الإرهاب يضرب القارة العجوز.. أوروبا تسدد فاتورة الملاذات الآمنة
الخميس 05/أغسطس/2021 - 08:29 م
محمود البتاكوشي
«سمن كلبك يأكلك» مثل أوروبي ينطبق على العلاقة بين الغرب والعناصر الإرهابية، إذ إن الأخير صنيعة من صنائع القارة العجوز وأمريكا لكن في النهاية انقلب السحر على الساحر، وباتت تعاني من ويلات الإرهاب.
تاريخ أسود من العلاقات السرية
كشف مارك كيرتس في كتابه العلاقات السرية، التاريخ الأسود لتواطؤ بريطانيا مع الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية للسيطرة على موارد النفط والإطاحة بالحكومات، حيث دعمت سرًّا الجماعات الإرهابية في أفغانستان وإيران والعراق وليبيا والبلقان وسوريا وإندونيسيا، حيث سمحت للعناصر الإرهابية بالاستيطان في بريطانيا، مستخدمة البلاد كقاعدة لشن هجمات في الخارج، كما شاركت المملكة البريطانية في غزو العراق عام 2003، مما أدى لحل الجيش العراقي، وتحول عناصره إلى الإرهاب والتشدد بحسب كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذي أكد أنه كان ضد غزو العراق وثبت صحة موقفه إذ أدى لتفكك القوات العراقية ونزول جنود وضباط الشرطة الساخطين إلى الشوارع مشكلين فيما بعد نواة تنظيم القاعدة ولاحقًا داعش، إذ رأوا أن ذلك هو السبيل الوحيد للانتقام ورد الاعتبار على إذلالهم واغتصاب نسائهم.
«داعش والقاعدة.. الأخوة الأعداء «1-4»
على درب إنجلترا سارت الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية الوريثة الشرعية للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إذ احتضن الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في عام 1985م، المجاهدين الأفغان، واستقبل وفدا منهم في البيت الأبيض، واصفا إياهم بـ"الآباء المؤسسين لأمريكا"، وسخر جهود بلاده في دعمهم نكاية في الاتحاد السوفيتي، فحصدت جزاء سنمار بأحداث 11 سبتمبر 2001 التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف شخص.
تصاعد الأحداث في المنطقة العربية مؤخرًا دفع الشباب في أوروبا إلى التطرف، فالعديد من المقاتلين الأجانب يبررون انتهاجهم للعنف، باستيائهم من تدخل الغرب وجرائمه في أزمات المنطقة العربية مثل سوريا، وغزو العراق، والصراع العربي الإسرائيلي وغيرها وهذا ما أكده المفكر الفرنسي إدغار موران، قائلا إن ما يرتكبه الغرب من جرائم، هو سبب رئيسي في تطرف الشباب المسلم في الغرب ودفع بالآلاف للالتحاق بصفوف داعش وغيرها.
أوقات عصيبة
أوروبا عاشت بسبب ذلك أوقات عصيبة وصعبة خلال الأعوام الماضية، إذ وتعرضت للعديد من العمليات الإرهابية فى مدن فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا والسويد وفنلندا، ما أسقط مئات الضحايا، بالإضافة إلى الخسائر والأضرار المادية الأخرى، بسبب عمليات الذئاب المنفردة التي اعتمد عليها تنظيم داعش الإرهابي مستنسخًا أسلوب طالبان مع الروس في حربهم الطويلة بأفغانستان فى بدايات الثمانينيات من القرن العشرين، والتي تطورت بتطور التنظيمات فى التسعينيات إلى أن وصلت بشكلها الحالى إلى أوروبا.
استغل تنظيم داعش الذئاب المنفردة فى المدن الكبيرة بالاتحاد الأوروبى بصورة متطورة بتسخيره التكنولوجيا واستخدامه وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة لخدمة أهدافه، ونشطت خلال السنوات الماضية بشكل واضح، وكان أبرز العمليات الإرهابية تكرار حوادث الدهس والطعن ومنها مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، فى هجوم بالسكين داخل كنيسة بمدينة نيس، بعد فقط أيام من قطع رأس مدرس فرنسى بعد عرض المدرس رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي العاصمة النمساوية فيينا، وقعت حادثة أخرى، أدت إلى مقتل 4 مدنيين، بالإضافة إلى المنفذ الذى أعلن وزير الداخلية أنه "واحد من أنصار تنظيم داعش"، وغيرها من الحوادث المأساوية التي يندى لها جبين الإنسانية.





