يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث في الشؤون الإيرانية: نظام الملالي يخشى من فوضى ما بعد خامنئي

الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 07:25 م
محمد عبادي، الباحث
محمد عبادي، الباحث في الشؤون الإيرانية
إسلام محمد
طباعة
يوضح، محمد عبادي، الباحث في الشؤون الإيرانية، في حواره مع «المرجع»، توجهات السياسة الخارجية لطهران في عهد الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، وما يستتبعها من تأثيرات إقليمية ودولية، في ظل تغير دفة الحكم، وترجيح كفة التيار المتشدد على حساب الإصلاحيين، فإلى نص الحوار:
باحث في الشؤون الإيرانية:
برأيك لماذا عيّن المرشد الإيراني، إبراهيم رئيسي في منصب رئيس الجمهورية؟

بالطبع، هنا تعيين لفظ دقيق، لأنّ عملية الانتخابات الإيرانية، كانت إجراءات تعيين المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي في منصب رئيس الجمهورية خلفًا لحسن روحاني، وكان الأمر أشبه بعملية ترقيّة لرئيسي من رئاسة السلطة القضائية إلى رئاسة السلطة التنفيذية.

لماذا رئيسي بالتحديد في هذا المنصب رغم الأزمة الدولية التي تعيشها طهران؟

تعيين رئيسي  في منصب رئيس الجمهورية، كان موجهًا للداخل أكثر منه للخارج، فالنظام الإيراني يتوقع رحيل خامنئي في أي وقت نظرا لتأخر حالته الصحيّة، وهنا النظام يخشى من فوضى ما بعد خامنئي، لذا كان تعيين رئيسي المتشدد وتلميذ خامنئي النجيب محاولة مبكرة لحفظ إرث الجمهورية الإسلاميّة وتماسك أجنحة النظام، خاصة الحرس الثوري والمرجعيّةـ، واعتقد أن النظام ما بعد خامنئي لا يتحمل اختلاف الأجنحة على غرار ما جرى بين الحرس الثوري من جهة وظريف وروحاني من الجهة الأخرى، لقد خرجت الخلافات إلى العلن.

لكن ماذا عن السياسة الخارجية في ظل الأوضاع المعقدة؟

هنا لا يمكن الحديث عن السياسة الخارجية الإيرانية دون التركيز على محدد مهم؛ وهو الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تدفع إلى تثوير الشعب والخروج في انتفاضات كبرى تهدف إلى إسقاط هذا النظام، لذا مهما كانت التصريحات الرنانة بالتهديد والوعيد من قبل الحكومة المتشددة الحالية، لابد أن نشهد مرونة في التعامل مع ملف الخارج، للخروج من حالة العزلة الدوليّة والأوضاع المتدهورة التي تعيشها البلاد، يساعد في ذلك السياسة المنفتحة للرئيس الأمريكي جو بايدن على إيران، وتبنيه المفاوضات بدلًا من العقوبات.

هل يعنى هذا أن إيران قد تتخلى عن دعم الميليشيات في المنطقة؟

هذا سؤال مهم، وهو واحد من أسباب تعثر المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي، طهران ترفض الاستجابة للمطلب الدولي، بمراجعة سياستها في المنطقة، وتصر على استكمال طريق دعم الميليشيات على خطى قاسم سليماني، وهذا بالمناسبة تصريحات رسمية لوزير الخارجية المرشح أمير عبداللهيان، الذي وعد بالسير على خطى سليماني، والقول الفصل في هذه النقطة إن انفتاح إيران على المفاوضات مع المجتمع الدولي لن يمنعها من دعم وكلائها في الإقليم، طهران تعتبر الميليشيات حائط الصد الأول، وغير مستعدة الآن للتخلي عنها.
باحث في الشؤون الإيرانية:
بالرغم من انفتاح إيران على المفاوضات لكنها تتخذ خطوات تصعيدية في المنطقة.. هل توافقنى الرأى؟

بالطبع هذا واقع لا يمكن إنكاره، ويمكن فهمه في سياق دفع إيران لقضية المفاوضات وبرنامجها النووي على طاولة الانتباه عنوة، فكلما تراخى المجتمع الدولي في التعامل مع ملف إيران، جاء التصعيد لحث الأطراف الدوليّة للإسراع في حل المعضلة الإيرانية، وهذا أمر خطير لكن إيران تجيد اللعب على حافة الهاويّة، فهي تتجاوز بهذا التصعيد ضغوط حلفاء واشنطن في الإقليم، الذين يرون في النظام الإيراني خطرًا على الأمن السلم الإقليمي والعالمي.

تشمل حكومة رئيسي عددًا من المسؤولين المطلوبين على قائمة الإرهاب، كيف تقيم هذه الخطوة؟

عندما يكون الرئيس الحالي متهمًا في قضية إبادة جماعية، وهنا نقصد إعدامات الثمانينيات الجماعية، والآن يُحاكم واحد من أعضائها الأربعة وهو حميد نوري في السويد، وهو أمر يطال إبراهيم رئيسي نفسه، لذا لا يكون الأمر مستغربًا عندما نرى نائب الرئيس الأول، ومدير مكتبه، ووزير داخليته، وغيرهم من أعضاء الحكومة مفروض عليهم عقوبات دوليّة. 

ماذا عن دول الإقليم في ظل موجات التصعيد القادمة من إيران؟

سيكون على دول المنطقة الرئيسة تبني إستراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لمواجهة الخطر الإيراني، ووضع تخوفاتهم على طاولة المفاوضات، وألا يمر أي اتفاق دون تضمين هذه التخوفات، وأخذ الضمانات الدولية الملزمة على طهران.

الكلمات المفتاحية

"