الإخوان يتلاعبون بالقضايا السياسية والحقوقية للأفارقة في أمريكا
تمكن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان من
بناء مؤسسات فعالة في الولايات المتحدة الأمريكية لتعمل على خدمة مصالحه وأهدافه،
وتبرز إشكاليات التغلغل وسط الأقليات والمهاجرين كأبرز حلقة في أنشطة مؤسسات الجماعة في واشنطن، وذلك عبر
السعي الحثيث نحو استمالة المواطنين غير الممثلين للأغلبية باعتبارهم محتاجين
للدعم.
وعلى وقع المهارة الإخوانية لفرع الولايات المتحدة الأمريكية في التلاعب بالقضايا السياسية لتحقيق مكاسب للتنظيم، ينشط الإخوان لخلق وجهات إنسانية وحقوقية كأغلفة لرؤيتهم الخاصة تجاه القضايا المختلفة، وبالتالي يبقى الأفارقة وأصحاب البشرة السمراء زاوية مهمة يتمكن من خلالها التنظيم من زيادة أعداد المنتمين لأيديولوجيته أو المتعاطفين معه.
الجالية الأفريقية.. هدف الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية
تحاول جماعة الإخوان التغلغل في الجاليات الأفريقية بالولايات المتحدة الأمريكية عبر تبني قضاياهم، وإظهار التعاطف الإنساني مع حقوقهم، والترويج أيضًا لوجود انتقاص في الحقوق المقدمة لهما، إذ أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في 18 يونيو 2021 انضمام فرعه بولاية نيويورك إلى مؤتمر صحفي لمطالبة الإدارة التعليمية في الولاية بالتحقيق في اتهام أكاديمية شيريدان بالعنصرية ضد الطلاب المسلمين الأفارقة، وعدم إعطائهم حقوقهم.
شهدت الولايات المتحدة خلال المرحلة
الماضية أزمة كبرى شكلت اختبارًا لقيمها الأساسية حول احترام حقوق الإنسان وحريته،
إذ تصاعدت الاحتجاجات على خلفية مقتل المواطن من الأصل الأفريقي جورج فلويد في 25
مايو 2020 بعد اعتداء رجال الشرطة عليه بطريقة وحشية أثناء القبض عليه في
مينيابولس بولاية مينيسوتا للاشتباه في سلوكه، ومن ثم بدأ المواطنون حملة كبرى
عرفت بـ(حياة السود مهمة) ومن خلالها حاول المحتجون تشكيل ضغط على الدولة لمواجهة
العنصرية ضد المواطنين من الأصل الأفريقي.
ومن جهتها، لعبت مؤسسات الإخوان
المنتشرة في الولايات الأمريكية دورًا بارزًا للاستثمار في هذه القضية لإظهار
نفسها كراعية لحقوق الإنسان، وحريصة على مصلحة الأقليات من أصحاب البشرة السمراء،
فخلال الاحتجاجات التي استمرت بشكل يومي إبان الإجراءات الاحترازية التي فرضت
حُكوميًّا روجت الجماعة لتكفلها بالدفاع القانوني عن المحتجزين خلال هذه التظاهرات لمخالفتهم
لقرارات الإغلاق التي صدرت حينها.
وأصدرت مؤسسات الجماعة وبالأخص مجلس
العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) ملصقات إعلانية لمطالبة أتباعها بالتبرع من
أجل الدفاع القانوني عن محتجزي تظاهرات حياة السود مهمة ليتمكنوا من الاستمرار في
فعاليتهم المخالفة للقانون لتشكيل ضغط على الحكومة.
توظيفات شائكة تهدد الأمن
وظفت الجماعة تلك الحادثة في ملفات
شائكة تهدد الأمن القومي لواشنطن وأبرزها المطالبة بتخفيض ميزانية جهاز الشرطة، وتحويلها للإنفاق على المناطق الأكثر احتياجًا، واستغل مجلس العلاقات الأمريكية
أدواته الإعلامية والسياسية للترويج لمبادرة إعادة هيكلة قوات الشرطة عبر تفكيك
بعض الأجهزة التابعة له مثل جلسة النقاش التي انطلقت حول هذا الأمر على مواقع
التواصل الاجتماعي الخاصة بـ(كير) في 12 يونيو 2020، كما دعم فرع المجلس بمدينة
بالتيمور مشروع قانون لتغيير نفقات الشرطة بالمدينة، وتقليل ميزانيتها لصالح موارد
أخرى.
ونظرًا لنشوب الاحتجاجات الخاصة بمقتل فلويد قبل شهور قليلة من
الانتخابات الرئاسية الأخيرة بواشنطن والتي فاز بها جو بايدن، استغلت الجماعة
الأحداث لإدارة الجالية الأفريقية والمسلمة لعمليات تصويت محددة خلال الانتخابات،
وزعمت كير عبر استطلاعات رأي اذاعت نتيجتها بأن احتجاجات فلويد قد أثرت سلبًا على
أسهم الرئيس السابق دونالد ترامب لإخفاقه في إدارة الملف.
المزيد.. تبرعات بملايين الدولارات تمنح الإخوان النفوذ السياسي في أمريكا





