ad a b
ad ad ad

مخاطر محتملة.. ماليزيا تواجه تحديًا أمنيًّا بعودة مواطنيها الدواعش من سوريا

الثلاثاء 08/مارس/2022 - 08:20 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

عودة مقلقة لإرهابيي داعش الماليزيين إلى بلادهم عقب ترحيلهم من مخيم الهول بسوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، إذ تمثل عودة هؤلاء إلى بلادهم خطرًا وتحديًا جديدًا للسلطات الماليزية، إضافة إلى المخاوف من إعادة تجنيد مقاتلين جدد ممن تعرضوا لغسيل دماغ للاعتقاد بأن القتال لم ينته وأن التنظيم سيعود، وبإطلاق حملة أيديولوجية لإقناع من بقى في المخيمات السورية بالقتال، وإعادة تأسيس ما يسمى بـ«الخلافة».

مخاطر محتملة.. ماليزيا

عودة خطرة

خلال ذروة سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، انضم أكثر من 100 عنصر ماليزي إلى التنظيم، بعضهم غادر مع عائلته، حيث سجّل الكثير منهم العديد من مقاطع فيديو للعمليات التي شاركوا فيها وبثها عبر وسائل التواصل الإجتماعي.


وبعد مرور سبع سنوات من هزيمة التنظيم الإرهابي، وعودة 16 منهم إلى ماليزيا، بقي أكثر من 50 مقاتلاً وعائلاتهم في مخيمات اللاجئين وتحديدًا مخيم الهول الذي يقبع في سوريا وتحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، قُتل ما لا يقل عن 48 ماليزيًا في سوريا.


وحددت الشرطة الماليزية 56 ماليزيا (19 رجلاً و 12 امرأة و 17 فتى وثماني فتيات) يعيشون في مخيمات سورية أو حتى لايزالوا طليقين، قائلةً: «إن 10 نساء و 12 صبيا وخمس فتيات يقيمون في مخيم الهول للاجئين شمال شرق سوريا، بينما يقبع تسعة رجال ماليزيين في سجن الحسكة، وأحدهما في سجن إدلب».


وانخفض تجنيد الماليزيين في سوريا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، بعد مقتل ماليزيين بارزين من التنظيم الإرهابي كـ«محمد واندي محمد جدي»، و«محمد نظام عارفين»، و«فضل عمر»، و«عقل زينل».


وتعمل السلطات الماليزية منذ أكتوبر 2019، مع وكالات أجنبية لإعادة  40 ماليزيًّا، حيث تم توجيه تهم إلى ماليزيين، متهمين بالسفر إلى سوريا لارتكاب أعمال إرهابية، بموجب قانون الجرائم الأمنية (الإجراءات الخاصة) في ماليزيا.


وبحسب السلطات الماليزية سيتم احتجاز الماليزيين الذين اختاروا العودة والتحقيق معهم بتهم جنائية محتملة، بينما ستخضع النساء والأطفال لتقييم خاص من قبل علماء النفس، قائلين: «إذا كان هناك دليل كافٍ فسيتم توجيه الاتهام إلى النساء أيضا»، منوهين إلى أن هذه إجراءات معيارية.


ويتمثل التحدي الرئيسي للسلطات في احتجاز المواطنين الماليزيين في معسكرات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، والتي لا تعترف بها الحكومة الماليزية دبلوماسيًّا.


ويقيم بداخل مخيم الهول الذي يوصف بأنه أخطر معسكر في العالم، فهو يحظى بتواجد هائل لعناصر «داعش» بجانب وجود عمليات قتل منتظمة، من مسلحي التنظيم الإرهابي من أكثر من 50 دولة.

مخاطر محتملة.. ماليزيا

إعادة تجنيد

خلال تقرير صادر عن المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب (ICPVTR) التابع لكلية «إس راجاراتنام» للدراسات الدولية بجامعة «نانيانغ» التكنولوجية، أكد أن المسلحين المرتبطين بتنظيم «داعش» أطلقوا أيضًا حملة أيديولوجية لإقناع هؤلاء الماليزيين الذين يعيشون في المخيمات السورية بالقتال وإعادة تأسيس ما يسمى بـ«الخلافة» في الشرق الأوسط، كما أن الماليزيين الذين بقوا في بلادهم، تعرضوا لغسيل دماغ للاعتقاد بأن القتال لم ينته وأن التنظيم سيعود، لافتًا إلى أن وجود «داعش» في هذه المعسكرات قوي للغاية والتطرف مستمر.


وكان التقرير الخاص بماليزيا جزءًا من التقييم السنوي للتهديدات في يناير 2022، قال: «بالنظر إلى أن العديد من هذه المعسكرات أصبحت بؤرة للتطرف، فإن هؤلاء الأفراد غير العائدين يمكن أن يتحولوا إلى مزيد من التطرف، ثم يحاولون فيما بعد التسلل إلى البلاد».


ووفق وكالة «برناما» الماليزية الرسمية للأنباء قالت السلطات الماليزية، إن القضاء على فكر التنظيم المتشدد سيكون معركة طويلة الأمد حتى بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي الذي فجر حزامه الناسف أثناء مداهمة نفذتها قوات خاصة أمريكية في شمال غرب سوريا في أكتوبر 2019، منوهين إلى أنه بعد البغدادي وخلال وجود القائد الجديد للتنظيم المدعو «أبو إبراهيم الهاشمي القرشي»، سيفتح التنظيم فصلًا جديدًا في عملياته الإرهابية، وسيبحث أيضًا عن قاعدة جديدة بعد خسارة معظم أراضيه في الشرق الأوسط.


وخلال الأعوام التي تلت هزيمة التنظيم في آخر معاقله بالبغاوز السورية وتشتت التنظيم الإرهابي، أحبطت ماليزيا 25 هجومًا خطط من قبل التنظيم لتنفيذها في قلب كوالالمبور، وألقي القبض على 512 شخصًا ممن يشتبه في أنهم على صلة بالتنظيم الإرهابي.


ومنذ يناير 2016، دخلت ماليزيا في حالة تأهب قصوى عندما نفذ مسلحون متحالفون مع التنظيم الإرهابي سلسلة هجمات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بجانب إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجوم بقنبلة يدوية استهدف حانة في ضواحي كوالالمبور في يونيو  من العام نفسه، أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، وكان الأول من نوعه في ماليزيا.


للمزيد: خلايا «داعش» والميليشيات.. معضلة تواجه الأمن العراقي

"