ad a b
ad ad ad

قوات البدري.. «طالبان» ترعى الموت على خاصرة الأطفال

الخميس 17/فبراير/2022 - 07:34 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
 رغم تحول حركة طالبان من حركة إرهابية إلى حكومة تدير أفغانستان، فإن التفجيرات الانتحارية تظل إستراتيجية رئيسية لطالبان، إذ نشرت الحركة عقب استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، صورة لإحدى الفرق التابعة لها، وهي تعرض ستراتها وقنابلها وعبواتها الناسفة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عُرف عن طالبان أنها تملأ صفوفها بالأطفال، وهو ما يعتبر جريمة حرب دولية. على الرغم من أن طالبان هي الآن القوة المهيمنة في البلاد، لكنها لن تمنع القصر من الانضمام إلى صفوفها.
قوات البدري.. «طالبان»
قوات البدري

وخلال تقرير لمجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، قالت إن الجنود الأطفال والتفجيرات الانتحارية يميزان حكم طالبان في أفغانستان، على الرغم من تحولهم  إلى حكومة مكلفة برعاية بلد يبلغ عدد سكانه 38 مليون نسمة، مشيرة إلى أن طالبان تحولت إلى دولة أعلنت عن نفسها بنفسها بمجرد دخولها القصر الرئاسي. وأردف يقول: أعلنت القيادة على الفور أنها تغيرت عن حكمها الوحشي في التسعينيات في محاولة يائسة للحصول على الاعتراف والمساعدات الخارجية، ومع ذلك، من الواضح أنه من غير المرجح أن تتغير بعض العناصر المقلقة.

وفيما يتعلق بقوات البدري، يؤكد تقرير المجلة الأمريكية، أنه على أطراف كابول، مختبئة داخل روضة أطفال غير موصوفة، توجد قوات البدري الخاصة في الظل، حيث تتكون هذه القوات من جزءين، فهناك من يتدرب ليكون مقاتلًا في القوات الخاصة، وهناك من يتدرب ليكون انتحاريًا، مشيرة إلى أن معظم المنتمين لطالبان يريدون أن يصبحوا شهداء، لكن عملية الاختيار تستند إلى متطلبات مسبقة، إذ لم تعد الحركة الأفغانية بحاجة إلى إبقاء مساعيها الانتحارية ومدارس التدريب مختبئة في أعماق الجبال أو في الجيوب عبر الحدود الباكستانية.

وتستغرق العملية التدريبية نحو شهرين وتركز على العقيدة الدينية المكثفة لإعدادهم للحياة الآخرة، والتأكد من قدرتهم على إنجاز المهمة التي تقضي على الحياة، يتم إجراء مزيد من التدريب البدني لفهم المتفجرات والتأكد من أن المسعى يتم تنفيذه في الوقت المناسب، دون أن يتم اكتشافه.

وزعمت الحركة خلال الحرب أن العمليات الانتحارية استهدفت الجيش فقط، لكن الحقائق والأرقام تثبت عكس ذلك. على مدار الحرب، قُتل عشرات الأفغان وبعض الأمريكيين بهجمات انتحارية في كل مكان، من خارج مقر «ناتو» في كابول إلى مراكز الشرطة ونقاط التفتيش إلى وزارة الدفاع وأحياء في جميع أنحاء البلاد.

وتمتلك جميع وحدات «طالبان» المسلحة تقريبًا جناحًا لأولئك المستعدين والقادرين على القيام بالواجب في أي لحظة إذا دعت الحاجة، تعتبر شبكة حقاني المراوغة هي الأكثر نجاحًا، حيث نفذت المئات من هذه الهجمات ضد الاحتلال الأمريكي، تشغل المجموعة الإرهابية المصنفة من قبل الولايات المتحدة الآن العديد من المناصب الرئيسية داخل الحكومة، بما في ذلك منصب وزير الداخلية القوي.
قوات البدري.. «طالبان»
التفجيرات 

على الرغم من استخدامها في الحرب لعقود من الزمن، فإن التفجيرات الانتحارية هي تكتيك جديد بشكل مفاجئ بالنسبة لـ«طالبان»، على الرغم من انتشارها بشكل خاص بعد انسحاب الناتو في نهاية عام 2014، يُعتقد أن الهجوم الأول من نوعه على الأراضي الأفغانية قد حدث في 9 سبتمبر 2001.

وعلى صعيد طالبان، تم تنفيذ أول تفجير انتحاري في عام 2003 بعد أن أمر أسامة بن لادن أتباعه بـ «العمليات الإرهابية» في شريط فيديو، انفتح الباب على مصراعيه لمثل هذه الهجمات. ومضى يقول: على مر السنين، تكثفت العمليات الانتحارية، وسرعان ما سجلت الحركة أكبر عدد من التفجيرات الانتحارية بالنسبة لأي تنظيم في جميع أنحاء العالم.

وعن عناصر الحركة المشهورين بالعمليات التفجيرية، يؤكد عاكف مهاجر، عضو طالبان والمتحدث باسم وزارة منع الرذيلة وإشاعة الفضيلة، بقوله : لن يفجروا أنفسهم علينا، إنهم جزء من القوات الخاصة، إذا حاول أي شخص أو أي دولة التحرك ضد مصالحنا، فسيتم استخدامها.

وبينما استخدمت طالبان ذات مرة هذا التكتيك في المقام الأول ضد أعضاء القوات الوطنية الأفغانية المنحلة الآن، إلا أنهم يسعون الآن إلى استخدامه ضد تنظيم خراسان المنافس لهم، المعروف باسم داعش، حيث نقل عن مهاجر، قوله: نوفر لهم جميع المعدات والمرافق المستخدمة في البلدان المتقدمة، في وقت سابق، كنا نقوم بالتدريب في أي مكان، ولكن منذ استيلائنا على السلطة، لدينا مرافق استخدمتها الحكومة السابقة.

ويؤكد مراقبون أنه يبقى أن نرى ما إذا كانت طالبان ستستمر في استخدام الأطفال كمفجرين، لكن كل الأسهم تشير إلى أن القصر لا يزالون دعامة عسكرية أساسية، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن بعض قوات طالبان مثل قوات البدري، تصر على أن منفذي الهجمات بالقنابل عادة ما يكونون فوق سن العشرين، فإن العديد من المهام الانتحارية قد قام بها قاصرون .

وتمتلئ شوارع أفغانستان الآن بجنود طالبان الذين لم يعودوا محصورين في الجبال الوعرة أو المدارس الدينية النائية. إنهم يقومون بدوريات بحرية في الأسواق الصاخبة والمساجد ونقاط التفتيش والمطاعم، من الشائع ألا يكون لدى الناس أي فكرة عن وقت ولادتهم، وإذا طُلب منهم ذلك، فإنهم يقدمون عادةً مجموعة من الأعمار الممكنة.

الكلمات المفتاحية

"