يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

حصاد 2021.. الإرهاب في أوروبا يتراجع نسبيًّا بفضل الرقابة والقوانين الصارمة

الأربعاء 29/ديسمبر/2021 - 05:53 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
شهدت قارة أوروبا العديد من العمليات الإرهابية على مدار العام الجاري 2021، تنوعت بين هجمات «داعش» الإرهابية واليمين المتطرف رغم الاستراتيجيات المتنوعة التي اتخذتها دول القارة العجوز لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومنع واكتشاف التهديدات المختلطة، حيث زادت مرونة البنية التحتية الحيوية والتدابير الأمنية لتعزيز الأمن السيبراني.

حصاد 2021.. الإرهاب
ففي ألمانيا وقعت حادثة طعن على متن قطار في ولاية بافاريا – جنوب شرق ألمانيا، خلفت 3 إصابات، على يد لاجئ سوري يعاني اضطرابًا نفسيًّا، في 6 نوفمبر 2021، وأكتوبر 2021 قتل 3 أشخاص وأصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة في هجوم شهدته مدينة فورتسبورج جنوبي ألمانيا، ونفذه صومالي مسلح بسكين.

كما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية تعرض المسلمين والمساجد في ألمانيا إلى نحو 212 هجومًا من قبل اليمين المتطرف، وذلك بعد ارتفاع الأشخاص المنتمين للتيار اليميني المتطرف بنسبة 3.8%، وبلغ عددهم 33 ألفًا و300 شخص. 

تراجع أعمال العنف يعود إلى جهود ألمانيا في محاربة التطرف والإرهاب من خلال وضع بعض المنظمات والجمعيات تحت المراقبة والبعض الآخر تم حظرها، كما نجحت الاستخبارات الألمانية في تفكيك خلايا متطرفة قبل تنفيذها عمليات إرهابية، كما شنت الأجهزة الأمنية حملات ومداهمات ضد مساجد ومنظمات ومراكز تابعة لتيارات الإسلام السياسي، وأصدر البرلمان الألماني توصيات وتشريعات لتقويض تيار الإسلام السياسي بعد اكتشافهم بولاية بادن فورتمبيرج إدارة تنظيم الإخوان لـ«مخطط» سيرة لزرع الإيديولوجية المتطرفة داخل عقول الأطفال والمراهقين من خلال دورات تدريبية.

شهدت السويد العديد من العمليات الإرهابية خلال عام 2021 أبرزها طعن شخص عدة أفراد بسكين جنوب السويد، على يد أفغاني معروف لدى الشرطة بسبب ارتكابه عدة مخالفات، كما كشفت إحصائية رسمية تزايد التطرف الإسلاموي في السويد بشكل مطرد، حيث قبل عشر سنوات كان هناك نحو 200 شخص مؤيد للعنف، والآن هناك نحو 2000، فضلًا عن تزايد تهديدات اليمين المتطرف الرافضين للجاليات الإسلامية، وأبرزها جماعة الهوية، وحزب البديل الجديد، وحركة المقاومة الاسكندنافية ذات الطبيعة القتالية المتشددة، وفي سبيل ذلك خصصت الحكومة السويدية 440 مليون كرونة سويدية نحو 40 مليون دولار لمنع التهديدات السيبرانية، 

  وفي سويسرا أكد جهاز المخابرات السويسري أن هناك 100 شخص ممن يعتنقون الفكر الجهادى يمثّلون خطرًا، وبلغ عددهم وفق آخر إحصاء نحو 550 شخصًا مما يهدد الأمن القومي لذا أتخذت العديد من الإجراءات لمواجهة التهديدات إذ أقرت قانونًا جديدًا لمواجهة الإرهاب والتطرف يسمح بتوسيع دائرة الاشتباه ومراقبة مصادر التمويل، واتخذت العديد من الإجراءات الاستباقية والوقائية لمكافحة الإرهاب عبر إنشاء قاعدة قانونية تمكن الشرطة من مواجهة الإرهاب المحتمل، كما تعمل الحكومة السويسرية على تعزيز التعاون بين الوحدات الوطنية والكانتونات وتحسين التواصل، كما تعتزم القيام بتعديل قانوني لتمديد مراقبة أجهزة الكمبيوتر والخدمات البريدية.


حصاد 2021.. الإرهاب
وفي سياق متصل عانت هولندا خلال عام 2021 من العمليات الإرهابية إذ ضربت البلاد سلسلة هجمات طعنًا في أمستردام أدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح، كما أحبطت الشرطة محاولة الهجوم على عناصر يهودية والشواذ من أصحاب الميول الشاذة ونجحت أجهزة الأمن في رصد عددٍ من المواقع الجهادية التي ازدادت بشكل كبير وتعمل على استقطاب الشباب ومحاولة تجنيدهم، ولاسيما بين الجاليات المسلمة.

تهديدات العناصر الإسلامية المنتمية لتيار الإسلام السياسي ليست الوحيدة إذ تنامت جرائم اليمين المتطرف، إذ ألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 37 عامًا للاشتباه في قيامه بالتخطيط لعملية إرهابية في مركز تطعيم ضد فيروس كورونا في 18 مارس 2021، كما أضرم شخص أربعيني النار في مسجد قيد الإنشاء في مدينة خاودا، غربي هولندا.

المخابرات الهولندية، اتخذت عددًا من الإجراءات لمواجهة التطرف المحلي ومنع المواطنين الهولنديين من أن يصبحوا مقاتلين أجانب أو من العودة إلى هولندا بعد المشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية، عبر معرفة الهجمات المحتملة من خلال المراقبة ومنع المتطرفين لحماية الأفراد والممتلكات.

 في السياق ذاته عانت بلجيكا كثيرًا من أنشطة الجماعات المتطرفة، تنظيم القاعدة وداعش والنصرة وغيرها إلى جانب الإسلام السياسي بكل أنواعه، الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس وغيرها، مما دفع الحكومة البلجيكية الى إعادة سياساتها وقوانينها تجاه الجماعات الإسلاموية وبالفعل نجحت بذلك بعد فرض الرقابة الشديدة وسد الثغرات وتدريب الجيش والشرطة على إمكانية الرد السريع على الهجمات الإرهابية خاصة الذئاب المنفردة، وذلك إثر تداعيات هجوم مطار بروكسل عام 2016 الذي يعد من أكبر المنعطفات في تاريخ بلجيكا.

يشكل تيار اليمين المتطرف تهديدًا كبيرًا على استقرار بلجيكا إذ أنهم يبدون إعجابهم بالنازية، ويتبنون العنف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت والدعاية لكسب مؤيدين جدد، لذا أجرت السلطات البلجيكية، عدة عمليات تفتيش فى 3 ثكنات عسكرية بلجيكية، وكذلك فى منازل عدد من الجنود، فى سياق قضية التحريض على أعمال إرهابية متعلقة بالإرهاب اليميني المتطرف، وذلك عقب التهديدات الموجهة ضد خبير مشهور في فيروس كورونا من قبل جندي هارب خلال شهر مايو 2021 لديه معتقدات يمينية متطرفة قلق السلطات في بلجيكا التي تشعر بالقلق من أنه يمتلك أسلحة ثقيلة، بما في ذلك الصواريخ.
"