ad a b
ad ad ad

محاولة اغتيال قيس سعيد.. تجربة قابلة للتكرار وسيناريوهات مفتوحة للعنف

الإثنين 23/أغسطس/2021 - 11:58 ص
قيس سعيد
قيس سعيد
سارة رشاد
طباعة

أيام وسيعاود المشهد التونسي الاشتعال على خلفية انتهاء مهلة الشهر التي حددها الرئيس التونسي لجملة الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها في 25 يوليو 2021، والمقرر إتمامها في الثلاثاء الموافق 24 أغسطس الجاري.


وبينما تتأهب حركة النهضة (الجناح الإخواني بتونس والمتضرر الأكبر من تجميد البرلمان) لرفع الحجة على الرئيس ضمن الحرب البارد القائمة بينهما، فجّر الرئيس المشهد بمعلومات جديدة تحمل في طياتها اتهامات جديدة للنهضة.


لا يخاف إلا الله

وفي معرض حديثه خلال مراسم التوقيع على اتفاقية توزيع مساعدات اجتماعية لفائدة العائلات الفقيرة تطرق سعيد إلى جماعات تصف نفسها بالإسلامية، لم يسميها، قائلًا: «أقول لهم أعرف ما تدبرون.. أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين، وبالرغم من محاولاتهم اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال والقتل والدماء.. سأنتقل شهيدًا إن مت اليوم أو غدًا إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين».


تعليق النهضة

وبسرعة لافتة كانت النهضة أول المعلقين على المعلومات التي كشفها الرئيس، إذ بادرت ببيان تجاهلت فيه التلميحات التي أشار إليها سعيد من كونها الواقفة وراء محاولات الاغتيال، مطالبة في بيان الأجهزة الأمنية والقضائية بـ«القيام بما يلزم»، للكشف عن المؤامرات التي تطرق إليها الرئيس.


وأشارت إلى أن الهدف من التحقيق هو طمأنة الرأي العام، وتحصين الأمن القومي التونسي، على حد تعبيرها، مستنكرة «تلك المؤامرات»، مؤكدة ضرورة «تنبيه عموم التونسيين إلى خطورتها وتداعياتها».


حرب التعليقات الباردة


ومن نفس المنطلق الذي تبنته الحركة في بيانها وهو الصعود على التلميحات إلى التعليقات الباردة، قال عضو مجلس شورى الحركة والناب البرلماني، سمير ديلو: إن هشاشة الأوضاع السياسية والاجتماعية وحتى النفسية في بلادنا تجعلها لا تتحمل مجرد الحديث عن مخططات لممارسة العنف أو القتل.


وزعم في تصريحات لوكالة «ألأناضول» التركية الداعمة للإسلاميين «أن يخطر في بال أحد استهداف رئيس الجمهورية فهذا ليس إجرامًا وإرهابًا فحسب، بل جنون»، محذرًا من أن توجيه هذه الاتهامات التي وصفها بالخطيرة، بغض النظر عن المقصود بها ومدى مصداقيتها، من شأنه أن يزيد توتر الأوضاع.


الباحث السياسي التونسي المقيم بفرنسا، نزار الجليدي، يرى أن حركة النهضة هي القوى السياسية الوحيدة التي علقت على تصريحات سعيد، معتبرًا أن في ذلك إقرار منها على وضوح الإشارة التي لوح بها الرئيس.


ولفت إلى أن الحركة تدرك أن لديها خلايا نائمة في الداخل التونسي والخارج، تحت مسمى الجهاز السري للحركة، مشيرًا إلى أن هذا الجهاز الذي تأسس في 1984 يعد نقطة سوداء في تاريخ الأمن التونسي.


ويعيد الجليدي حديث سعيد عن محاولات الاغتيال إلى واقعة نشرها الإعلام التونسي الأيام الأخيرة، وأفادت بإلقاء الأمن القبض على أحد الذئاب المنفردة كان يخطط لاغتيال الرئيس خلال زيارته لمدينة المنستير الساحلية (160كم جنوب العاصمة تونس).


