الاتهامات تلاحق إيران في كردستان العراق
أعلنت مديرية الأمن العام في مدينة أربيل عاصمة إقليم كُردستان العراق العثور في إحدى فنادق المدينة على جُثة المُعارض الإيراني موسى باباخاني، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكُردستاني في إيران.
كان الحزب الديمقراطي الكُردستاني أعلن الخميس الماضي، عن اختفاء القيادي الكردي باباخاني، وبعد الحادث أصدر بيانًا اتهم فيه المخابرات الإيرانية بالمسؤولية عن مقتله، مذكرًا أن فحص جثة الضحية أظهرت علامات تعذيب شديدة عليه قبل الاغتيال، معتبرًا أن هذا العمل يصنف ضمن الجرائم الإرهابية التي يقوم بها النظام الإيراني بحق من يعارضه داخل البلاد وخارجها.
المعارض الإيراني المقتول كان يبلغ من العمر أربعين عاما وكان يعمل صحفيا وانضم للحزب الديمقراطي الكُردستاني في عام 1999، وهو حزب تأسس أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، للمطالبة بحقوق الأكراد داخل إيران، بما في ذلك الحُكم الذاتي في مناطقهم التي تقع شمال غرب البلاد.
ويقدر عدد الأقلية الكردية داخل إيران وفقا للإحصاءات غير الرسمية بحوالي 6 ملايين نسمة.
من جانبها لم تدل السلطات الرسمية في إقليم كردستان العراق بأي تعليق بشأن الحادثة، سوى التعهد بإجراء تحقيق شفاف وسريع حول الحادثة، لكن وسائل الإعلام وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي في الإقليم شهدت موجة تنديد عاصفة ضد طهران، لا سيما أن الحادثة ليست هي الأولى من نوعها التي تقوم بها أجهزة الأمن الإيرانية ضد الحزب الديمقراطي داخل إقليم كردستان العراق، ففي سبتمبر عام 2018 استهدفت صواريخ إيرانية مقر الحزب داخل إقليم كردستان، مما أدى لمقتل ستة عشر قياديا في الحزب، كانوا يعقدون اجتماعا حزبيا داخل المقر حينها.
كما سعت إيران إلى اغتيال القيادي الكُردي الإيراني حسين يزدان بنا، وهو من حزب حرية كردستان في إيران في عام 2019، على الطريق السريع بين مدينتي أربيل وشقلاوة، لكن المحاولة لم تنجح، واستطاع النجاة بحياته.
جدير بالذكر أن العديد من قيادات الحزب الديمقراطي الكُردستاني الإيراني تعرضوا لعمليات اغتيال مشابهة في الكثير من دول العالم على أيدي عملاء الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية، كان أشهرها اغتيال رئيس الحزب عبد الرحمن قاسملو عام 1989 وثلاثة قياديين آخرين من الحزب في صيف العام 1989 في فندق في مدينة فيينا عاصمة النمسا، حيث كان الحزب يخوض مفاوضات مع الحكومة الإيرانية وقتئذ في نفس الموقع، ووجه الادعاء العام النمساوي بعد ذلك تهامات لعدد من الأشخاص المرتبطين بالأجهزة الأمنية الإيرانية.
كما اغتالت الأيدي الإيرانية زعيم الحزب الديمقراطي الكردي الايراني الدكتور صادق شرفكندي وثلاثة آخرين من المعارضة، اثنان منهم من مساعدي شرفكندي، وذلك في شهر سبتمبر عام 1992 وهي الجريمة التي عُرفت باسم «مجزرة ميكونوس» نسبة للمقهى التي حدثت فيها واقعة الاغتيال التي قام بها كاظم دارابي، بعدما ألقت السلطات الألمانية القبض عليه واعترف بالجريمة، لكن أُطلق سراحه خلال عام 2008، في صفقة لتبادل السجناء بين طهران وبرلين، لاقت استنكارًا كبيرًا من المنظمات الحقوقية والأطراف السياسية الكُردية.
ويعاني الأكراد في إيران من اضطهاد يصل لدرجة المنع من استخدام لغتهم وحرمانهم من الوظائف والخدمات والحقوق السياسية.





