من تعرض النساء المحتجزات لإساءة المعاملة والتعذيب.


وكانت بعض وكالات الأنباء العالمية قد حضرت عددًا من الاجتماعات للناشطات الأفغانيات  في يناير 2022 إذ عُقد أحدها بمشاركة نحو 40 امرأة، والثاني بضع نساء فقط كن يجهزن لافتات لتظاهرة، وأكدت الناشطات أنهن لا يملكن سوى أقلامهن، ويعتبرن أن تلك الأقلام سلاح قوي وكاف لمواجهة قمع طالبان.


وبحسب الناشطة والصحفية الأفغانية «فريشتا فارهانج»، مراسلة لصحيفة «خبرناما.نت» الإلكترونية في كابول: هناك تغييرات كثيرة حدثت في الـ17 أو 18 عامًا الماضية في البلاد، وتغيرت العقول ولا يمكن القبول بما تريد طالبان فرضه على النساء بسهولة مثلما حدث في الماضي؛ مطالبة قادة الحركة بدراسة طبيعة المجتمع والتغييرات التي طرأت عليه، وأن يدركوا الاختلاف.


وقالت فارهانج: أن النساء حملن السلاح وأجبرن الحركة على وقف إطلاق النار، ومن هنا أدركت طالبان أن المرأة نشطة في كل مكان، في التعليم والاقتصاد. وأضافت: أن العديد من النساء الأفغانيات مستعدات لحمل السلاح للدفاع عن حقوقهن، لكن حتى الآن يركزن على الجهاد بالفم والمطالبة بالعدالة والحرية عبر لافتات أو جداريات تزين شوارع العاصمة والمدن الأخرى.


يشار إلى أن البلاد شهدت في أغسطس 2021 خروج مئات الأفغانيات يحملن البنادق والسلاح في شوارع شمال ووسط البلاد، في استعراض يتزامن مع تحقيق الحركة مكاسب على الأرض في ظل الانسحاب الأمريكي، مشددين على أنهن أردن فقط إرسال رسالة دعم رمزية للقوات الأفغانية، لكن العديد من المشاركات أيضًا أكدن أنهن على استعداد للذهاب إلى ساحات القتال.

"