لاعبون تحت سيف «طالبان».. الرياضة الأفغانية بدأت عصر الظلام والمستقبل الأسود
الجمعة 03/سبتمبر/2021 - 08:31 م
أحمد عادل
تنتظر الرياضة الأفغانية، مصيرًا مجهولًا إزاء تطور الأوضاع الأمنية في البلاد، وسيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور في العاصمة كابول وأغلب المدن الأفغانية في 15 أغسطس 2021.
منتخب الكريكيت الأفغاني
منتخب الكريكيت الأفغاني
يواصل منتخب الكريكيت الأفغاني تحضيراته على ملعب كابول الدولي، وعلى الرغم من السكينة التي تسود أرجاء الملعب، لكنها لا تعكس حالة الهرج والمرج المسيطرة على البلاد، حيث تقاطر الأفغانيون بالآلاف إلى مطار كابول في محاولة اللجوء إلى أي بلد، وعقب سيطرة حركة طالبان على البلاد بأكملها، يواجه المنتخب الوطني صعوبة كبيرة في التركيز على الرياضة.
إذ قال الرامي «نافين الحق» عن زملائه خلال حديثه مع إذاعة بي بي سي «أرى الخوف في عيونهم، في أصواتهم، حتى في رسائلهم».
وتابع «الحق»، الموجود خارج البلاد، حيث يلعب ضمن الدوري الكاريبي الممتاز: «قالت طالبان إنها لن لن تزعج أي رياضي، لكن لا أحد يعلم».
يعتري اللاعبون الأفغان المحترفون في الخارج الخوف على زملائهم الموجودين في البلاد، وعلى سبيل المثال، لا تستطيع عائلة رشيد خان، أكبر نجوم منتخب أفغانستان للكريكيت، مغادرة البلاد، بحسب نجم إنكلترا السابق كيفن بيترسن، الذي تحدث معه خلال دورة في بريطانيا.
وقال بيترسن لقناة سكاي سبورتس: «جرت محادثة طويلة بيني وبينه حول الأمر، ووأضح أن خان ينتابه القلق، لا يستطيع إخراج عائلته من أفغانستان».
ومن العلامات الإيجابية القليلة هي نشر الإتحاد الأفغاني للعبة صورة لرئيسه المُعاد إنتخابه، في إشارة إلى أن اللعبة مستمرة رغم التحديات الجمّة.
ورغم الغموض الذي يلّف الأجواء، أكد اتحاد اللعبة أنّ المواجهة المرتقبة أمام باكستان والتي ستقام في سريلنكا ستبقى قائمة في موعدها.
وفي ظل إيقاف حركة الطيران الى خارج البلاد، قال مسؤول في اللعبة إنّ الفريق سينتقل الى باكستان عبر الحدود ومن ثمّ سيسافر من هناك.
زكية خودادادي
حلم يتبخر
يثير الوضع الجديد قلقًا كثيرًا من الرياضيات الأفغانيات على غرار «زكية خودادادي» التي دخلت تاريخ الرياضة الأفغانية. كان من المفترض أن تصبح «خودادادي» أول امرأة تمثل بلادها خلال الألعاب البارالمبية في طوكيو 2020
«إنها أول مرة تمثل فيه رياضية أفغانستان في الألعاب الأولمبية وأنا سعيدة لذلك» هذا ما صرحت به بطلة التايكوندو في 10 أغسطس خلال حوار في موقع اللجنة الدولية البارالمبية.
أما الآن وفي ظل سيطرة «طالبان» على الحكم، فإن الوفد الأفغاني لن يتنقل للمشاركة في الألعاب البارالمبية. وحسب الناطق باسم اللجنة الدولية البارالمبية كريغ سبنس، فإنه «بسبب الوضع السيئ الذي تمر به البلاد، تم إغلاق كل المطارات وسيكون من المستحيل (للوفد الأفغاني) الذهاب إلى طوكيو».
خاليدة بوبال
كرة القدم النسائية
وتشعر «خاليدة بوبال» بنفس المخاوف، وهي التي أطلقت سنة 2007 أول فريق وطني نسائي لكرة القدم في أفغانستان. وتعيش «بوبال» لاجئة في الدانمارك منذ 2016 بعد تلقيها تهديدات بالقتل، وتحدثت من هناك عن مخاوفها من الوضع الجديد في حوار مع وكالة أسوشيتد برس.
وتوضح «بوبال» أنها ترجت لاعبات البلاد الهرب ومغادرة منازلهن وعدم الوقوع في شباك جيرانهن الذين يريدون رؤيتهن في السجن.
«أشعر أن قلبي يتمزق لأنه بعد كل هذه الأعوام، عملنا لكي تظهر النساء في الواجهة، والآن أطلب من كل نساء أفغانستان التزام الصمت والاختفاء، حياتهن في خطر، معظمهن غادرن منازلهن للعيش مع أهاليهن والاختباء لأن جيرانهن يعرفون أنهن لاعبات كرة قدم، إنهن يشعرن بالخوف، عناصر طالبان في كل مكان، ويتحركون في كل مكان ما خلف حالة من الخوف».
بعد لعبها مع الفريق الوطني، اعتزلت خاليدة بوبال كرة القدم في 2011 واكتفت بترويج كرة القدم النسائية في بلادها، وهي مهمة تستمر فيها على الرغم من وجودها في المنفى بالدانمارك.
وفي ظل حكم طالبان، تتخوف «بوبال» أيضًا على السلامة الجسدية لمسؤولي كرة القدم الأفغان من الذين شجعوا النساء على ممارسة كرة القدم، وقالت: «نحن لاعبات كرة القدم كنا نريد تقديم وجه جديد لأفغانستان، والآن، تقتل النساء على الملاعب التي مارسنا عليها كرة القدم».
وتجد المخاوف على كرة القدم الأفغانية صدى في أوروبا. إذ تساءلت صحيفة ماركا الإسبانية الأربعاء 17 أغسطس في صفحتها الأولى عن مصير الرياضيات في حدث نادر بالنسبة لهذه الصحيفة الرياضية قائلة «ما مصير تلك اللاعبات؟».
عاشق ميسي
انتشرت منذ عدة سنوات صورة لطفل أفغاني يُدعى مرتضى أحمد وهو يرتدي قميصًا مصنوعًا من كيس بلاستيك باللونين الأبيض والسماوي المميزين للمنتخب الأرجنتيني وكتب على ظهره ميسي.
جذبت الصورة تعاطف الكثير من المتابعين حول العالم بسبب الظروف المادية التي يعاني منها الطفل وتفاعل النجم الأرجنتيني لونيل ميسي مع الطفل وأرسل له عددًا من الهدايا، كما دعاه رفقة أسرته لمقابلة في العاصمة القطرية الدوحة وهو ما تم بالفعل.
استهدفت حركة طالبان أسرة الطفل أثناء الهجوم على مدينة غازتي المعروفة بالأغلبية الشيعية وهو ما أجبرهم على الهروب وترك محتويات المنزل بما في ذلك قميص مرتضى الذي تلقاه من ميسي.





