ad a b
ad ad ad

وسط اضطرابات سياسية.. «داعش» يعتمد على الأطفال في غرب إفريقيا

الأحد 06/فبراير/2022 - 10:17 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تشكل مجموعات تنظيم داعش في غرب إفريقيا خطرًا داهمًا على المنطقة، وبالأخص في وجود الاضطرابات السياسية والعرقية التي تفتح المجال لمزيد من تفشي الإرهاب، والتراجع الأمني والاقتصادي.

وسط اضطرابات سياسية..

جاءت واقعة احتجاز الرئيس البوركيني روش مارك في 25 يناير 2022، جراء انقلاب عسكري، كملمح على الاضطرابات السياسية التي تعصف بالمنطقة، وتعمق من أزماتها الأمنية، وبدوره حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تأثير تلك الحادثة على مجهودات مكافحة الإرهاب بغرب أفريقيا.


وأعرب ماكرون، الثلاثاء 25 يناير 2022 عن رفضه احتجاز الرئيس البوركيني، وتعطيل العمل بالدستور، مشددًا على أن هذه الأفعال تؤثر سلبًا على مكافحة الإرهاب، مضيفًا أن الأولوية لغرب إفريقيا في هذه المرحلة هو ملف مواجهة التطرف وليس الاشتباكات السياسية وزعزعة الاستقرار.


من جهتها طالبت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ايكواس، بالإفراج عن الرئيس البوركيني، معلنة توافقها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ضرورة مكافحة الإرهاب في غرب القارة، واعتباره الملف الأكثر أهمية وخطورة على المنطقة.


داعش يوجه الرسائل حول غرب أفريقيا


بالتزامن مع واقعة احتجاز الرئيس البوركيني روش مارك، وما رافقها من ردود فعل فرنسية وإقليمي حول الأزمة بث تنظيم داعش عبر قنواته الإعلامية على موقع التواصل الاجتماعي تليجرام، مقطعًا مصورًا بعنوان (جيل التمكين في غرب إفريقيا)، اشتمل على رسائل خاصة يريد التنظيم توجيهها للداخل والخارج حول فرعه بالمنطقة، لعل أخطرها تدريبه صغار السن والأطفال على حمل السلاح، إذ عمد إلى إظهار صغار السن خلال المقطع المصور، وهم يتلقون تدريبات روحية وعسكرية بداخل المعسكرات مع إقامة كاملة.


ويأتي ذلك بالتزامن مع انتشار أخبار عن استخدام داعش الأطفال دروعًا بشرية خلال اقتحامه أحد السجون في سوريا، ما يعني أن التنظيم بات يعتمد على استراتيجيته نحو استخدام الأطفال بشكل رسمي، وأن الدعوات السابقة لزعيمه السابق أبي بكر البغدادي (قتل في أواخر عام 2019) عن استخدام الأطفال وتدريبهم عسكريًا لصالح داعش بدأت تظهر فعليًّا بعد سنوات وشهور من تدريب صغار السن.


أظهر المقطع المصور إقامة الأطفال والشباب الصغير في المعسكرات بشكل كامل مع بث فيديوهات لمعيشتهم منذ الصباح، والاستيقاظ لصلاة الفجر مرورًا بالدروس الدينية والروحية وحتى التدريبات العسكرية والمجالات الأخرى التي يعتمد عليها التنظيم.

وسط اضطرابات سياسية..

غرب إفريقيا والدلالات الإعلامية لداعش


يستخدم تنظيم داعش أدواته الإعلامية لإظهار مدى سيطرته على المناطق التي يبث عنها إلى جانب جذب عناصر جدد لصفوف التنظيم والترويج لتفوق قدرته العسكرية على  قدرات القوات النظامية في بعض الدول الضعيفة، ويظهر ذلك من المشاهد التي يبثها عن ذبح الجنود في المناطق الجغرافية، فضلًا عن عتاده العسكري.


كما أن رغبة داعش في إظهار جدية اعتماده على الأطفال تنذر بمخاطر جمة تهدد الأمن القومي لمناطق غرب إفريقيا على مستوى زمني بعيد، فمن المرجح أن يخلق ذلك اضطرابًا نفسيًّا لدى أولئك الأطفال، ويجعل العنف لديهم أمرًا طبيعيًّا.


وفي ظل بيئات فقيرة ومعاناة اجتماعية لمواطني المنطقة يُرجح أن يدفع هؤلاء بأولادهم نحو الالتحاق بصفوف داعش من أجل المال، ومن شأن ذلك أن يصعب الهجوم العسكري على معسكرات التنظيم فقتل الأطفال سيضع الجهات الأجنبية في حرج حقوقي وإنساني.


المزيد.. حلًا للملفات العالقة.. المصالح تحسم الدور الروسي في ليبيا

"