إلى جانب الحليف الروسي.. دلالات وأبعاد التدخل البيلاروسي في سوريا
الجمعة 11/فبراير/2022 - 05:08 م
إسلام محمد
مع تطور الأحداث في البحر الأسود، وزيادة حدة العداء بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية انحازت بيلاروسيا إلى جانب روسيا ضد المعسكر الغربي، وشهد التعاون العسكري بين البلدين صعودًا كبيرًا ألقى بظلاله على الشرق الأوسط وتحديدًا في سوريا حيث قرر الجيش البيلاروسي التدخل في جانب حليفه ولو بشكل رمزي.
علاقة متينة
وتخطط بيلاروسيا لإرسال عدد من جنودها إلى الأراضي السورية بعد توقيع مسودة اتفاق بين روسيا وحليفتها بيلاروسيا، أقرها رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، على تقديم القوات البيلاروسية «دعمًا إنسانيًّا» للسكان خارج مناطق القتال في سوريا.
جدير بالذكر أنه منذ عام 2015، تشن موسكو حملة عسكرية في سوريا، حيث نسّقت مع إيران لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد بعد حرب أهلية اندلعت عام 2011.
ويعكس نشر القوات البيلاروسية في سوريا متانة العلاقة بين البلدين الجارتين.
وتجدر الإشارة الى أنه في الأسابيع الأخيرة، أرسلت روسيا جزءًا من قواتها المسلحة إلى أراضى بيلاروسيا لإجراء مناورات مشتركة شاملة.
وقد أدى انتشار القوات الروسية في بيلاروسيا قرب الحدود مع أوكرانيا، إلى إثارة مخاوف الغرب من غزو روسي محتمل عبر أراضي بيلاروسيا.
ودعا زعيم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي يعتمد بشكل متزايد على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسي والمالي في خضم عقوبات غربية موجعة فرضت على النظام البيلاروسي بسبب اتهامه بشن حملة أمنية لقمع احتجاجات محلية معارضة، مما دفعه إلى إقامة علاقات دفاعية أوثق مع موسكو وعرض مؤخرًا استضافة أسلحة نووية روسية في بلاده في خضم الأزمة الأوكرانية.
وفي حين تتحدث المعلومات المتاحة عن مشاركة غير قتالية للقوات البيلاروسية إلا أنه من المحتمل أن تتطور المشاركة العسكرية لاحقًا لتشمل انخراطًا أكبر في الصراع بالنظر إلى أن المشاركة قد تقوي الموقف الروسي في النزاع الدائر في سوريا، والذي تشارك فيه إيران أيضًا رغم إعلانها أن مشاركتها تقتصر على الجوانب غير القتالية.
هذا؛ وتنتشر في الأراضي السورية قوات من جنسيات متعددة، يمكن تقسيمها بصفة عامة الى كتلتين رئيسيتين، الأولى تتزعمها الولايات المتحدة، والأخرى تتزعمها روسيا وتضم حليفتها بيلاروسيا.
ويجدر التنويه إلى أن التدخل العسكري البيلاروسي المرتقب، وإن كان لا يتضمن أبعادًا ثقافية أو اقتصادية واضحة حتى الآن، لكنه يقتصر على الجانب العسكري، والمقصود منه الأهداف السياسية، والتي تتمحور حول إظهار تضامن مينسك مع موسكو في قضاياها الخارجية كافة، وبأنها باتت تدور في الفلك الروسي، وهذا الأمر يحمل دلالات بالغة الخطورة بالنسبة للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لأوكرانيا الذين لا يريدون فتح جبهة جديدة في الوقت الحالي.





