هذا ما أنجزته «طالبان».. الجوع والمرض يفتك بالأفغان مع اقتراب فصل الشتاء
الأحد 14/نوفمبر/2021 - 10:35 م
أحمد عادل
مع دخول فصل الشتاء، تعيش أفغانستان، بوادر أزمة كبيرة، بعد منع عدد كبير من الدول المانحة المعونات، نظرًا لعدم اعترافهم بالحكومة التي شكلتها حركة طالبان التي استولت على حكم البلاد في منتصف أغسطس 2021.
وفي إقليم وردك، على بعد 50 ميلًا من
العاصمة كابل، يحتشد الآلاف على أمل الحصول على الدقيق في مركز رسمي لتوزيع
الغذاء تابع لبرنامج الأغذية العالمي، هذا البرنامج الذى يواجه مهمة
زيادة المساعدات، التي ينتظرها 22 مليون محتاج.
ويقول
المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي «ديفيد بيزلي» إن الوضع يدعو
للقلق، مضيفا: «الوضع على درجة كبيرة من السوء. نحن الآن نواجه أسوأ أزمة
إنسانية في العالم. 95 في المائة من الناس لا يحصلون على الغذاء الكافي،
ويواجه 23 مليون شخص خطر المجاعة. الأوضاع ستكون كارثية في الشهور الستة
المقبلة. ستكون جحيمًا على الأرض».
ووجه «بيزلي» نداء للحكومات أن تهب للمساعدة، قائلا: «إلى زعماء العالم، إلى
المليارديرات: تصور أن طفلتك الصغيرة، طفلك الصغير، أو حفيدك، على وشك أن
يموت جوعًا. ستفعل كل ما باستطاعتك لإنقاذهم، الآن هناك ثروات تقدر بـ400
تريليون دولار في العالم، عار علينا أن ندع طفلًا يموت جوعًا. لا يهم أين
يموت هذا الطفل!»
وفي
أكتوبر 2021، حذرت منظمات أممية من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان، ما
يقدر بنحو 22.8 مليون نسمة، سيعانون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي بداية
نوفمبر الجاري.
ولفت
تقرير تم إعداده بواسطة منظمة الأغذية والزراعة «فاو» وبرنامج الأغذية
العالمي إلى أن التداعيات المجتمعة للجفاف والصراع وفيروس كورونا والأزمة
الاقتصادية، أثرت بشدة على حياة الناس وسبل عيشهم وإمكانية الوصول إلى
الغذاء.
وقال
ديفيد بيزلي: «أفغانستان الآن من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
-إن لم تكن الأسوأ- وقد انهار الأمن الغذائي تقريبًا»، «في الشتاء المقبل،
سيضطر ملايين الأفغان إلى الاختيار بين الهجرة والمجاعة ما لم نتمكن من
زيادة مساعدتنا المنقذة للحياة... العد التنازلي للكارثة مستمر».
من
جهته قال «شو دونيو» المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو»: «من
الضروري أن نتصرف بفعالية لتسريع توصيل المساعدات وزيادتها قبل أن يؤدي فصل
الشتاء إلى الحيلولة دون الوصول إلى مناطق في البلاد، حيث يعاني ملايين
الأشخاص.. من الجوع في الشتاء القارس».
ويواجه
الأطفال في أفغانستان شبح الجوع الذي أصبح يهدد حياة الملايين منهم بعد أن
فتك ببعضهم، فيما حذرت مصادر محلية ودولية من أن الأطفال في هذا البلد
يموتون جوعًا.
وذكر
مدير الصحة العامة في إقليم غور المتأثر بالوضع الملا محمد أحمدي، أن 17
طفلًا على الأقل من بين الذين وصلوا إلى المستشفى لقوا حتفهم بسبب سوء
التغذية في الأشهر الستة الماضية. وتم علاج ما يقرب من 300 من آثار الجوع.
وحذرت
الأمم المتحدة من أنه بحلول نهاية العام سيحتاج مليون طفل أفغاني دون سن
الخامسة إلى العلاج من «سوء التغذية الحاد» الذي يهدد حياتهم، بينما سيعاني
3.3 ملايين آخرين من «سوء التغذية الشديد».