وأوضح الجليدي أن الأمن تكفل بمهمة تمشيط المنطقة التي قبض على الإرهابي بها، فضلًا عن فتح الجهات المختصة تحقيق في الواقعة.


ولفت إلى تعرض الأمن التونسي إلى تحديات على خلفية معلومات تفيد بدخول حوالي 20 إرهابيًّا داعشيًّا من الحدود الغربية الليبية إلى تونس، خلال الأيام الأخيرة، ما يتوجب اليقظة لمنع أي حدث إرهاب مرتقب، مشيرًا إلى تهديدات على أمن السفارة المصرية والإماراتية، ما يعني أن المعركة سياسية بالأساس، وكذلك معركة أمن عام.


ولفت إلى أن الرئيس أراد أن يصارح الشعب في تصريح مقتضب بحجم التحديات التي يلاقيها، فبخلاف التقدمات التي يحققها على المستوى الاجتماعي وملف محاربة الفساد ومواجهة جائحة كورونا، فهناك تهديدات أمنية على حياته شخصيًّا.


ما بعد انتهاء المهلة

وفيما يخص اقتراب مهلة الشهر التي حددها سعيد من الانتهاء (تنتهي الثلاثاء القادم)، توقع الجليدي أن يختار سعيد خلال الأيام القليلة القادمة حكومة يغلب علي رئيسها الطابع القانوني أكثر من السياسي، فضلًا عن تضمينها لشخصيات اقتصادية تكون قادرة على تقديم حلول للوضع الاقتصادي السيئ لتونس.


وانتقل إلى مصير البرلمان المجمد (52 مقعدًا للنهضة من أصل 217)، مرجحًا أن يلجئ سعيد على الفصل 163 من الدستور التونسي القاضي بحرمان أي برلمان من مقعده مدى الحياة، حال ما ثبت حصوله على تمويل أجنبي خلال جولته الانتخابية.


وأشار إلى أن هذا الفصل يهدد كتل برلمانية حصلت بالفعل على أموال في الدعاية الانتخابية بما فيها النهضة، مشيرًا إلى أن الرئيس طرح انتخابات جزئية سيكون خيار ما بعد تنفيذ الفصل 163.


للمزيد.. الرجوع خطوة للوراء.. تكتيك إخواني لن يصمد في تونس


ولم يستبعد الباحث التونسي أن تقبل النهضة على أي رد فعل عنيف أمام هذا السيناريو، مشيرًا إلى النهضة لم يتبق لها أي شيء سواء سلاحها وخلاياها النائمة، مشيرًا إلى أن الحديث عن أي شعبية لها ستعينها في هذا الموقف ليس دقيقًا.


وأيد خيار لجوء النهضة للعنف، استنادًا إلى المشهد الليبي، وتحديدًا المشهد في غرب ليبيا المؤمن من قبل جماعة الإخوان بليبيا، والذين لن يتأخروا في توفير الدعم للنهضة بتونس.


ومع ذلك شدد الجليدي إلى أن المشهد في مجمله يسير في اتجاه الرئيس التونسي الذي عزز شعبيته، مع وجود إجماع شعبي على حتمية كشف ملفات الفساد.


واستشهد بحديث الرئيس عن أن الوضع لن يعود إلى مشهد ما قبل 25 يوليو من فساد وابتزاز سياسي.


يشار إلى أن سعيد اتخذ مجموعة إجراءات لقت قبول شعبي على مستوى مكافحة الفساد، آخرها تطويق الأمن التونسي، الجمعة الماضية، هيئة مكافحة الفساد، وإخلاءها من الموظفين، لا سيما وضع رئيسها السابق شوقي الطبيب تحت الإقامة الجبرية.


وفي قراءة لهذا القرار ذكرت تقارير تونسية إن الرئيس اتخذ هذا القرار مستحدمًا قانون الطوارئ المعمول به منذ 25 يوليو الماضي، بعد ثبوت قصور في عمل المؤسسة المستقلة، وتجنبًا لإتلاف أي ملفات فساد.


للمزيد.. الجهاز السري.. سلاح «النهضة» لإرهاب الشعب التونسي

"