ad a b
ad ad ad

الاتجاه شرقًا.. قراءة في دلالات انضمام طهران لمنظمة شنغهاي

الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 11:41 ص
المرجع
اسلام محمد
طباعة

جاء انضمام طهران لمنظمة شنغهاي للتعاون بعد موافقة أعضائها بالإجماع ليعزز من سياسة الاتجاه شرقًا التي اعتمدها المرشد علي خامنئي لدعم علاقات بلاده مع الصين وروسيا، وقد تأسست المنظمة في عام 2001 كمنظمة حكومية دولية مكرسة لمعالجة المسائل السياسية والاقتصادية والأمنية ودعم التعاون بين أعضائها، وتضم في عضويتها الصين وروسيا والهند وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.


وتضم المنظمة حوالي 44 في المائة من سكان العالم، وأربع قوى نووية أي نصف القوى النووية العالمية، ونحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يدل على أهميتها الاستراتيجية.


وقد بالغت وسائل الإعلام الإيرانية في تصوير الانضمام على أنه نصر تاريخي للرئيس الجديد ابراهيم رئيسي الذي أنجز ما أخفق الرؤساء قبله فيه خاتمي ونجاد وروحاني، بينما جاء هذا القرار من موسكو التي ظلت طوال 16 عامًا تعترض على ضم طهران للمنظمة، ووافقت أخيرًا في القمة التي استضافتها العاصمة الطاجيكية دوشنبه، وهو الأمر الذي قد يستغرق أكثر من 5 سنوات لتفعيله بشكل كامل.


كما بالغت الصحافة الإيرانية في الاحتفاء بتعهدات الروس بالتعاون لمساعدة إيران في حل أزمتها المصرفية دون تقديم مثال واضح على كيفية مساهمة موسكو في تخفيف وطأة العقوبات الدولية على إيران مع العلم بأن الطريق التجاري المسمى «فولجا- قزوين» الذي من المفترض أن يساعد طهران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية لم يتم تفعيله على أرض الواقع.


وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت إيران والصين شراكة استراتيجية مدتها 25 عامًا تشمل استثمارات صينية بمليارات الدولارات في مشاريع إيرانية في مجال الطاقة والبنية التحتية.


وتعمل إيران على تحسين علاقتها مع القوة الرئيسية الأخرى في منظمة شنغهاي وعلى الأخص روسيا، وتوافق الطرفان على إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع بكين أواخر العام الجاري أو أوائل العام المقبل في تكرار للمناورات بحرية ثلاثية في المحيط الهندي وخليج عمان أواخر عام 2019.


وقد يكون الأمر مجرد مسألة وقت حتى تبني إيران أو تحصل بمساعدة روسية وصينية على أسلحة متقدمة، ويمكن لتلك الشراكة أن تزود الإيرانيين بقدرات دفاع جوي أكثر قوة وأنظمة صاروخية وقدرات حربية إلكترونية.


وتدل موافقة دول المنظمة على وجود اعتقاد بقرب إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأمريكية، ذلك أن دول المنظمة لن تتمكن من إجراء تعاملات اقتصادية مع دول خاضعة للقيود الدولية، وقد وافقت موسكو وبكين على قبول عضوية طهران في إطار الحرب الباردة مع واشنطن لا سيما الشراكة الأمنية «أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا للتعاون في منطقة المحيطين الهادي والهندي.

الكلمات المفتاحية

"