ad a b
ad ad ad

صعود «طالبان» يرسم خريطة معقدة لعلاقة أفغانستان بالجارة أوزبكستان

السبت 05/فبراير/2022 - 04:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أسهم صعود حركة طالبان لسدة حكم أفغانستان في طرح معادلات سياسية جديدة بالمنطقة، أبرزها العلاقات المستقبلية بين الحركة وبين دول آسيا الوسطى وبالأخص أوزبكستان، وذلك لخصوصية العلاقة بين الطرفين سواء على المجال الحركي أو الاقتصادي.


تمتلك أوزبكستان خريطة علاقات معقدة مع طالبان، إذ يتنامى في شمال أفغانستان عداءً عرقيًّا يحمل أوجهًا مختلفة منها الصراع بين عناصر الحركة والمواطنين ذي الأصول الأوزبكية، والعراك داخل الحركة ذاتها بين العناصر المنتمية للبشتون والأوزباك، فيما تحتاج كابول لجارتها الأوزبكية من أجل مشروعات للطاقة تكبل خيارات طالبان تجاهها، في ظل صراعات محتدمة بين الطرفين على احتجاز حكومة طشقند طائرات أفغانية على أرضها.


أوجه الصراع العرقي بين طالبان والأوزبك


ظهرت متغيرات مختلفة حول العلاقة بين حركة طالبان والأوزبك بعد سيطرة طالبان على الحكم، لعل أبرزها، الصراع العرقي داخل صفوف طالبان نفسها، إذ تتشكل أغلبية الحركة من قبيلة البشتون، وينتمي إليها أقلية من الأوزبك والطاجيك، ونظرًا للتحولات السياسية المعقدة للأزمة فإن مرحلة الحكم بعد سنوات من الحرب تفرز طموحات داخلية واستقطابات خارجية.


واضطرت طالبان للإفراج عن القيادي بالحركة صاحب الأصول الأوزباكية، مخدوم عالم في 15 يناير 2022، وذلك بعد إلقاء القبض عليه في 13 يناير الجاري تحت مزاعم اتهامه بالسرقة، ما أثار حفيظة الأوزباك في الحركة متهمين القيادات بالكذب للنيل من مخدوم.


وعلى خلفية الصراعات العرقية داخل الحركة والقبض على مخدوم عالم، نشبت مناوشات بين عناصر طالبان الأوزباك، وبين آخرين من أقلية البشتون في 15 يناير 2022 نتيجة تمرد الأوزبك، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن الواقعة.


وينذر ظهور صراعات عرقية بصفوف طالبان في ذلك التوقيت الحساس في عمرها السياسي، بمخاطر إذا لم يستطع القادة احتوائها سريعًا، فمع صعود الحركة للحكم تتطلع بعض القوى لإحداث خلل داخلي يمكنها من خلاله النفاذ بين الصفوف، فما كان يسري وقت الحرب من بث خلافات بين طالبان وبين حكومة الرئيس السابق للبلاد أشرف غني من جهة، وبين غني والمعارضين له من جهة أخرى، كان يصب في مصلحة القوى الكبرى التي تتربح من صراعات كابول، ومن ثم فإن بقاء الصراعات بداخل الحركة بعد تفردها بالسلطة السياسية للبلاد يدعم الأهداف الاستراتيجية لمنافسي الحركة.


أوجه الصراع السياسي المتنامي بين طالبان وأوزباكستان


بعيدًا عن الصراعات العرقية بصفوف حركة طالبان، يتنامى في شمال البلاد صراعًا بين طالبان والأوزبك غير المنتمين للحركة، فخلال سعي طالبان للسيطرة على الحكم قبل أغسطس 2021 نشبت صراعات بين عناصر الحركة والأوزبك في ولاية جوزجان رغبة من طالبان في إنهاء السيطرة العرقية للمعارض الأوزبكي المناهض لها عبد الرشيد دوستم، ولكن عقب سيطرة الحركة على الحكم غادر دوستم البلاد.


وفي تقرير لموقع روسيا اليوم نشر في 15 أغسطس 2021، أفاد الموقع بورود أنباء عن رحيل دوستم لأوزبكستان، ما يعني أن طشقند باتت مصدرًا آمنًا لأصحاب أصولها المعارضين للحركة ما له من تأثير على مستقبل العلاقات في المنطقة الآسيوية.


يتوازى ذلك مع صراع بين الطرفين حول الطائرات الأفغانية التي سافر على متنها ضباط بسلاح الجو الأفغاني إلى أوزبكستان عقب سيطرة طالبان على الحكم، فمن جهته هدد وزير دفاع طالبان محمد يعقوب حكومة طشقند لاستعادة الطائرات التي تحتفظ بها البلاد.


خيارات طالبان في مواجهة أوزباكستان


تتحكم طشقند في قدر كبير من إمدادات الطاقة القادمة لأفغانستان، وفي 28 يناير2022 أعلنت مصادر بأوزباكستان أن انقطاع الكهرباء في كابول عن المسارات القادمة من جهتها ناتج عن عطل فني، وهو ما يثير حفيظة أصحاب المصانع في أفغانستان اعتراضًا على طول مدة انقطاع الكهرباء دون حل.


وفي أغسطس 2021 صرحت شركة الطاقة الأفغانية بأن البلاد تستورد كهرباء بقيمة 280 مليون دولار سنويًّا من إيران وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان، ويعطي ذلك مؤشرات عن حجم الخيارات الممكنة لطالبان في مواجهة أوزبكستان حين تتعارض المصالح بينهما، حيث تتعرض البلاد لأزمة مالية كبرى ناتجة عن الحالة الأمنية المتردية وتضييق الخناق الدولي على الحركة، وصراعات الاعتراف بسلطة طالبان.


المزيد.. بالأكاديمية الإسلامية.. أوزبكستان تعلن الحرب على الإرهاب بمعاونة الأزهر

الكلمات المفتاحية

"