موقف واشنطن من المشهد التونسي يحطم آمال الإخوان
السبت 07/أغسطس/2021 - 07:27 م
سارة رشاد
منذ طُرح اسم «جو بايدن» كمرشح للرئاسة الأمريكية، منتصف أغسطس 2020، يروج التنظيم الدولي لجماعة الإخوان له بين أنصاره، مبررًا بأنه سيكون النسخة الجديدة من حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي دعم وصول الإسلاميين إلى السلطة ببلدان الشرق الأوسط.
دوافع التنظيم الدولي قامت على الأفكار التي تبناها «بايدن» عندما كان في إدارة «أوباما»، وتناقضت كليًا مع سياسات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي أعلن العداء أكثر من مرة تجاه جماعة الإخوان والإسلاميين بشكل عام.
الاختبار الأول لـ«بايدن»
ـ
على مدار ما يزيد على سبعة أشهر – مدة تولي بايدن السلطة - لم يذهب الرئيس الأمريكي إلى المنطقة التي رسمها الإخوان في مخيلتهم عن إدارته، فلم يعلن عن رفضه للإدارة المصرية الحالية كما كانوا يطالبون بدعوى الدفاع عن الديمقراطية، فضلًا عن علاقاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان التي لا تُعد الأفضل بين رئيس أمريكي وتركي.
ليس هذا فقط، بل جاءت قرارات 25 يوليو الماضي في تونس والتي أعلن فيها الرئيس قيس سعيد تجميد البرلمان المسيطر عليه من قبل حركة النهضة الإخوانية، وحل الحكومة لتبدد الطموحات التى علقتها الجماعة على الإدارة الأمريكية الحالية؛ إذ لم تتخذ واشنطن أي موقف معادٍ من قرارات الرئيس التي اعتبرها الإسلاميون «انقلاب».
ووفقًا لما كان التنظيم الدولي يُمني نفسه به، فكان من المفترض أن تتخذ واشنطن موقفًا رافضًا للقرارات الرئاسية التونسية وتصفها بالانقلاب، إلا أن ما حدث كان اتصالًا هاتفيًّا بين «سعيد» ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حث فيه الأخير على «احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تُعد الأسس التي يقوم عليها الحكم في تونس»، متعهدًا بدعم الاقتصاد التونسي ومساعدة البلاد في مواجهة انتشار فيروس كورونا.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، «فإن بلينكن شجع سعيد على الاستمرار في الحوار المفتوح مع جميع الأطراف السياسية والشعب التونسي».
وفي تعليق آخر على الأحداث، أكد البيت الأبيض أن واشنطن لم تصنف بعد ما حدث في تونس بالانقلاب.
صدمة إخوانية
استدعى هذا الموقف الذي وصفه الإسلاميون «مسك العصا من المنتصف»، الصدمة، إذ عملت الألة الإعلامية الإخوانية على رفض الموقف الأمريكي ووصفه بالمتهاون في مصالح واشنطن.
وكتب موقع «نون بوست» المقرب من الإخوان: «إن أزمة تونس تمثل أول اختبار حقيقي تواجهه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بالذود عن الديمقراطية ومناهضة أي مساعٍ للنيل منها، وهي المبادئ التي تعهد بالحفاظ عليها خلال حملته الرئاسية في الانتخابات التي فاز بها نهاية العام الماضي».
ووصف الموقع الموقف الأمريكي بـ«البارد»، متعجبًا من الإحجام الأمريكي عن استخدام أدوات النفوذ الأمريكي التي تسمح له بالتدخل في الشأن التونسي، وهي أوراق عسكرية ومساعدات اقتصادية.





