خلايا «داعش» والميليشيات.. معضلة تواجه الأمن العراقي
الإثنين 10/يناير/2022 - 05:47 م
مصطفى كامل
تمثل الميليشيات الإيرانية وخلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، تهديدًا للأمن في العراق، إذ تواصل الجماعات المسلحة عملياتها باستهداف قواعد القوات الأمريكية من وقت لآخر، بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني؛ ومن جهة أخرى يتزايد تنامي خلايا «داعش» وتتفاعل رغم تقويض قدرات التنظيم نهاية عام 2017 بإعلان هزيمته رسميًّا في العراق.
فمن جهته عبّر «جون كيربي» المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، عن قلق بلاده من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، مؤكدًا أن مهمة بلاده تبقى في التنسيق مع حكومة بغداد.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم «البنتاجون» عقب إعلان التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة إسقاط الدفاعات الجوية العراقية طائرتين مسيرتين ملغومتين، لدى اقترابهما من قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية غربي بغداد.
وعلى الرغم من إعلان نهاية تنظيم «داعش» الإرهابي والقضاء عليه نهاية عام 2017، عاود الظهور ليهدد منظومة الأمن في العراق رغم الضربات المتلاحقة، إذ لا تزال جريمة قطع رأس مدير جوازات الأعظمية ببغداد العقيد ياسر الجوراني، على يد «داعش»، تتفاعل، محدثة غضبًا شعبيًّا عارمًا في العراق، وطالب رواد الشبكات والمنصات الاجتماعية، بعدم مرور هذه الحادثة مرور الكرام، وجعلها مناسبة لوضع حد لبوادر عودة خطر «داعش» وتصاعد وتيرة عملياته الإرهابية في بلاد الرافدين.
ومن جهته دعا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى تكثيف الجهد الاستخباري للقضاء على «داعش» بعد بث التنظيم مقطع فيديو لعملية قتل الضابط العراقي.
ونشر التنظيم الإرهابي، مقطع فيديو يظهر ذبح الضابط في وزارة الداخلية العراقية بعد اختطافه قبل أسبوع في ديالى، شرقي البلاد، بعدما قامت عناصر التنظيم باختطافه إلى جانب ثلاثة من أصدقائه، عندما كانوا في رحلة صيد برية قبل أسبوعين عند بحيرة حمرين في محيط قضاء خانقين.
ويشير خبراء أمن في لندن، إلى أن تقديرات الحكومة العراقية، تؤكد وجود نحو 3.500 من عناصر التنظيم في العراق، وربما 4000 في سوريا، وإنه لم يعد بإمكان «داعش» تنفيذ عمليات كبيرة، ولكن عمليات من نوعية محدودة، في الغالب يتم تنفيذها من قبل مجموعات صغيرة متحركة لا تضم في العادة أكثر من 10 أشخاص.
ويرى «بيتر نويمان» أستاذ الدراسات الأمنية في المعهد الملكي بلندن، أنه لا يوجد دافع لوقف التحذيرات من التنظيم الإرهابي، لأنه في أماكن أخرى مثلًا في أوروبا لا يزال ناشطًا، إلا أنه غير أسلوبه، فهو في الحقيقة ليس مستعدًا في الوقت الحاضر لعمليات كبيرة، كما لا يمكن له على غرار ما قبل خمس سنوات أن يعول على أعضاء مكونين عسكريًّا ولهم تجربة قتال ملموسة.





