ad a b
ad ad ad

هجمات «الشباب» تهدد أمن الصومال وتعمق نزيفه الاقتصادي

الخميس 01/يوليو/2021 - 03:31 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

فرض تنظيم «القاعدة» وجوده في الصومال عبر فرعه الإقليمي المسمى بـ«حركة الشباب»، مستغلا الاضطراب السياسي والأمني بالبلاد، إذ عاودت الحركة مهاجمة قوات الأمن بالأسلحة الثقيلة في محاولة لفرض سيطرتها.


وشنت عناصر حركة الشباب في 27 يونيو 2021، هجومًا بالسيارات المفخخة ضد قاعدة عسكرية في ويسيل بجالمودوج وسط البلاد، أسفر عن مقتل 30 شخصًا بينهم جنود ومدنيون.


ومن جهتها أدانت الحكومة الصومالية الهجوم الإرهابي على القاعدة العسكرية، مؤكدة تمكن قواتها من إسقاط عشرات القتلى من صفوف حركة الشباب.


إرهاب مستمر 

أسهمت الاضطرابات الداخلية بالصومال في منح الجماعات الإرهابية، وأبرزها حركة «الشباب» فرصًا لزيادة نفوذها نحو تحقيق هدفها في تأسيس ولاية مزعومة بالقرن الأفريقي تهدد أمن شرق القارة السمراء، وتفرض قيودًا عقائدية وسياسية خاصة بها على المواطنين بالمنطقة.


وتتعدد مخاطر حركة الشباب في المنطقة من حيث تنفيذ عمليات إرهابية مستمرة ضد نقاط أمنية وسياحية هامة في الصومال، إلى جانب تهديد الملاحة وعمليات الصيد في منطقة القرن الأفريقي، وتنفيذ هجمات ضد دول الجوار وأبرزهم كينيا.


وتستغل حركة «الشباب» نفوذها بالمنطقة للهجوم على القواعد العسكرية في الصومال وكينيا، ففي 19 مايو 2021، نصبت كمينًا للشرطة الكينية في مقاطعة «لامو»، أدى إلى مقتل 7 عسكريين، وذلك قبل أيام قليلة من افتتاح ميناء مهم بمنطقة لامو بلغت تكلفة إنشائه ملايين الدولارات.


يوضح ذلك استهداف الحركة، اقتصاد الملاحة والاستثمارات المرتبطة بالمسطحات المائية مثل الموانئ وأساطيل الصيد؛ ما يعني أنها تهدد الموارد الكبرى والصغرى سواء استثمارات الدول أو استثمارات العمال الصغار، ويذكر أن ميناء «لامو» تأسس باستثمارات صينية ومجهز للتعامل مع ناقلات النفط والحاويات الكبرى.


وتمثل الفنادق والمناطق السياحية مقصدًا خطيرًا لهجمات حركة «الشباب» في المنطقة، ففي يناير 2019 هاجمت الحركة مجمع الفنادق «دوسيت» في كينيا، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى ومصابين.


أما عن المناجم والثروات الطبيعية فهي حاضرة في قائمة أهداف الحركة، ففي مايو 2018 استهدفت عناصر حركة الشباب منجمًا في «مانديرا» شمال شرق كينيا، ما أسفر عن مقتل 4 من العاملين بالمنجم.


كما تستغل الجماعة ثروات الصومال للتربح الاقتصادي والتكسب السياسي، إذ أفادت الأمم المتحدة عبر تقرير لها نشر في أكتوبر 2018، بأن حركة الشباب تتربح من الفحم النباتي عالي الجودة في الصومال لصالح استثمارات مالية مشبوهة مع إيران.


اضطرابات ترتبط بالسياسة والإرهاب

يشير استفحال تنظيم «القاعدة» في الصومال إلى التأثيرات الواضحة للاضطرابات الداخلية، فبحسب معهد الاقتصاد والسلام في سيدني، بأستراليا ترتبط الهجمات الإرهابية وشدتها بمواقع السيولة السياسية وما ينتج عنها من اضطرابات أمنية وعدم استقرار اجتماعي.


وبحسب الباحث بجامعة فلوريدا، كريستوفر دانيلز في كتابه «القرصنة الصومالية والإرهاب في القرن الأفريقي « Somali Piracy and Terrorism in the Horn of Africa»، فإن الصراعات الدولية للفوز بالنفوذ داخل الصومال وبالأخص إيران سمح للجماعات الإرهابية بالتمدد في الداخل، ونظرًا للعلاقة الغامضة بين طهران وقادة تنظيم القاعدة فإن المعركة تحتاج لمجهودات كبيرة للسيطرة.


المزيد.. القرن الأفريقي.. تاريخ من الصراعات مهد لجماعات الإرهاب

الكلمات المفتاحية

"