«التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين».. كتاب يتحدث عن العلاقة بين المملكة المتحدة والجماعات المتطرفة

كانت بريطانيا
مملكة عظمى لسنوات طوال، مستغلة خيرات عدة دول حول العالم لصالح أبنائها، وتمسكت
بمصالحها في هذه الدول عبر محاولة زرع بذور الفتنة بين أفرادها كي تستمر في الحصول
على هذه الخيرات، ومن ضمن الآليات التي اعتمدت عليها المملكة البريطانية، التعاون
مع الأصوليين عبر مساعدتهم في بناء جماعات فكرية متطرفة، لتقسيم شعوب هذه الدول.
ونجحت بريطانيا في
بناء عدة جماعات أصولية في مختلف دول العالم، وهو ما تم توضيحه في كتاب «التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين» Secret
Affairs Britain's Collusion with RADICAL ISLAM وهو من تأليف Mark Curtis وتمت ترجمته إلى العربية بواسطة
كمال السيد عبر المركز القومي للترجمة في مصر.
جاء الكتاب عبر
19 فصلًا كاملًا شمل سردًا تاريخيًّا غير متسلسل لدور المملكة البريطانية في كل
من الشرق الأوسط وآسيا، حيث وضع الفصل الأول عرضًا لمبدأ «سياسة فرق تسد
الإمبريالية»، وتناول شرح السياسة التي اعتمدت عليها بريطانيا في المنطقة،
حيث تعاونت مع هذه الجماعات المتطرفة لإحداث الفرقة بين شعوب هذه الدول.
وشرح الكاتب في
الفصل الثاني المعنون بـ«التقسيم في الهند وفلسطين»، سياسة التقسيم التي اعتمدت عليها بريطانيا في الهند وفلسطين، واعتراف وزارة
الخارجية البريطانية بأن الانقسام في الشرق الأوسط أمر نافع لها قائلة: «ما
نريده ليس جزيرة عربية موحدة، وإنما جزيرة عربية ضعيفة ومفككة إلى إمارات صغيرة
بقدر ما يمكن تحت سلطتنا، لكنها عاجزة عن القيام بعمل منسق ضدنا، وتشكل دريئة ضد
قوى في الغرب».
ويمكن عرض عناوين
فصول الكتاب إجمالًا قبل التعمق بها، حيث تناول الفصل الثالث قوات الصدام في إيران
ومصر، ثم في الفصل الرابع «الإسلام في مواجهة القومية»، وفي الفصل الخامس «رسالة الإسلام العالمية»، وفي الفصل السادس «أسلحة تحت الطلب في
الأردن ومصر»، وفي الفصل السابع «السعوديون والثورة الإيرانية»،
وفي الفصل الثامن «التدرب على الإرهاب: الجهاد الإسلامي».
كما تناول الكتاب
في الفصل التاسع «الدكتاتور والملك وآية الله»، وفي الفصل العاشر «احتضان القاعدة»، وفي الفصل الحادي عشر «موجة باكستان العارمة
تجتاح آسيا الوسطى»، وفي الفصل الثاني عشر «حرب خفية في البوسنة»،
وفي الفصل الثالث عشر «قتل القذافي والإطاحة بصدام»، وفي الفصل الرابع
عشر «مؤامرات في جنوب البلقان»، وفي الفصل الخامس عشر «قرائن 11
سبتمبر»، وفي الفصل السادس عشر «لندنستان: ضوء أخضر للإرهاب»، وفي
الفصل السابع عشر «7 يوليو ومحور لندن إسلام آباد»، وفي الفصل الثامن
عشر «مواجهة الشرق الأوسط الجديد»، وفي الفصل التاسع عشر «التحالف
مع العدو: العراق وأفغانستان».
ويتناول الكتاب زراعة
بريطانيا، تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وسوريا والأردن، في محاولة لزرع الفتن
والشكوك بين أبناء هذه الشعوب والدول فيما بعضها البعض، كما تم استغلال هذه
الجماعات في الهجوم على فكرة القومية العربية، حيث تم استخدامهم في مهاجمة نظام
الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر بقوة.
وتناول الكتاب بعد
ذلك دور بريطانيا خلال ثمانينيات القرن الماضي في دعم الجماعات في أفغانستان خلال
حربها ضد السوفييت، بهدف مواجهة النفوذ السوفييتي، وكذلك منع سيطرتهم على النفط في
الخليج العربي، حيث قامت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بدعم وتمويل المقاتلين
سرًا وتدريبهم عسكريًّا بسرية تامة.
ثم تناول الكتاب
الدور البريطاني في الخلافات «الباكستانية – الهندية»، حيث ترى بريطانيا أن الأنظمة
المستقلة هي مشكلتها الأولى من وجهة نظر الكاتب، حيث ساندت بريطانيا النظام
الباكستاني عبر بوابة الاستثمار، حيث تعد لندن ثاني أكبر مستثمر أجنبي في باكستان، كما
تقدم ثالث أضخم برنامج للمعونة البريطانية في آسيا، كما تساند بريطانيا النظام
الباكستاني بسبب رغبة الأخيرة في التمدد إلى إقليم كشمير وأوزباكستان وطاجيكستان
وأذربيجان للسيطرة على طريق الحرير في آسيا الوسطى، وهو هدف كبير بالنسبة للمملكة
البريطانية.
ويشير الكتاب في
بعض الفصول اللاحقة إلى قيام جهاز المخابرات البريطاني بالاستعانة ببعض القيادات
في التنظيمات الإرهابية مثل «أبوحمزة المصري» و«أبو قتادة» و«عمر بكري»، لتنفيذ أهداف
محددة تسعى لها بريطانيا أو العمل كمرشدين لها داخل هذه الجماعات المتطرفة.
كما تناول الكتاب في آخر فصلين، الوضع في الشرق الأوسط وكيفية تعامل بريطانيا معه، حيث تركز بريطانيا على حماية النفط في هذه المناطق، خصوصًا بعدما أصدرت الحكومة وثيقة بعنوان «استراتيجية الأمن القومي للمملكة المتحدة»، كما هاجمت بريطانيا النظام الإيراني بسبب برنامجه النووي.