ad a b
ad ad ad

غير مقيدين ولا مراقبين.. داعش يرمي شباك التجنيد لاصطياد المسلمين الجدد في أوروبا

الأحد 17/أكتوبر/2021 - 06:14 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

جدّد الحادث الإرهابي الذي شهدته النرويج، الأربعاء 13 أكتوبر، المخاوف الأوروبية من استغلال شبكات التجنيد التابعة لتنظيم داعش، لحديثي الإسلام وإقناعهم بالأفكار المتطرفة ثم الدفع بهم إلى العواصم الأوروبية لتنفيذ هجمات إرهابية على طريقة الذئاب المنفردة، إذ أفادت الشرطة أن منفذ الحادث الذي وقع في بلدة كونجسبيرج جنوب غربي العاصمة أوسلو، تحول إلى الإسلام قبل فترة، وكانت هناك مخاوف من أنه أصبح متطرفًا.


غير مقيدين


المسلمون الجُدد في النرويج ليسوا جميعًا مقيدين بالمراكز الإسلامية أو المساجد الكبرى والجمعيات المعنية بأمورهم؛ لذلك فإن عددًا كبيرًا منهم لا يتم أخذهم بعين الاعتبار سواء  من الناحية العددية في وسائل الإعلام، أو من ناحية تقديم صحيح الدين لهم وحمايتهم من الاستقطاب.


عامة، تستهدف الجماعات المتطرفة حديثي الإسلام لأسباب عدة، منها: بحثه عن مقاتلين لهم سجلات نظيفة، ولم يسبق لهم الانضمام لجماعات، من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعي، التي مثلت أهم موارد التجنيد الإلكتروني.


وعن ظاهرة جذب حديثي الإسلام لتنظيم داعش، قال جمال حجاج، إمام أحد المساجد في أوروبا: إن حديثي العهد بالإسلام أكثر عرضة للوقوع تحت تأثير الجماعات المتشددة، فهؤلاء يسهل اجتذابهم؛ لأنهم ما زالوا لم يفهموا الإسلام، لافتًا إلى أن بعضهم يعاني من مشاكل نفسية، ويكون في حالة تخبط، بالتالي يسهل استقطابه.


وأضاف، حين نقدم الدروس الدينية لمن يعتنقون الإسلام، يكون هناك أشخاص منتمون لتيارات الإسلام السياسي في الخارج ينتظرون، ويؤثر كلامهم على من يأتون لتلقي الدروس الدينية.


وبحسب مجلس هيئة علماء المسلمين، يُقدر نصف عناصر تنظيم داعش الإرهابي من المسلمين الجدد بالغرب، الذين تسلل إليهم الإسلام السياسي، الذين يثيرون اليمين المتطرف، ويسعدون بردة فعله؛ من أجل أن يكون هناك صدام وصراع حضاري بين الإسلام والغرب؛ لأنه لا يعيش إلا في هذه البيئة، فمشروعه هو الصدام والصراع والعمل الإرهابي والعنف في كل مكان، واختزال الإسلام في مشروع سياسي فقط، بينما الشأن الإسلامي الصرف، يفترض أن يكون مجردًا من أي توظيف سياسي، ومن أي مفاهيم خاطئة حول الإسلام.


متطرفون جدد

ومن أبرز الأسماء التي حللت ظاهرة ارتباط المسلمون الجدد بالتطرف، موبين شيخ، وهو متطرف مسلم سابق وخبير في مكافحة الإرهاب حاليًّا، قال إن تنظيم  داعش في أيامه الأولى كان يمنح مكافآت وعلاوات للقائمين على عمليات التجنيد في حالة قدرتهم على تجنيد نساء؛ وكانت هناك وحدات مخصصة لتجنيد النساء الغربيات واستخدامهن في الدعاية، لاسيما في استهداف المتحولين إلى الإسلام.


وتابع: معظم هؤلاء الشباب لم يتحولوا إلى الإسلام، ولكنهم تحولوا إلى التطرف، لذلك ينبغي على أسرهم أن تكون يقظة وتدرك ما الذي يتحولون إليه ومن الذين يستقبلونهم في بداية رحلتهم تلك، أهم السلفيون أم السنيون أم الصوفيون.


ويرى «شيخ» أيضًا أن هذا ليس كافيًا، لأنهم مضوا في طريق التطرف والإرهاب بالفعل، كما أن معظمهم معروفون لدى الشرطة، متسائلًا عن الذين يتولون الدعوة في الغرب ودورهم في مواجهة الأفكار المغلوطة التي حذر منها الأزهر، ودعا مرارًا لضبط لغة الخطاب الإسلامي في الغرب والتأكد من أن الإسلام الذي يقدم لهذا الجمهور هو الإسلام الحقيقي بعيدًا عن تشويش المحرفين أو استغلال المتطرفين.

"