أيديولوجيا السلاح.. 19 عاما على مقتل مؤسس «كتائب القسام»

في الثاني والعشرين من يوليو لعام 2002 نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على وسط قطاع غزة، حصد فيها روح القيادي العسكري البارز مؤسس الجناح العسكري للحركة «كتائب القسام»، صلاح شحادة.
وقبل شحادة كانت الجهود العسكرية في غزة تعمل في شكل الخلايا إلى أن جاء هو وجمعها في سياق مؤسس مهد للجناح العسكري للحركة اليوم.
ابن المخيم
هو صلاح الدين مصطفى محمد علي شحادة، مواليد أبريل 1953م بمخيم الشاطئ بقطاع غزة، تنتمي أسرة شحادة في الأصل إلى مدينة يافا، التي هجرتها في 1948 عقب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليها، وباعتباره ابن المخيم فتلقى شحادة تعليمه الأساسي بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ثم انتقل إلى مصر ليحصل منها على الشهاد الثانوية.
التحق
شحادة في السبعينيات بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، لينتقل إلى
محافظة العريش، ويعمل في مطلع شبابه بمجال دراسته كباحث اجتماعي.
استمر
شحادة في عمله بالعريش حتى 1979، لتستعيد مصر المدينة من الاحتلال الإسرائيلي، وينتقل هو إلى مدينة بين حانون، ليكمل هناك عمله مفتشًا اجتماعيًّا.
الدعوة إلى الله
في هذه
الفترة بدأ شحادة ما تسميه حماس بـ«الدعوة إلى الله»، واستمر في
الموازنة بين عمله كموظف ونشاطه الديني إلى أن استقال في 1982 من وظيفته، وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية
بغزة.
وعلى
خلفية هذا النشاط ألقى الاحتلال القبض عليه في 1984م بتهمة تشكيل خلايا عسكرية، وتدريب الشباب على حمل السلاح، ليقضي عامين من عمره في السجن.
في 1986 غادر شحادة الحبس، ليستكمل عمله كمدير شؤون الطلبة
بالجامعة الإسلامية، ورغم غلق الاحتلال للجامعة بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية
فإنه واصل عمله العسكري والتمهيد للجماح العسكري ليُلقى القبض عليه مجددًا في
1988.
دخل
شحادة في هذا الوقت في فترة التحقيقات والتنقل بين المراكز والزنازين إلى أن صدر
في حقه حكم بالحبس عشر سنوات.
السجن فرصة للتخطيط والتعمق
على غرار أغلب الإسلاميين الذين توصلوا إلى
استنتاجاتهم وبلوروا أفكارهم خلال فترة السجن، كانت فترة حبس شحادة الذي تعمق في
قراءاته عن التسليح والعمل العسكري المنظم.
مرت فترة
حبس شحادة متشبعة بالأفكار والخطط، الأمر الذي يبرر استقالته من وظيفته فور خروجه
من السجن، وتفرده للعمل العسكري ضد الاحتلال، ليؤسس الجهاز العسكري الأول لحماس
ويدعى «المجاهدون الفلسطينيون».
مقتله
على
خلفية نشاطه وكونه المسؤول عن الأوامر الذي خرجت للعسكريين التابعين لحركة حماس،
نفذ الاحتلال في 2002 غارة جوية على حي دراج بوسط غزة استهدف فيها الحي السكني ليقتل
شحادة ومساعده زاهر نصار.
للمزيد.. كل شيء يتغير.. براجماتية الإخوان تحكم خيارات «حماس» الانتخابية