القتل على «الهوية الموسيقية».. «طالبان» تتربص بالفنون في أفغانستان
الثلاثاء 07/سبتمبر/2021 - 08:15 م
أحمد عادل
تزداد وحشية حركة طالبان في أفغانستان، بعد إعلان سيطرتها على البلاد في 15 أغسطس 2021، وتصاعدت ممارسات الحركة في وضع القيود والمحاذير المختلفة على الشعب الأفغاني، في كل مناحى الحياة ومن ضمنها الحق في الترفيه.
المطرب الشعبي فؤاد أندرابي
القتل على الهوية الفنية
ونشر وزير الداخلية الأفغاني السابق، مسعود أندرابي، تغريدة جديدة له، على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، السبت 28 أغسطس 2021، قال فيها: «تستمر وحشية طالبان في أندراب، حيث قتلوا بوحشية المطرب الشعبي فؤاد أندرابي الذي كان يجلب الفرح لهذا الوادي وأهله».
وكانت تقارير صحفية، أكدت مقتل المغني الشعبي فؤاد أندرابي في ولاية بغلان شمال شرقي أفغانستان علي يد مسلحي «طالبان».
وأكد مصدر بالولاية، أن المسلحين أخرجوا المغني الشعبي فواد أندرابي من منزله عنوة وقتلوه.
فيما نقلت قناة "Times Now" الهندية، عن نجل المغني القتيل، أن الحادث وقع السبت 28 أغسطس 2021، في قرية كيشناباد في منطقة أندراب التي شهدت مؤخرًا مواجهات بين حركة طالبان والتحالف الشمالي المعارض له الذي يحتفظ بسيطرته على ولاية بنجشير.
ووفقًا لوكالة «سبوتنيك» الإخبارية الروسية، أعلنت حركة طالبان، في 26 أغسطس 2021، أنها تعتزم حظر الموسيقى علنًا داخل أفغانستان بعد فرض سيطرتها عليها، وذلك لأنها تعتبرها غير إسلامية.
أكد ذلك المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لكنه حاول التأكيد على أن الحركة تغيرت منذ تشكيل الحكومة الأولى، معربًا عن أمله في إقناع الناس بالالتزام بالقانون الجديد الخاص بحظر الموسيقى بدلًا من إجبارهم على ذلك.
وقال «مجاهد في تصريحاته: «الموسيقى محرمة في الإسلام، لكننا نأمل أن نتمكن من إقناع الناس بعدم القيام بمثل هذه الأشياء، بدلًا من الضغط عليهم».
السماح بالغناء الديني
كان حظر الموسيقى من بين القواعد الصارمة لحركة «طالبان» في تسعينيات القرن الماضي، عندما تم منع معظم أشكال الموسيقى، باستثناء الغناء الديني.
وسمحت «طالبان» بالغناء الديني خلال حكومتهم السابقة، لكنهم اعتبروا أن أشكال الموسيقى الأخرى هي تشتيت للانتباه الذي من الممكن أن يحفز الأفكار غير النقية.
وبحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية، توقفت محطات الإذاعة والتلفزيون في أفغانستان عن بث الموسيقى باستثناء الأغاني الدينية الاسلامية، لكن لم يعرف ما إذا كان هذا الإجراء سببه أوامر من «طالبان» أو الرقابة الذاتية لتجنب مشكلات محتملة مع الحركة .
شهدت أفغانستان انتشار الموسيقى بعد الإطاحة بطالبان عام 2001، لكن سرعان ما انتهت سنوات الفرح والحرية مع استيلاء الحركة على مقاليد الحكم، وتحريمها الموسيقى.
حياة الموسيقيين في خطر
يقول رئيس المعهد الموسيقي الوطني في كابول، أحمد ناصر سرمست، إنّ المعهد الأفغاني أغلق أبوابه في وجه التلاميذ والعاملين بعد سيطرة «طالبان» على كابول، محذرًا من أنّ حياة الموسيقيين في خطر.
وأضاف «سرمست»، فى تصريح لوكالة «أسوشيتد برس»، الثلاثاء 24 أغسطس 2021: «أنا محطّم القلب».
وعن عودة «طالبان» إلى السلطة، قال: «كان الأمر غير متوقع للغاية ولا يمكن التنبؤ به، لدرجة أنه كان بمثابة انفجار فاجأ الجميع».
وأبدى «سرمست» خوفه الشديد على طلابه البالغ عددهم 350، وأعضاء هيئة التدريس البالغ عددهم 90، وقد اختبأ العديد منهم بالفعل، في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير عن قيام «طالبان» بالبحث عن خصومها من باب إلى باب.
وأضاف: «نحن جميعاً خائفون جدًا جدًا بشأن مستقبل الموسيقى، نحن خائفون جدًا بشأن فتياتنا وأعضاء هيئة التدريس لدينا»، وطلب عدم نشر تفاصيل إضافية حول الطلاب والمدرسة، لأنه لا يريد تعريضهم للخطر.
والمعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، أسّسه أحمد ناصر سرمست، في عام 2010 ويقدم تعليمًا يجمع الموسيقى الأفغانية والغربية.





