ad a b
ad ad ad

كيف استغلت الجماعات الإرهابية العملات الرقمية في تمويل أنشطتها

الأحد 07/نوفمبر/2021 - 01:33 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
أصبحت العملات الرقمية، من مصادر تمويل الإرهاب الرئيسية في العالم، لاسيما بعد  أن سمح تنظيم "داعش" الإرهابي باستخدام عملة "بيتكوين"، لجمع التبرعات والإسهام في دعم العمليات التي ينفذها مسلحوه حول العالم، وذلك لأن محاولة تعقب هذه العملات أمر في غاية الصعوبة والتعقيد .


كيف استغلت الجماعات
أدركت التنظيمات المتطرفة أهمية شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي واعتبرتها منفذ مأمونا لنشر وتنفيذ مشروعها الأيدولوجي بعد إقرارها بفشل عمل التنظيمات السرية والتجنيد المباشر فى ظل الملاحقات الأمنية.

وأكدت‭ ‬مؤسسة‭ ‬«تشيناليسيس»‭ ‬البحثية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن تنظيم داعش يحصد ملايين الدولارات ‬من‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة‭ ، ‬ما يهدد الأمن العالمي بسبب تصاعد العمليات الإرهابية، إذ شكلت البتكوين ومعها باقي العملات الرقمية ملاذا آمنا للإرهابيين، لأنها تضمن عدم كشف هوية البائع والمشتري.

ومنذ مطلع عام 2010، التي بدأ فيها تطور سوق البتكوين، دأبت الحركات الإرهابية على استعمال مختلف تطبيقات بيع وشراء العملات الرقمية عبر العالم، لتمويل العمليات، وذلك بعيدًا عن القنوات المالية البنكية التقليدية المراقبة دوليا.

كيف استغلت الجماعات

فعلى سبيل المثال، اندلعت قضية Digycode وKeplerk في فرنسا بشهر سبتمبر 2020، بعد توقيف 29 شخصا بسبب الاشتباه في مشاركتهم في شبكة لتمويل تنظيم داعش عن طريق شراء قسائم بتكوين، عبر تطبيقات تيلجرام وواتساب، وبعد تحريات الجهات الفرنسية، تبين الأمر أن قسيمة البتكوين المرسلة إلى عائلات اللاجئين، يتم استعمالها من طرف عناصر داعش الذين يقومون بتحويل البتكوين إلى الدولار في تركيا.

وظهر ذلك جليا بين عامي 2015 و2017 في عمليات الذئاب المنفردة لتنظيم "داعش"، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للحث على ارتكاب العمليات الإرهابية في أوروبا وتبادل الصور والأفلام الخاصة بالتنظيم، الأمر الذي أرق الأمم المتحدة ودفع مسئوليها لمناقشة الأزمة مؤخرا بمزيد من القلق.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى تصريحات صحفية أن الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ليست موجودة على الأرض فقط بل أصبحت بشكل متزايد على شبكة الإنترنت، إذ يستغل الإرهابيون وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل المشفرة والشبكة الإلكترونية المظلمة لنشر الدعاية وتجنيد الأعضاء وتنسيق الهجمات هذا تحدي معقد وغير مسبوق للإرهاب الذي بات يهدد كل دول العالم.

ونظرا لأهمية العملات الرقمية أفتى تنظيم "داعش" بجواز التعامل بها لتسيير عملياته الإرهابية، وأصدر وثيقة إلكترونية باللغة الإنجليزية حملت عنوان البيتكوين وصدقات الجهاد، حدد فيها الأحكام الشرعية لاستعمال العملة الرقمية، لتمويل نشاطهم والتغلب على الأنظمة المالية العالمية التي وصفها البيان بالكافرة، حيث يواجه المتبرع المتعاطف مع التنظيم صعوبات في التحويل لشخص قد يكون موضوعا على لائحة الإرهابيين والمطلوبين.

وتضمنت مواقع "داعش" فى الويب، إعلانات للتبرع لعمليات ارهابية فيظهر على الصفحة الرئيسية لموقع الاخبار التابع للتنظيم اعلان بعنوان "تمويل المعركة الإسلامية من هنا" بالعربية والإنجليزية معا، وبالضغط على الإعلان نتحول لصفحة صندوق الكفاح الإسلامي للتبرع بعملات إلكترونية من خلال عنوان إلكتروني خاص بالمعاملات المالية.

تمكن تنظيم "داعش" من جمع التبرعات المالية وإرسال واستقبال الأموال في مناخ آمن وذلك عن طريق الإنترنت المظلم أو ما يسمى Deep web "الويب المظلم"، وهى شبكة لا تعتمد على  المتصفحات العادية بل تسخر أنظمة معقدة يصعب على الانظمة الاستخباراتية تعقبها،  ويستغل التنظيم هذا النظام  لشراء السلع الممنوع تداولها بين الأفراد كالأسلحة والمعدات العسكرية وجوازات السفر المزيفة باستخدام عملة البيتكوين.

العالم الرقمى وأدواته المتطورة والأمنة عزز قدرة داعش على ترويج أفكاره المتطرفة وتجنيد الشباب ليكونوا جزء من مخطط الذئاب المنفردة بسهولة لتنفيذ العمليات الإرهابية من غرفهم، وخاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنيا كالتليجرام، وخاصة أنها تمتلك عناصر متخصصة في مجال التكنولوجيا، ما يجعل الأجهزة الاستخباراتية مطالبة ببذل جهود أكثر لتكون على قدر عالي من الحرفية في التعامل مع تلك الوسائل ومجابهة التنظيم إلكترونيا بتطبيقات تصنع ثغرات في عالمهم الافتراضي المظلم، مع مراقبة التعاملات الرقمية لمنع الدعم اللوجستى لتلك التنظيمات الإرهابية.
"