يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

متلازمة إدمان الفشل.. مشاركة إخوان الجزائر في انتخابات المحليات

الجمعة 26/نوفمبر/2021 - 04:33 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة
سقوط تِلو الآخر، منذ انتبهت الشعوب العربية لخطر جماعة الإخوان على الأمن القومي، وبات مصير مشاركة الأحزاب والجمعيات المنتمية للإخوان في جميع الاستحقاقات الانتخابية هو الفشل.


متلازمة إدمان الفشل..
الحالة الجزائرية لا تزال شاهدة على الرفض الشعبي لجماعة الاخوان في كل الانتخابات الماضية، بيد أن حزب «حركة مجتمع السلم»، المعروف اختصارًا بـ«حمس»، الذراع السياسية للجماعة في الجزائر، يعتزم المشاركة في انتخابات المحليات المقرر لها 17 نوفمبر الجاري.

وعن دوافع الحزب، يقول عبدالرزاق مقري، رئيس «حمس» إن الانتخابات المحلية المرتقبة تمثل فرصة لفرض النفس محليَّا.

تلك المحاولات التي يسعى إليها أكبر حزب ذي مرجعية إسلامية في الجزائر، يتطلع من خلالها إلى إعادة بناء الحركة الإخوانية، من خلال السيطرة على أغلبية المجالس المحلية ومن ثمّ تحقيق مكاسب على مستوى أكبر.

واستبقت «حمس» إجراء الانتخابات بسيناريوهات التضييق والتزوير المعتمدة داخل الجماعة، إذ زعم الحزب أن هناك انتهاكات وتجاوزات في حق المترشحين، وأن استقراء حالات الإقصاء من الترشح، تؤكد أنها سياسةٌ ممنهجة تستهدف العناصر التنافسية، وهو ما يمثل – حسب الحركة– نوعًا من التزوير المسبق والتحكُّم في نتائج الانتخابات.

ادعاءات حمس

قبيل الانتخابات، استبعدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، ملفات المترشحين من كل الأحزاب والقوائم غير المطابقة للشروط، بعد أن توصلت إلى قناعات بشأن قوائم تضم مرشحين لا يستوفون بعض الشروط المتضمنة في القانون، لذلك كانت قراراتها رفض كل الأسماء المشبوهة التي تشكّل خطرًا على الأمن العام والانتماء إلى جماعات إرهابية.

وانزعج «مقري» من تهمة الإرهاب التي ألصقت بمرشحيه للانتخابات المحلية، أو بعبارة أدق، لبعض الأسماء التي وافق عليها ضمن قوائم أعدتها قواعد حزبه في بعض المحافظات؛ لذلك اتهم جهات أمنية لم يسمها بالوقوف وراء عملية إقصاء مترشحين من حركة حمس، وأن هناك تسييرًا أمنيًّا للعملية الانتخابية.


متلازمة إدمان الفشل..
تبرير عجز الحزب

بحسب الباحث الجزائري، مصطفى حفيظ، اعتادت «حمس» توجيه اتهامات مباشرة للسلطة بالتلاعب في نتائج الانتخابات والتزوير؛ لتبرير عجز الحزب عن تحقيق الأغلبية التي كان يروج لها قبل الانتخابات، وفي لعبة السياسة، الجميع يلعب على التصريحات والحرب النفسية من أجل كسب المعركة النهائية لكن هذه المرّة لا تبدو النتائج المنتظرة في صالح هذا الحزب.

وأوضح في دراسة بعنوان؛ «بعد نظرائهم في تونس والمغرب ... إخوان الجزائر وبداية السقوط»، نُشرت في أكتوبر الماضي، ببوابة أفريقيا الإخبارية المغاربية، أن رفض ملفات ترشيح نواب عن الحركة بتهمة الإرهاب يعني أن هذا الحزب الاخواني كان يخطط فعلًا للسيطرة على المجالس المنتخبة في الولايات والبلديات كي يمارس سلطته عليها بعدما فشل في تحقيق هدفه في البرلمان.

وعن شعبية الحركة وسط الجزائريين، يؤكد الباحث الجزائري أن الواقع أثبت عكس ذلك، خاصة مع استمرار اهتزاز صورة الإخوان مغاربيًّا بعد تونس، والمغرب، يضاف إلى هذا، تراجع ثقة الجزائريين بالسياسيين عمومًا، وبالعملية الانتخابية بشكل خاص، مضيفًا: ربما تكون السلطة في الجزائر رأت أن الوقت قد حان كي تبعد الإسلاميين عن الساحة السياسية.

الكلمات المفتاحية

"